ملاحقة الصحفيين لا تتوقف في مصر

صورة بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالإفراج عن حسن القباني
صورة نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالإفراج عن الصحفي المصري حسن القباني (الجزيرة)

عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة

"زوجي مضرب عن الطعام منذ 18 فبراير/شباط الماضي إلى حين وقف الانتهاكات التي يتعرض لها داخل عنبر التأديب بسجن وادي العقرب شديد الحراسة". بهذه الكلمات وصفت آية علاء حسني معاناة زوجها الصحفي حسن القباني منسق حركة "صحفيون من أجل الإصلاح" المعتقل منذ 22 يناير/كانون الثاني الماضي.

وأضافت آية أن قوات الأمن اعتقلت زوجها من منزله بمدينة 6 أكتوبر -إحدى ضواحي القاهرة- وتم إخفاؤه لعدة أيام في مقر لجهاز الأمن الوطني.

وتابعت في حديث للجزيرة نت أنه "تعرض للضرب والسحل والتجريد من الملابس في فصل الشتاء، والصعق بالكهرباء، وأشكال التعذيب المعنوي، بغرض انتزاع اعترافات منه في تهم لم يرتكبها".

وأشارت آية إلى أن قوات الأمن وجهت إلى زوجها اتهامات مضحكة كالتخابر مع دولة النرويج، والانضمام إلى جماعة محظورة، ومحاولة تغيير دستور البلاد، وتحريض المواطنين ضد أجهزة الدولة.

وكانت منظمة هيومن رايتس مونيتور قد تقدمت بشكوى عاجلة إلى فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي في الأمم المتحدة، بشأن الاعتقال والاحتجاز التعسفي للصحفي حسن القباني عضو نقابة الصحفيين. وأشارت إلى أن القباني (31 عاما) تعرض لتعذيب قاس في مقر أمن الدولة بالشيخ زايد، قبل أن توجه له تهمة التخابر مع دولة أجنبية.

وحسب المرصد العربي لحرية الإعلام والتعبير، يقبع نحو مائة صحفي وإعلامي في السجون المصرية بتهم مختلفة، كما قتل عشرة صحفيين منذ الانقلاب العسكري يوم 3 يوليو/تموز 2013، كان آخرهم شريف رفعت الفقي (21 عاما) الذي قتل أثناء تغطيته مجزرة ملعب الدفاع الجوي.

العربي انتقد صمت نقابة الصحفيين المصريين (الجزيرة نت)
العربي انتقد صمت نقابة الصحفيين المصريين (الجزيرة نت)

واقع مزرٍ
ودعت جبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات جموع الصحفيين المصريين إلى مشاركتها في تنظيم مؤتمر ووقفة احتجاجية عند نقابة الصحفيين، لرفض سياسات التنكيل والقمع غدا الاثنين.

وشددت الجبهة على أنها ماضية في الضغط بكل الطرق السلمية على الدولة المصرية في قضية الحريات الصحفية دون نقصان.

مدير المرصد العربي لحرية الإعلام والتعبير قطب العربي وصف واقع الصحفيين في مصر بأنه مزرٍ للغاية منذ الانقلاب العسكري.

وقال العربي للجزيرة نت إن "النظام ينتقم من الصحفيين بسبب عملهم المهني وموقفهم السياسي عبر توجيه اتهامات باطلة لا علاقة لهم بها، مثل التخابر مع دول أجنبية أو حرق أقسام شرطة أو قطع طرق عامة، إضافة إلى تهم تخص العمل مثل نشر أخبار كاذبة والتحريض على العنف".

وأضاف أن الصحفيين يعانون أوضاعا معيشية صعبة داخل السجون، مثل وضعهم في زنازين ضيقة، أو حرمانهم من العلاج، ولا يزال بعضهم رهن الحبس الاحتياطي منذ عام ونصف دون محاكمة.

صمت النقابة
وتوقع العربي أن يزيد مستوى القمع وتكميم الأفواه بمصر في ظل استمرار الانقلاب العسكري، منتقدا صمت نقابة الصحفيين بشأن ما يتعرض له الصحفيون من قتل واعتقال وتشريد.

بدوره أكد عضو حركة "صحفيون ضد الانقلاب" عبد المنعم عطوة أن النظام الحالي لا يتوقف عن مطاردة واعتقال وقتل الصحفيين، في محاولة لإسكات كل صوت يعارض صوته، وإظهار مصر بلا معارضة لحكم العسكر.

وأضاف عطوة للجزيرة نت أن "النظام الحالي يريد أن يجعل جميع الصحفيين أذرعا إعلامية له، ومن يرفض فمصيره القبر أو غياهب السجون"، وطالب بضرورة التوقف عن ملاحقة الصحفيين والإفراج الفوري عن المعتقلين منهم.

وشدد على أن "الزميل المعتقل حسن القباني كرس حياته للدفاع عن حرية الصحافة واستقلالها، ورفض الهروب من مصر رغم إحالته إلى المحاكمة في قضايا عدة قبل أن يتم اعتقاله"، داعيا الصحفيين في العالم إلى "التضامن مع الصحفيين المصريين في محنتهم".

المصدر : الجزيرة