قلق لاعتقال صحفييْن وحظر إذاعة بالصومال

مجموعة من الصحفيين الصوماليين حضروا لتغطية مناسبة أداء أعضاء البرلمان الصومالي القسم في الخامس من سبتمبر الماضي.
undefined

 
قاسم أحمد سهل-مقديشو
 
عبر الاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين -في مراجعة شهرية لرصد الانتهاكات بحق الصحفيين أصدرها الثلاثاء- عن قلقه البالغ تجاه اعتقال صحفييْن صومالييْن كانا يعملان للمحطات الإذاعية المحلية بمقديشو في اليومين الماضيين، مثلما عبر عن قلقه من استمرار الحظر المفروض على محطة هورسيد الإذاعية في منطقة بونت لاند.

وذكر الاتحاد -في مراجعته التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- أن جهاز الأمن الوطني ألقى القبض يوم الأحد الماضي على الصحفي جامع أوكن الذي يعمل لإذاعة كلمية المحلية التي يقع مقرها الرئيسي في مقديشو، وقد وصل جامع للتو من كيسمايو حيث كان يرسل من هناك التقارير الإخبارية إلى الإذاعة حسب قول الاتحاد، وأشار إلى أنه لا يزال رهن الاعتقال.

كما أكد الاتحاد الوطني للصحفيين أن جهاز الأمن الوطني اعتقل أيضا -في حادث منفصل مساء الاثنين- صحفيا آخر يدعى خضر محمود حريد، يعمل رئيسا للبرامج الإخبارية لإذاعة غوبجوغ المحلية في مقديشو ومراسلا في كيسمايو، مضيفا أنه قد تعرض للضرب أثناء اعتقاله.

الانتماء إلى "الشباب"
هذا ولم تعرف بعد الأسباب وراء اعتقال الصحفييْن إلا أن الاتحاد الوطني للصحفيين ذكر في مراجعته أنهما اعتقلا بتهمة انتمائهما إلى حركة الشباب المجاهدين، وقد أكد بشير محمد عبد القادر نائب مدير إذاعة غوبجوغ أنهم لم يجدوا سببا لاعتقال زميلهم خضر محمود حريد، وقال "كانت شخصيته جيدة عندما كان يعمل معنا في الإذاعة".

محمد إبراهيم طالب بالإفراج فورا عن الصحفييْن (الجزيرة)
محمد إبراهيم طالب بالإفراج فورا عن الصحفييْن (الجزيرة)

وأضاف "قد يكون السبب وجوده في كيسمايو عندما كانت تحت إدارة حركة الشباب المجاهدين وإرسال تقارير في وقت سابق إلى إذاعة صوت السلام المحلية وإذاعة إرغو التابعة لوكالة الأنباء الإنسانية إيرين".

وذكر الأمين العام للاتحاد الوطني للصحفيين محمد إبراهيم -في حديث للجزيرة نت- أنهم اتصلوا مع جهاز الأمن الوطني الذي أكد لهم أن الصحفيين في معتقل تابع للجهاز وأن التحقيقات جارية بشأنهما، وقال "نحن قلقون جدا من اعتقال صحفييْن في يومين متتاليين، مع علمنا بالمسؤولية الكبيرة التي يتحملها الجهاز الأمني من أمن العاصمة".

وطالب إبراهيم بالإفراج فورا في حال أثبتت التحقيقات براءتهما من التهمة الموجهة إليهما -وهي الانتماء إلى حركة الشباب المجاهدين- لتعود الحرية لهما، وأن يحصلا على محاكمة عادلة في حالة إدانتهما بهذه التهمة، حسب قوله.

رفع الحظر
كما طالب الاتحاد الوطني للصحفيين السلطات في إقليم بونت لاند في شمال شرق الصومال -الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي- بسرعة رفع الحظر عن محطة هورسيد الإذاعية التي أمرت بإغلاقها في السادس من الشهر الجاري بدعوى أنها تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في بونت لاند، الأمر الذي نفاه مسؤولو المحطة جملة وتفصيلا في ذلك الوقت، مستغربين استهداف المحطة.

غير أن البعض يرجع سبب إغلاق المحطة إلى بثها برنامجا تحدثت فيه المحطة عن نشاط شركة ساريسن الأمنية الجنوب أفريقية التي تعاقدت معها سلطات بونت لاند لتدريب قوات الأمن والجيش في الإقليم، بشكل لم يرق لإدارة بونت لاند، الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ قرار بإغلاق المحطة.

مناسبة أقامها الاتحاد الوطني للصحفيين في أغسطس الماضي بمقديشو خصيصا للصحفيين الذين قتلوا في الصومال (الجزيرة)
مناسبة أقامها الاتحاد الوطني للصحفيين في أغسطس الماضي بمقديشو خصيصا للصحفيين الذين قتلوا في الصومال (الجزيرة)

وذكر الاتحاد الوطني للصحفيين أن رئيسهم برهان أحمد طاهر التقى أكثر من مرة مع المسؤولين في وزارة إعلام بونت لاند، وأنهم وعدوا برفع الحظر عن محطة هورسيد الإذاعية لتعود لممارسة عملها مرة أخرى، غير أن هذا الأمر أخذ وقتا أطول من المتوقع حسب الاتحاد الوطني للصحفيين، وكانت المحطة أغلقت في عام 2010 بسبب إجرائها مقابلة مع الشيخ محمد سعيد أتوم.

وكان مقاتلو أتوم يخوضون حربا ضد قوات بونت لاند في مناطق جبلية من الإقليم، وقد ورد في مراجعة الاتحاد الوطني للصحفيين أيضا أن قوات الأمن التابعة لأرض الصومال -التي أعلنت انفصالها عن الصومال من جانب واحد عام 1991- اعتقلت في مدينة لاسعانود بمحافظة سول بشمال الصومال صحفييْن يعملان لتلفزيونيْ يونيفيرسل وصومال شانال المحليين.

وقد اعتقل الصحفيان لتغطيتهما يوم الجمعة الماضي مسيرة مؤيدة لرئيس الوزراء الجديد عبدي فارح شردون وهو أمر تعتبره أرض الصومال محظورا، إلا أنه تم إطلاق سراح أحدهما في نفس اليوم، والآخر في اليوم التالي حسب الاتحاد الوطني للصحفيين.

ووفق إحصاء للاتحاد الوطني للصحفيين فإن 74 صحفيا اعتقلوا في الصومال العام الجاري، وقتل 15 صحفيا أكثرهم في حوادث اغتيال بمقديشو، بينما أصيب عشرون آخرون في حوادث ومناطق متفرقة بالصومال.

المصدر : الجزيرة