أطفال يعولون أسرهم بمخيم الزعتري
ناريمان عثمان- مخيم الزعتري
والآن لا يعرف أمجد (14 سنة) ماهي المهنة التي يمكن أن يزاولها ولا يوجد لديه تصور عن مستقبله، كل ما يهمه حاليا هو الاستيقاظ باكرا قبل الفجر للالتحاق برفاقه في المزارع لقطف الثمار وفلاحة الأراضي.
ورغم صغر سنه فإن هذا الطفل جرب أنواعا مختلفة من العمل، يتنقل بينها وفق الطلب والمواسم، فعمل في نقل البضائع بعربة مواد بناء يجرها، وأيضا يساعد في نقل الكرفانات من مكان إلى آخر، ونخل الرمال.
وقال للجزيرة نت "جارنا يمتلك عربة لجر (الكرفانات)، أساعده أنا وأبي في جرها عند الطلب، لكنه أضاف أن أصعب عمل قام به هو نخل الرمال خاصة في الأيام الحارة".
دخل ضئيل
يبيع أمجد عربة مليئة بالرمال بأقل من دولار واحد، ويستخدمها بعض سكان المخيم في صب أرضية لبيوتهم المتنقلة، ويعتبر نفسه محظوظا في الأيام التي يحصل فيها على خمسة دنانير (سبعة دولارات تقريبا) وهو أمر لا يتسنى له دائما، فأحيانا كثيرة يعود بدولار واحد لا أكثر.
وتحدثت أم أمجد للجزيرة نت عن ظروف عائلتها وقالت إن زوجها كان يعمل في مصنع بسوريا، ولم يجد عملا في المخيم، وتمنت لو أن يكمل ولداها تعليمهما و"يجدا عملا محترما في المستقبل، لكن ظروفنا المادية سيئة وكذلك نظام التعليم في المخيم ليس جيدا".
أما علاء (13 سنة) فقد توقف عن الدراسة في الصف السادس، وبدأ في العمل للإنفاق على أسرته المكونة من تسعة أشخاص، يقول للجزيرة نت إن العمل يستغرق جل وقته من الرابعة فجرا وحتى الخامسة عصرا، وليس متاحا أمامه اللعب مع رفاقه وهو يتحسر على مستقبله بلا دراسة.
وقائع وأرقام
علاء وأمجد ومحمد أمثلة عن أطفال كثر في مخيم الزعتري ألجأتهم الظروف للعمل بدلا من قاعات الدراسة، وهذا ما أكده تقرير صادر عن منظمة إنقاذ الطفل واليونيسف أشار إلى أن النزاع والأزمة الإنسانية في سوريا تدفع بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل.
وأفاد التقرير أن ثلاثة من بين كل أربعة أطفال عاملين، من الذين شملهم مسح أجري في مخيم الزعتري، يعانون من مشاكل صحية، بينما تعرض 22% من الأطفال الذين يعملون في القطاع الزراعي في المفرق ووادي الأردن لإصابات خلال العمل.
كما بيّن مسح أجري في الأردن أن نصف أطفال اللاجئين السوريين يعتبرون هم العائل الرئيسي في الأسرة، أو أنهم يساهمون في إعالتها بشكل أساسي.