دعوات لكشف ملابسات التعذيب والإطعام القسري بأميركا

منظمات حقوقية تطالب بإغلاق معتقل غوانتانامو
التعذيب والأساليب القاسية الأخرى لمعتقلى غوانتانامو تثير استنكارا دوليا مستمرا (الجزيرة)
 دعت 16 وسيلة إعلام أميركية لنشر فوري لتسجيلات فيديو تظهر خضوع معتقلين بغوانتانامو مضربين عن الطعام لعمليات إطعام قسرية، بينما حث فائزون بجائزة نوبل للسلام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على كشف ملابسات التعذيب بعد هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول 2001.

وكانت قاضية فدرالية في واشنطن قد أمرت مطلع أكتوبر/شرين الأول الجاري  بنشر مضمون 28 شريطا تصور عمليات إطعام معتقلين في غوانتانامو بواسطة الأنابيب الأنفية المعدية، ولكنها عادت ووافقت على طلب الحكومة إرجاء هذا النشر مدة 30 يوما ليتسنى للإدارة استئناف هذا القرار.

وقالت وسائل الإعلام الأميركية في ردها على القاضية إن "الأمر بالنسبة إلى الحكومة لا يتعلق بحماية الأمن القومي (وهو ما تتعلل به) بل بإبقاء السر مكتوما لكي تفلت من مسؤولياتها".

وتصور أشرطة الفيديو موضوع الدعوى عملية إدخال وإخراج الأنابيب الأنفية المعدية في حالة المعتقل السوري أبو دياب، وخلال هذه العملية يظهر في الشريط الطاقم المشرف عليها في المعتقل والحجرة حيث تجري، وهي مشاهد يقول المسؤولون العسكريون الأميركيون إنها "حساسة وسرية" وتعرض للخطر الأمن القومي الأميركي.

وبينما تطالب وسائل الإعلام الأميركية بنشر هذه الأشرطة فورا عملا بمبدأ حرية الإعلام المكفولة دستوريا، تقول الحكومة إنها تحتاج إلى 25 يوما على الأقل لكي يتسنى لثلاثة من خبراء البنتاغون إدخال التعديلات الفنية اللازمة على هذه الأشرطة من تقطيع أو تمويه للوجوه أو الأمكنة لكي تصبح قابلة للنشر.

ويتوقع أن تصدر القاضية قرارها في هذه القضية في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

تعذيب سري
وفي الأثناء، دعا 12 فائزا بجائزة نوبل للسلام الرئيس أوباما إلى كشف كل المعلومات حول استخدام التعذيب من قبل الأميركيين بعد هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول 2001، وطالبوا بنشر تقرير للكونغرس حول تقنيات الاستجواب التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه).
وكان الرئيس الأميركي أقر بشكل مباشر في أغسطس/آب الماضي بأن بلاده مارست التعذيب، وقال "لقد عذبنا أشخاصا".

وأُرجئ نشر تقرير صادر عن مجلس الشيوخ حول ممارسات التعذيب مرارا بسبب معارضة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

وجاء في هذه الرسالة -التي من أبرز الموقعين عليها أسقف جنوب أفريقيا ديسموند توتو والرئيس السابق لتيمور الشرقية جوزيه راموس هورتا- إن "اعتراف رئيس الولايات المتحدة بقيام بلاده بممارسة التعذيب هو المرحلة الأولى نحو تمكين البلاد من طي صفحة مظلمة من تاريخها".

وتابعت الرسالة التي نشرت على الإنترنت أن "نشر تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ سيكون مناسبة للبلاد وللعالم لمعرفة الحدود التي سمحت فيها الحكومة الأميركية وأمرت ومارست التعذيب على بشر".

وبعد هجمات سبتمبر اعتقلت الولايات المتحدة العديد من الأشخاص المشتبه بعلاقتهم بتنظيم القاعدة واستخدمت "تقنيات استجواب قاسية" تضمنت الحرمان من النوم وتعرية المعتقلين والإيهام بالغرق وغيرها من الوسائل.

المصدر : الفرنسية