هل الشاي مدر للبول؟

حسب نشرة لهارفارد، تشمل الفوائد الصحية لاستهلاك الشاي بانتظام انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري.

يقدم الشاي العديد من الفوائد الصحية المثبتة علميا، ولكن البعض يتساءل عما إذا كان هذا المشروب يُصنف ضمن السوائل التي يحتاج إليها الجسم أم لا.

ففي تقرير نشره موقع "إيفري داي هيلث"، تقول الكاتبة كيلي كينيدي إن استهلاك كمية كافية من السوائل يوميا مهم جدا للحفاظ على رطوبة الجسم وتوازنه، لكن أغلب الناس لا يستطيعون تحديد تلك الكمية التي ينبغي استهلاكها يوميا.

قبل المتابعة نؤكد أن المعلومات هنا هي عامة وللاسترشاد فقط، فخصائص الشاي قد تختلف حسب النوع والبلد المصنع. لا تشرب أي شيء أو تعدل من عاداتك في تناول الشاي من دون استشارة الطبيب عموما، بخاصة إذا كنت تعاني أي أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والقلب.

وتوصي الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب في الولايات المتحدة باستهلاك نحو 2.7 لتر من السوائل يوميا للنساء، و3.7 لترات للرجال.

ويستمد جسم الإنسان نحو 20% من احتياجاته من السوائل من الطعام، والبقية من المشروبات المختلفة، وهذا يعني أن النساء يجب أن يستهلكن نحو 2.2 لتر (9 أكواب) من السوائل يوميا، مقابل 3 لترات (ما يعادل 13 كوبا) للرجال.

ما السوائل التي ينبغي استهلاكها؟

يعدّ الماء الطبيعي الخالي من السعرات الحرارية أفضل مرطب للجسم، وهو المشروب الأكثر استهلاكا في العالم، ويأتي الشاي في المركز الثاني، وفقا لما ذكرته "ناشيونال جيوغرافيك".

وحسب نشرة لهارفارد، تشمل الفوائد الصحية لاستهلاك الشاي بانتظام انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري. وبما أن هذه الأمراض من أبرز أسباب الوفاة عالميا، فإن إضافة الشاي إلى نظامك الغذائي قد تكون طريقة فعالة لتحسين صحتك وتأخير الشيخوخة.

ويتكون الشاي في معظمه من الماء، إلا أن العديد من الأصناف تحتوي أيضا على مادة الكافيين؛ ولأن الكافيين مدر معتدل للبول، هناك اعتقاد شائع أن الشاي الذي يحتوي على الكافيين يسبب الجفاف ولا يمكن عدّه من السوائل، فهل هذا الأمر صحيح علميا؟

هل الشاي مدر للبول؟

قد يكون للشاي الذي يحتوي على الكافيين تأثير مدر للبول بدرجة طفيفة، ولكن تأثير هذه الكمية الصغيرة من الكافيين في الترطيب الذي تحصل عليه من الشاي ضئيل للغاية، وتشير الأبحاث إلى أن الكافيين لا يدرّ البول إلا عند استهلاك 500 ملغرام أو أكثر يوميا.

ويعادل ذلك استهلاك ما بين 11 إلى 18 كوبا من الشاي الذي يحتوي على الكافيين يوميا، ومن ثم فمن غير المرجح أن يحدث التأثير المدر للبول.

حقائق غذائية عن الشاي

بغض النظر عن نوع الشاي الذي تستهلكه، فهذا المشروب يحتوي على كمية منخفضة جدا من السعرات الحرارية. على سبيل المثال، يحتوي الشاي الأخضر والشاي الأسود والشاي الأسود المنزوع الكافيين على سعرتين حراريتين فقط لكل كوب.

كما كشفت دراسة نُشرت بالمجلة البريطانية لعلم الأدوية في شهر يونيو/حزيران عام 2017 أن الشاي يحتوي على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.

ولكن للحفاظ على صحتك، عليك الانتباه إلى ما تضيفه إلى فنجان الشاي، لأن السعرات الحرارية والدهون ومعدلات السكر في الدم ستتضاعف بسرعة جراء إضافة العسل أو السكر أو الكريمة.

هل يسهم الشاي في ترطيب الجسم؟

يقوم إعداد الشاي على نقعه في الماء. ومع أن الكافيين له تأثير طفيف مدرّ للبول إلا أن استهلاك مستويات منخفضة نسبيًا منه في الشاي لن يكون له تأثير كبير في ترطيب الجسم. ويعدّ الشاي الخالي من الكافيين مرطبًا تماما مثل الماء العادي.

