وفاة معتقل مصري جراء الإهمال والبرد بسجن الفيوم

خلال جلسة قضية غرفة عمليات رابعة العدوية-العشرات قتلوا داخل أماكن الاحتجاز بسبب التعذيب والإهمال الطبي
عشرات المعتقلين توفوا داخل أماكن الاحتجاز بسبب التعذيب والإهمال الطبي (الجزيرة)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

توفي المعتقل جمعة مشهور -أحد معارضي النظام المصري- مساء أمس الأحد، بسجن استقبال الفيوم جنوب غرب العاصمة القاهرة، نتيجة البرد والإهمال الطبي، حسب مصادر حقوقية.

وأفادت المصادر للجزيرة نت، بأن مشهور وهو من قرية السنباط التابعة لمركز الفيوم، توفي نتيجة الإهمال الطبي، بعد تركه دون ارتداء الملابس المناسبة لحالته الصحية مدة أربعة أيام متتالية في البرد الشديد رغم تحذيرات مرافقيه المتكررة بخطورة ذلك عليه، مما أدى لوفاته في النهاية.

وأضافت المصادر أن مشهور كان مصابا بحساسية مضاعفة تتطلب عناية خاصة، لم تتوفر له داخل المعتقل.

ونشرت العديد من الصفحات المحلية خبر الوفاة، مشيرين إلى أنه جرى نقل جثمان المعتقل جمعة مشهور إلى مستشفى الفيوم العام إثر وفاته.

بدورها، اعتبرت مسؤولة الملف المصري في منظمة هيومن رايتس مونيتور سلمى أشرف، وفاة مشهور دليلا على انعدام الإنسانية بشكل كامل لدى إدارات السجون واعتماد الإهانة وإهدار الكرامة الإنسانية والقتل البطيء للمعارضين في السجون كمنهج للسلطات المصرية.

وترى سلمى أشرف في حديثها للجزيرة نت أن هذا الشكل من القتل، يراه البعض أهون من القتل تعذيبا، إلا أنه في حقيقة الأمر أكثر بشاعة وألما، وأشد وطأة على ذوي المعتقل، ومن ثم لابد من محاسبة إدارات السجون التي تشهد مثل هذه الوفيات المتكررة، مشددة على أن الرعاية الطبية حق أصيل بكافة المواثيق الدولية.

وكانت "رايتس مونيتور" قد أصدرت بيانا في أبريل/نيسان الماضي، طالبت فيه بفتح تحقيق دولي في ظروف الاحتجاز بالسجون المصرية، بسبب تزايد أعداد القتلى داخلها، إضافة إلى وجود تهديد حقيقي لحياة نحو خمسة آلاف معتقل مريض يعانون من الإهمال الطبي.

ويقول حقوقيون ومعارضون إن السلطات الأمنية المصرية تحتجز عشرات الآلاف من المعارضين السياسيين، وإن عددا منهم توفوا نتيجة "الإهمال الطبي"، إلا أن السلطات تنفي في بيانات رسمية تلك التهم، مؤكدة عدم وجود أي معتقل سياسي لديها، وأن "السجناء متهمون أو صدرت ضدهم أحكام في قضايا جنائية".

المصدر : الجزيرة