المتوسط يلتهم 2800 لاجئ منذ بداية العام

منظمة الهجرة العالمية قدرت غرق 2800 شخص بمياه المتوسط منذ بداية العام. الجزيرة نت
سبعمئة جثة فقط اكتشفت من بين الضحايا (الجزيرة نت)

خالد شمت-برلين

كشفت إحصائية جديدة لمنظمة الهجرة العالمية عن غرق 2800 "مهاجر" خلال محاولاتهم الوصول لأوروبا منذ بداية العام الجاري.

وقال فرانك لاسكو -مدير المركز الدولي الجديد لبيانات الهجرة واللجوء التابع لمنظمة الهجرة العالمية، في تصريح للجزيرة نت، خلال افتتاح هذا المركز أمس الاثنين بالعاصمة الألمانية برلين- إن الطفل السوري أيلان عبد الله كردي الذي جرفت مياه البحر جثته وجثتي أمه وشقيقه لشواطئ تركيا قبل أيام، أصبح يمثل وجها معروفا لهؤلاء المجهولين الذين ابتلعهم يم المتوسط أثناء سعيهم للوصل لأوروبا من أجل بدء حياة جديدة خالية من الخوف من الموت.

ولفت لاسكو إلى أن من بين 364 ألف مهاجر غير نظامي نجحوا منذ بداية السنة الجارية بالوصول للشواطئ الأوروبية من خلال الممرات الخطرة بالبحر المتوسط، غرق ألفان وثمانمئة شخص لم تكتشف منهم إلا سبعمئة جثة لم يتم التوصل إلا إلى هوية ثلث أصحابها، وأوضح أن جرف مياه البحر لجثة الطفل السوري أيلان إلى الشاطئ التركي، قابله اختفاء كل أثر لمعظم أمثاله ممن استقروا بأعماق المتوسط.

‪فرانك لاسكو: معظم المهاجرين الغرقي بالمتوسط جاؤوا عبر ليبيا‬ (الجزيرة نت)
‪فرانك لاسكو: معظم المهاجرين الغرقي بالمتوسط جاؤوا عبر ليبيا‬ (الجزيرة نت)

حوادث وآثار
وذكر مدير المركز الدولي لبيانات الهجرة واللجوء أن بيانات الحجز وتذاكر السفر تساعد بالتعرف على شخصيات الضحايا في حوادث سقوط الطائرات، في حين يقف المحققون عاجزين عن فعل الشيء نفسه بحوادث غرق اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين، لأن المهربين لا يقدمون قوائم بأسماء من تاجروا بتسفيرهم، ولا تعرف أسماء أو بيانات أو هواتف للغرقى الذين يبحر الكثير منهم دون أي وثائق ثبوتية تدلل على هوياتهم.

ولفت لاسكو إلى أن مركزه رصد وقوع معظم حوادث الغرق هذا العام خلال توجه "المهاجرين غير النظاميين" من ليبيا إلى الشواطئ الإيطالية التي نجح 116 ألفا وسبعمئة مهاجر غير نظامي في الوصول إليها، وقال إن الإريتريين واللاجئين من أفريقيا جنوب الصحراء يمثلون أكثرية من غرقوا خلال رحلتهم بهذا الطريق البحري، ولم تكتشف منهم إلا ستمئة جثة.

وأشار مدير مركز بيانات الهجرة واللجوء لمنظمة الهجرة العالمية إلى أن نجاح 245 ألف مهاجر غير نظامي باجتياز الطريق البحري القصير من تركيا إلى اليونان منذ بداية السنة الحالية حتى سبتمبر/أيلول الجاري، قابله غرق مئة شخص فشلوا بالوصول لهذا الهدف ولم تكتشف إلا جثث ستين شخصا منهم.

ونبه لاسكو إلى أن افتراض وجود أقارب لواحد من كل عشرة من المهاجرين الغرقى الـ2800 يعني أن مأساة هؤلاء الضحايا تمس ثلاثين ألف إنسان على الأقل، وخلص إلى أن آلام الأسر التي فقدت ذويها تتضاعف بعدم تيقنها من مصيرهم وتوصلها لأى أثر لهؤلاء الضحايا.

المصدر : الجزيرة