ووتش: إجراءات الحكومة اللبنانية بشأن كورونا تهدد الملايين بالجوع

بائع خضار متجول يدفع عربته، وهو يضع كمامة لمحاولة حماية نفسه من الإصابة بفيروس "كورونا"، في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، 30 مارس/آذار 2020. © 2020 رويترز/محمد عزاقير
بائع خضار متجول يضع كمامة لمحاولة حماية نفسه من الإصابة بفيروس كورونا في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين (رايتس وتش)

قالت هيومن رايتس ووتش إن الملايين من سكان لبنان مهددون بالجوع بسبب إجراءات الإغلاق المتصلة بالوباء، ما لم تضع الحكومة على وجه السرعة خطة قوية ومنسَّقة لتقديم المساعدات.

وبحسب المنظمة فإن وباء كورونا ساهم في تفاقم أزمة اقتصادية مدمرة كانت موجودة أصلا في لبنان، وكشف عن أوجه القصور في نظام الحماية الاجتماعية فيه.

وقالت لينا زيميت، الباحثة الأولى في الفقر واللامساواة في هيومن رايتس ووتش، إن الإغلاق الهادف إلى إبطاء انتشار فيروس كورونا أدى إلى "تفاقم الفقر والصعوبات الاقتصادية المتفشية في لبنان قبل وصول الفيروس".

وأضافت "خسر كثيرون دخلهم، وقد يعجز أكثر من نصف السكان عن شراء غذائهم وحاجاتهم الأساسية إذا لم تتدخل الحكومة".

وقال نشطاء يقدمون المساعدة إلى الأسر المحتاجة في بيروت وصيدا وطرابلس وزغرتا لهيومن رايتس ووتش إنه لم تُقدَّم أي مساعدات فعليا رغم التعهدات السابقة للحكومة.

ووفق المنظمة، فإنه بعد شهر تقريبا من الإغلاق، سبّب غياب أي استجابة واضحة، وفي الوقت المناسب، ومنسقة من جانب الحكومة إلى جوع العديد من العائلات وعجزها عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما فيها الإيجار.

وقد أحرق سائق أجرة سيارته عندما غرّمته قوى الأمن لخرقه قواعد الإغلاق. وألقى بائع متجول محبط خضرواته في الشارع بعد أن أوقفت الشرطة عمله. وعرض عامل بناء عاطل عن العمل كليته للبيع لعجزه عن دفع الإيجار. واندلعت احتجاجات بالفعل ضد تصاعد المصاعب الاقتصادية في أنحاء مختلفة من البلاد، شملت أحياء القبة وجبل محسن في طرابلس، وبيروت.

وقالت زيميت "الناس في لبنان يكافحون وهم على حافة الهاوية. ينبغي للحكومة أن تطور بسرعة برنامج مساعدات يحمي حقوق الناس، ويؤمن لهم الموارد التي يحتاجون إليها في هذه الأزمة من أجل البقاء".

المصدر : الجزيرة