منظمة حقوقية تحمّل بوتين مسؤولية انتهاكات بحق تتار القرم

تسويلش يسار انتهاكات واسعة جرت بحق تتار القرم منذ ضم شبه الجزيرة لروسيا. الجزيرة نت
الأمين العام للمنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة تسويلش (يسار) عدّد الكثير من الانتهاكات بحق تتار القرم (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

اتهمت منظمة حقوقية ألمانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإخلال بوعود قطعها لتتار القرم بتحسين أوضاعهم الحقوقية والأمنية، وحملته مسؤولية انتهاكات واسعة تعرضت لها هذه الأقلية بعد ضم أراضي شبه جزيرة القرم التي كانت تابعة لأوكرانيا إلى الاتحاد الروسي.

وقالت "المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة" إن وعود بوتين لتتار القرم في 18 مارس/آذار الماضي، بتلبية مطالبهم وتحقيق الأمن لهم ذهبت أدراج الرياح ولم يتحقق منها أي شيء.

وأشارت المنظمة -في بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان وتلقت الجزيرة نت نسخة منه- "أنه بدلا من وفاء الرئيس الروسي بوعوده، فإن العكس هو الذي حدث مع التتار الممثلين لأكبر أقلية في القرم، حيث تعرضوا منذ ضم موسكو شبه الجزيرة لأراضيها، لانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان".

وعددت المنظمة الحقوقية هذه الانتهاكات الحقوقية، مشيرة إلي أنها شملت "الإخفاء القسري والقتل والحبس بلا محاكمة والملاحقات والاضطهاد وحظر سفر سياسيين تتريين بارزين ومداهمات للمساجد والمنازل والمدارس والتعطيل الممنهج لعمل مجلس الإدارة الذاتية الممثل الوحيد للتتار والمدافع عن حقوقهم، والتوقيف المنظم لكل من له ملامح غير سلافية، وأكثر هؤلاء من التتار الذين يطالبون باستمرار بإبراز وثائقهم الثبوتية".

المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة قالت إن الانتهاكات تتضمن الإخفاء القسري والقتل والحبس بلا محاكمة والملاحقات وحظر سفر سياسيين ومداهمات للمساجد والمنازل والمدارس والتوقيف المنظم لكل من له ملامح غير سلافية

أجواء الخوف
ولفتت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة إلى أن أجواء الخوف السائدة وسط غير الروس في القرم، امتدت إلى وسائل إعلام تتار شبه الجزيرة التي تتعرض لتضييق منظم وتهديد مستمر بالإغلاق واضطهاد العاملين فيها.

وذكرت المنظمة أن إجراءات التضييق التي تمارسها سلطات القرم الموالية لروسيا تجاه تتار القرم، شملت أيضا تقليل التدريس باللغتين الأوكرانية والتترية بمدارس شبه جزيرة القرم إلى حدود دنيا، وتحويل آلاف المتاجر والأراضي الزراعية في القرم لممتلكات روسية وتأميمها.

ووصف الأمين العام للمنظمة تيلمان تسويلش حظر سلطات القرم المحلية الموالية لروسيا، على التتار التجمع اليوم الأربعاء لإحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بأنه "انتهاك صارخ لحرية التجمع وفضيحة تهدف إلى إسكات صوت التتار المقدرين بنحو ثلاثمائة ألف نسمة ويمثلون 15% من سكان شبه جزيرة القرم".

وأوضح تسولش أن تتار القرم أظهروا مشاركة فاعلة العام الماضي في الاحتفال بمدينة سمفروبول باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يعد ثاني أكبر تجمع سنوي لهم بعد إحياء الذكري السنوية لتشريدهم في العاشر من مايو/أيار علي يد الديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين عام 1944.

ودعا الأمين العام للمنظمة الحقوقية الألمانية الرئيس الروسي بوتين لمنح تتار القرم حقوقهم، وضمان حرياتهم في التعبير عن الرأي والتجمع والتنقل، والكشف عن الجناة في الجرائم المرتكبة ضد تتار القرم منذ ضم روسيا شبه الجزيرة لأراضيها، وتقديم مرتكبيها للمحاكمة.

المصدر : الجزيرة