الشاي مقابل القهوة: أي المشروبين أكثر ترطيبًا؟

يعدّ الشاي أكثر ترطيبًا من القهوة لأنه يحتوي على نسبة منخفضة من الكافيين مقارنة بالقهوة العادية، وتعدّ القهوة المنزوعة الكافيين والشاي الخالي تمامًا من الكافيين متساويين من حيث قدرتهما على ترطيب الجسم.

أنواع الشاي: ما مدى قدرتها على الترطيب؟

تتوفر كثير من أنواع الشاي، ويحتوي كل نوع منها على كمية مختلفة من الكافيين؛ وكلما زادت نسبة الكافيين قلّت قدرة الشاي على الترطيب، كما أن الوقت الذي تستغرقه في نقع الشاي يؤثر على كمية الكافيين في كوبك فكلما طالت مدة نقع الشاي زادت نسبة الكافيين.

وفي ما يأتي أبرز أنواع الشاي التي من المحتمل أن تجدها في المقهى ومدى قدرتها على الترطيب:

الشاي الأسود

وفقا لمايو كلينك، يحتوي الشاي الأسود على نحو 47 مليغراما من الكافيين لكل كوب بسعة 8 أواق (نحو 240 مليلترا)، وهو أكثر ترطيبًا من فنجان قهوة غير منزوعة الكافيين (يحتوي على 96 مليغراما من الكافيين) ولكنه أقل ترطيبا من فنجان الشاي الأخضر أو شاي الأعشاب أو الشاي المنزوع الكافيين.

الشاي الأخضر

يحتوي الشاي الأخضر بشكل طبيعي على نحو نصف كمية الكافيين الموجود في كوب الشاي الأسود، أي نحو 28 مليغراما لكل 8 أواق. ونتيجة لذلك، يعدّ أكثر ترطيبًا من الشاي الأسود وأقل ترطيبًا من شاي الأعشاب أو الشاي المنزوع الكافيين أو الماء.

الشاي الأبيض

يحتوي الشاي الأبيض على نحو 32 إلى 37 مليغراما من الكافيين لكل 8 أواق، وهذا يضعه في مقارنة بين الشاي الأسود والأخضر من حيث قدرته على الترطيب.

شاي الأعشاب

لا يُصنع شاي الأعشاب من الناحية الفنية من أوراق الشاي بل من الزهور المجففة أو الأوراق أو البذور أو جذور النباتات الأخرى، وهو بطبيعته خال من الكافيين.

الشاي المنزوع الكافيين

عادة ما يُصنع الشاي المنزوع الكافيين من أوراق الشاي ولكن الكافيين يزال منه.

الفوائد الصحية للشاي تتجاوز الترطيب

يقدم الشاي قائمة طويلة من الفوائد. فعلى سبيل المثال، يعدّ الشاي الأخضر مصدرا مهما للفلافونويد (flavonoids). وقد ارتبط الاستهلاك المنتظم للشاي بالعديد من الفوائد الصحية مثل خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، وذلك وفقا لجامعة "بين" للطب.

وتشير نتائج دراسة نُشرت في مجلة البحوث والرعاية المفتوحة المعنية بالسكري إلى أن شرب الشاي الأخضر بخاصة مع القهوة يمكن أن يقلل من خطر الوفاة لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني.

نصائح للاستمتاع بالشاي وتحقيق أقصى قدر من الاستفادة

إذا بدأت صباحك أو أنهيت يومك بفنجان من الشاي الدافئ، فمن الطبيعي أن تتساءل عما إذا كان هناك أي شيء يمكنك القيام به لجعله صحيًا أكثر.

والحقيقة هي أن الشاي العادي يعدّ مشروبا صحيا بطبيعته ومنخفض السعرات الحرارية، لكن ما يقع إضافته عادة إلى الشاي هو ما يجعله خيارًا غير مثالي.

بعبارة أخرى، إذا كنت تضيف ملاعق كبيرة من العسل أو السكر أو الكريمة إلى الشاي، فقد حان الوقت لإعادة النظر في ذلك، فهذه المكونات تضيف كثيرا من السعرات الحرارية والسكر والدهون مما لا يحتوي على قيمة غذائية، لذلك من الأفضل تخطيها أو الحد منها قدر الإمكان.

وعلى نحو مماثل، إذا كنت تبحث عن شاي مثلج معبأ، فتحقق من المعلومات الغذائية أولا للتأكد من عدم وجود أي سكر مضاف.

المصدر : إيفري داي هيلث