أنباء عن انتهاكات بحق سجناء برج العرب بالإسكندرية

انتظار الأهالي السماح لهم بزيارة المعتقلين في أحد السجون المصرية
عائلات مسجونين ينتظرون السماح لهم بزيارة ذويهم في برج العرب بالإسكندرية (الجزيرة)
عبد الرحمن محمد-القاهرة

شهد سجن برج العرب بمدينة الإسكندرية شمالي مصر على مدار يومين تجمع عائلات مسجونين بعدما وردت أنباء عن حالات انتهاكات من قبل إدارة السجن بحق المعتقلين وذويهم.

ووفق حبيبة رشاد -ابنة أحد المعتقلين السياسيين بالسجن- فإن القصة بدأت بمطالبة محكومي الإعدام بزيادة ساعات التريّض وتوفير دورات مياه نظيفة، الأمر الذي قوبل بتعنت إدارة السجن وقيام ضابط باقتحام زنازينهم وإطلاق قنابل الغاز المدمع داخلها ما أدى لإصابة أحد المعتقلين نقل على إثرها إلى المستشفى.

وتتابع حبيبة للجزيرة نت "في المستشفى نقل المعتقل المصاب ما حدث لمعتقلين في عنابر أخرى وهو ما دفع جميع المعتقلين إلى التضامن والهتاف ضد إدارة السجن، لتقوم الإدارة بتعميم انتهاكاتها ضد الجميع وخاصة عنبري 21 و22، حيث اعتدت بشكل فج على نزلائهما".

وأشارت إلى أن أهالي المعتقلين السياسيين فوجئوا يوم الاثنين بمنع زياراتهم، وإثر سماعهم تلك الأنباء السيئة من أهالي الجنائيين بعد خروجهم من الزيارة ووصول رائحة قنابل الغاز إليهم، تزايد حشد الأهالي أمام السجن وبدؤوا الهتاف ضد إدارته التي هددتهم بإطلاق النار عليهم في حال عدم انصرافهم.

غير أن الأهالي -وفق حبيبة- لم يرضخوا لتلك التهديدات، وأصروا على الاحتشاد أمام السجن حتى الاطمئنان على ذويهم، وقاموا بمنع عربات ترحيل من الخروج من السجن، وأجبروا إدارته على فتح جزئي للزيارة.

‪أهالي مسجونين ينتظرون أمام مدخل سجن برج العرب‬ (الجزيرة)
‪أهالي مسجونين ينتظرون أمام مدخل سجن برج العرب‬ (الجزيرة)

تجاوزات
وفي هذا السياق، كشف مصدر داخل السجن طلب عدم الكشف عن اسمه أن إدارة السجن رغم توترها بسبب تطور الأحداث ما زالت تتعنت مع المعتقلين وقامت بترحيل أكثر من 250 معتقلا إلى سجون أخرى، كما أتلفت جميع الأدوية التي بحوزة السجناء.

ومع تصاعد الأوضاع في سجن برج العرب، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعا للتنديد بهذه الانتهاكات والمطالبة بتوقفها، عبر أوسمة مختلفة أبرزها (#مجزرة_برج_العرب و #أنقذوا_معتقلي_البرج).

من جانبه، أشار مسؤول الملف المصري بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مصطفى عزب إلى أن "انتهاكات سجن برج العرب متكررة لا تتوقف منذ وقت طويل، وهو من السجون شديدة الحراسة سيئة السمعة في التعامل مع المعتقلين وذويهم".

وتابع في حديثه للجزيرة نت أن "المعاملة المهينة للمعتقلين تدفعهم للاحتجاج والامتناع عن الامتثال لأوامر إدارية، فتواجه إدارة السجن ذلك بمزيد من التنكيل الجماعي ومنع الزيارة والاعتداء على الزنازين بتجريدهم من متعلقاتهم الشخصية أو توزيعهم على عنابر الجنائيين أو ترحيلهم إلى سجون بعيدة، ما يجعل الزيارة أكثر صعوبة على الأسر".

واعتبر موقف أسر المعتقلين "في تحدي آلة القمع الأمني واحتجاجهم أمام السجن خطوة جريئة، خاصة في ظل نظام قمعي لا يعترف بالحق في الاحتجاج السلمي".

‪جانب من احتجاجات أهالي المسجونين بسجن برج العرب‬  (الجزيرة)
‪جانب من احتجاجات أهالي المسجونين بسجن برج العرب‬  (الجزيرة)

خارج القانون
واعتبرت مسؤولة الملف المصري بمنظمة "هيومن رايتس مونيتور" سلمى أشرف "ما حدث من ترهيب وتهديد بالتصفية لمن هم في عنبر الإعدام بسجن العرب أمر غير مقبول قانونيا وأخلاقيا وإنسانيا، وهو ما دفع باقي المعتقلين إلى التضامن".

وأشارت سلمى أشرف في تصريحات للجزيرة نت إلى أن "ما ترتب على اعتراض المعتقلين من ترحيل وتغريب بنقل ١٥٠ منهم إلى سجن جمصة ومئة آخرين إلى سجن المنيا دون أمر قضائي، هو نوع من التأديب الذي ليس له سند قانوني".

بينما رأى الحقوقي والقيادي بجبهة الضمير عمرو عبد الهادي أن "جرأة النظام في زيادة انتهاكاته بحق السجناء يأتي نتيجة لمرور يوم 11/11 دون نتيجة ضاغطة عليه، وهو بذلك يسعى إلى إسكات أي صوت معارض قبل حلول ذكرى الثورة يوم 25 يناير/كانون الثاني القادم".

ولفت عبد الهادي في حديثه للجزيرة نت إلى تزامن هذه الانتهاكات مع مباراة المنتخب المصري ونظيره الغاني التي جرت في "ملعب برج العرب" القريب من السجن والتي شهدت متابعة عالية استغلتها الداخلية في ارتكاب هذه الانتهاكات في ظل غفلة الجماهير، مضيفا "المعتقلون قادرون على كسر سجانيهم، وضغطهم يجعل إدارة السجن ترضخ لمطالبهم في النهاية".

المصدر : الجزيرة