أمنستي تدعو لحماية مدنيي الفلوجة من الانتهاكات

جثث بمستشفى عامرية الفلوجة لنازحين قضوا تحت التعذيب
جثة في مستشفى عامرية الفلوجة لنازح قضى تحت التعذيب (الجزيرة)

دعت منظمة العفو الدولية (أمنستي) السلطات العراقية لكبح جماح القوات المشاركة في حملة استعادة مدينة الفلوجة، وذلك بعد تلقيها شهادات عن تعرض مدنيين فارين من تنظيم الدولة الإسلامية -الذي يسيطر على الفلوجة غربي العراق– للتعذيب على أيدي مليشيات مدعومة من الحكومة العراقية، ومفارقة ما لا يقل عن ثلاثة منهم الحياة جراء ذلك.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة فيليب لوثر "يتعين حماية المدنيين الذين يخاطرون بحياتهم للهرب من فظاعات تنظيم الدولة، ومدّهم بالمساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها".

ودعت المنظمة السلطات العراقية لإجراء تحقيقات وافية ومحايدة ومستقلة في مزاعم التعذيب والقتل غير القانوني على أيدي الحشد الشعبي، بغرض تقديم المسؤولين عنها إلى ساحة العدالة في محاكمات عادلة.

وقالت أمنستي في تقرير نشرته أمس على موقعها الإلكتروني، إنها استمعت إلى ضحايا وصفوا ما تعرضوا له من تعذيب وسوء معاملة أثناء احتجازهم من طرف عناصر الحشد الشعبي، وذكروا أنهم شاهدوا حالات قتل بأم أعينهم.

وأخبر موظفون رسميون في محافظة الأنبار -حيث تقع الفلوجة- أمنستي أن مجلس المحافظة تسلم في الخامس من الشهر الجاري 605 رجال وفتيان من أبناء بلدة الصقلاوية، لحقت بالعديد منهم إصابات منها الكسور والكدمات والرضوض والجروح المفتوحة جراء التعرض للضرب، كما تسلم المجلس ذاته ثلاث جثث.

وأوضحت أمنستي أن المعتقلين والمحتجزين وصفوا كيف أهينوا وحرموا من الطعام والماء واستخدام المرافق الصحية، وقيدت أيديهم وصودرت وثائقهم وحشروا في غرف صغيرة وضربوا بأدوات مختلفة كخراطيم المائية والقضبان المعدنية بزعم دعمهم لتنظيم الدولة، مشيرين إلى أن عددا من المحتجزين فارقوا الحياة نتيجة الضرب.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش دعت الحكومة العراقية أمس لإجراء تحقيق في التقارير التي تؤكد وقوع انتهاكات من قبل قواتها ضد المدنيين خلال عملية استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة. وقال جو ستروك نائب مدير المنظمة بالشرق الأوسط "على الحكومة العراقية السيطرة ومحاسبة قواتها إذا كانت تأمل أن تدّعي أن الجانب الأخلاقي هو الأسمى في محاربتها لتنظيم الدولة".

يشار إلى أن ما يقدر بنحو عشرة آلاف شخص تمكنوا من الفرار من الفلوجة منذ بدء القوات العراقية هجومها العسكري لاستعادة المدينة من تنظيم الدولة في 23 مايو/أيار الماضي، وخاصة من ضواحي المدينة، ويعتقد أن ما يصل إلى تسعين ألف مدني ما زالوا محاصرين في المدينة وسط تقارير عن تعرضهم لمخاطر القصف والموت جوعا.

المصدر : وكالات