حملة أممية ضد تزايد قتل الصحفيين

NEW YORK, NY - APRIL 19: United Nations Secretary-General Ban Ki-moon speaks to the media following a Security Council meeting in which the crisis situation in both Syria and South Sudan were discussed on April 19, 2012 in New York City. The UN Secretary used a letter to the Security Council to advocate for the approval of an expanded mission of 300 observers to Syria for an initial three-month period. The Secretary also warned that Syria hadn't fully complied with the truce. Spencer Platt/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
undefined

قاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس حملة الإدانة العالمية لتزايد أعداد الصحفيين الذين يقتلون أثناء أداء واجبهم، وسط انتشار الدعوات إلى زيادة حماية الصحفيين.

وقال بان أثناء فعالية جرت في مقر الأمم المتحدة بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، إن الصحفيين يواجهون "تهديدات خطيرة"، مشيرا إلى أن أكثر من 60 صحفيا قتلوا في العام 2011.

ووسط إشادات دولية بالصحفيين مثل الصحفية ماري كولفين من الولايات المتحدة وريمي أوشليك الفرنسي اللذين قتلا في مدينة حمص بسوريا في مارس/آذار الماضي، ذكرت بعض جماعات حرية الصحافة أن هذا العام قد يشهد أكبر عدد للقتلى من الصحفيين.

وقتل الصحفي الإذاعي فرحان جيميس عبد الله بنيران مسلحين في الصومال عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة، بحسب ما أفادت به الشرطة. وعبد الله هو خامس صحفي صومالي يقتل هذا العام.

وقال الأمين العام الأممي إن "عددا لا يحصى" من الصحفيين "يواجهون المضايقات والترهيب والرقابة من قبل الحكومات والشركات وأفراد متنفذين يسعون إلى الاحتفاظ بالسلطة وإخفاء أخطائهم وأعمالهم السيئة".

وأضاف أن "الحصانة لمن يهاجمون الصحفيين أو يهددونهم لا تزال منتشرة بشكل مقلق، بما في ذلك الهجمات التي يتم شنها في وضح النهار والتي تحمل أكثر الرسائل وحشية".

وتابع أن "مثل هذه الهجمات تثير الغضب، وأناشد جميع الأطراف المعنية منع حدوث مثل أعمال العنف هذه".

ووقفت المشاركون في اجتماع الجمعية العامة للمنظمة الدولية دقيقة صمت على أرواح الصحفيين الذين قتلوا أثناء تأدية وظيفتهم.

‪مراسلون بلا حدود: الأسد كان على رأس أكبر المعتدين على حرية الإعلام عام 2011‬ (رويترز-أرشيف)
‪مراسلون بلا حدود: الأسد كان على رأس أكبر المعتدين على حرية الإعلام عام 2011‬ (رويترز-أرشيف)

أكبر المعتدين
وذكرت منظمة مراسلون بلا حدود أن 22 صحفيا وستة مدونين و"مدنيين صحفيين" قتلوا منذ بداية العام، وحذرت من أن صحفيا يقتل كل خمسة أيام في المتوسط حتى الآن في العام الحالي.

وقالت المنظمة إن خمسة صحفيين قتلوا في الصومال هذا العام وأربعة في سوريا بينهم كولفين وأوشليك، واثنين في كل من بنغلاديش والبرازيل والهند، وواحدا في كل من إندونيسيا والعراق ولبنان ونيجيريا وباكستان والفلبين وتايلند.

وذكرت أن "الربع الأول من العام 2012 أظهر بوضوح أن أكبر المعتدين على حرية الإعلام في العالم -وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد والمليشيات الإسلامية الصومالية- قادرون على التصرف مثل الجزارين".

وقالت المنظمة المعنية بحرية الصحافة إن أكثر من 280 صحفيا ومدونا سجنوا هذا العام، بينهم 32 في إريتريا و30 في الصين و27 في إيران و14 في سوريا. كما اعتقل خمسة في أذربيجان التي ستترأس مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري.

الربيع العربي
وسعى الأمين العام الأممي والجماعات المدافعة عن حرية الصحافة إلى التأكيد على دور الإعلام -خاصة الإعلام الاجتماعي- في تغطية الانتفاضات الشعبية بليبيا ومصر وسوريا خلال الأشهر الـ18 الأخيرة.

وقال بان إن "هذه الأصوات الجديدة ووسائل الاتصال الجديدة ساعدت ملايين الناس على الحصول لأول مرة على فرصة للديمقراطية وفرص حرموا منها لفترات طويلة".

كما أكدت العديد من الدول على دور الصحافة التي تنتقدهم في الكثير من المرات، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن عدد قتلى الصحفيين هذا العام "مروع".

ريمي أوشليك وماري كولفين قتلا بمدينة حمص في مارس/آذار الماضي (الفرنسية)
ريمي أوشليك وماري كولفين قتلا بمدينة حمص في مارس/آذار الماضي (الفرنسية)

وأضاف هيغ في بيان "نقف هنا اليوم لنذكرهم جميعا بمن فيهم صحفية صنداي تايمز ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك اللذان قتلا وهما ينقلان لنا الحقيقة حول ما حدث لسكان حمص".

بدوره أشاد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بالمصور أوشليك وغيره من الصحفيين والمصورين الفرنسيين الذين قتلوا في الانتفاضات العربية. كما أشار إلى قضية روميو لانغلوا صحفي تلفزيون "فرانس 24" والذي خطف في كمبوديا خلال الأسبوع الماضي.

وقالت مجموعة "فريدوم هاوس" الحقوقية إن منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا سجلت "مكاسب كبيرة ولكن غير مضمونة" في حرية الصحافة العام الماضي بعد الانتفاضات العربية. ولكنها أضافت أن البحرين وسوريا شنتا "حملات قمع قاسية ضد الإعلام" في إطار حملاتهما لقمع الانتفاضات.

وقالت المجموعة إن الصين وروسيا وإيران واصلت فرض القيود الشديدة على الصحافة واعتقلت منتقديها وأغلقت العديد من المطبوعات.

المصدر : وكالات