حقوق الإنسان موضع سجال بالسودان
وصادف الاحتفال العالمي بحقوق الإنسان الاثنين جملة من الاتهامات الموجهة للحكومة في كثير من المجالات.
وتقول الحكومة أيضا إن مجلسها الاستشاري المعني بالمسألة يتلقى شكاوى المواطنين "ممن يتعرضون للمعاملة السيئة من أجهزة الأمن أو أي جهة رسمية أخرى".
رأيان
ومن جهة الحكومة, شدد مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة العدل معاذ تنقو على التجاوب الأمني والمؤسسي "بالرد السريع على كافة الشكاوى"، مشيرا إلى وجود نحو عشر شكاوى ضد انتهاكات لأفراد من الشرطة بحق مواطنين بجانب عريضة قدمت عن 19 معتقلا من حزب المؤتمر الشعبي وأخرى تتعلق بنزع أراض سكنية.
وقال تنقو للجزيرة نت إن العام الحالي شهد نحو 66 شكوى أو نداءات عاجلة قدمتها منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، مشيرا إلى معوقات تحول دون القبض على المتهمين بارتكاب جرائم في إقليم دارفور غربي السودان.
واعتبر أن الاتهامات الكثيرة الموجهة للسودان "محاولة يستخدمها البعض للنيل من الدولة سياسيا".
لكن الخبير القانوني نبيل أديب رأى أن أوضاع حقوق الإنسان في السودان هي "الأدنى في المنطقة"، وتحدث عن انتهاكات فعلية لحقوق أساسية لعدد كبير من المواطنين.
وقال للجزيرة نت إن هناك خروقات للحريات العامة كتقييد الندوات, واستهداف الناشطين, ومنع المعتقلين من حقوقهم القانونية، رغم أن ذلك تكفُله وثيقة الحقوق المضمنة في دستور البلاد الحالي.
وفي السياق نفسه, اعتبر مدير مركز دراسات حقوق الإنسان المقارنة محمود شعراني أن أوضاع حقوق الإنسان "تمضي من تدهور إلى تدهور ومن أزمة إلى أزمة"، مرجعا الانتهاكات إلى الطبيعة البنيوية للدولة.
وقال للجزيرة نت إن "استشراء الفساد أدى في كثير من الأحيان إلى إهدار الحقوق العامة والخاصة للمواطنين"، مشيرا إلى انتهاكات بحق أفراد ومؤسسات مدنية وناشطين وإعلاميين.
وأضاف أن وجود عدد من قضايا المتعلقة بانتهاكات "تصلح نموذجا لواقع حقوق الإنسان السوداني", وهو الواقع الذي يتعارض مع الدين والعرف، حسب قوله.