أمل جديد بالقضاء على التهاب الكبد "بي" و"سي" بحلول 2030

كلما تم اكتشاف التهاب الكبد الوبائي مبكراً، زادت فرص العلاج، وأمكن تجنب العواقب الوخيمة، مثل تشمع الكبد وسرطان الكبد. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية "dpa". لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa
التهابا الكبد الفيروسي "بي" و"سي" يقتلان أكثر من 1.3 مليون شخص كل عام (الألمانية)

ذكرت صحيفة فرنسية أن أملا جديدا قد يلوح في أفق 2030 بالقضاء على التهاب الكبد الفيروسي من النوعين "بي" و"سي" اللذين يصيبان 325 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويقتلان أكثر من 1.3 مليون شخص كل عام.

وبحسب صحيفة لوموند في صفحتها العلمية، فإن دراسة لمنظمة الصحة العالمية قالت إن برامج للفحص والعلاج بتكلفة ستة مليارات دولار سنويا قد يحقق ذلك، مؤكدة أنه ستخفض حالات الإصابة الجديدة بنسبة 90%، والوفيات بنسبة 65% في غضون عشر سنوات.

وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة لانسيت غلوبال هيلث في 25 يوليو/تموز قبيل اليوم العالمي لالتهاب الكبد في 28 يوليو/تموز إن النوعين "بي" و"سي" هما أخطر الأنواع الخمسة المعروفة لإصابة الكبد "A. B. C. D. E" (أ، ب، ج، د، هـ)، وهما مسؤولان عن 95% من الوفيات، ويرجع ذلك أساسا بسبب تليف الكبد أو سرطان الكبد الذي يحدث لدى المريض بالتهاب الكبد المزمن.

وكانت الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية قد اعتمدت -حسب الصحيفة- قرارا في عام 2016 بخفض الإصابات بنسبة 90% والوفيات بنسبة 65% بحلول عام 2030، من خلال عدة تدخلات، مثل التطعيم ضد التهاب الكبد "بي" والوقاية وبرامج الحد من المخاطر وفحص هذين النوعين من الالتهاب الكبدي وعلاجهما.

برامج فحص التهاب الكبد وعلاجه فعالة وقابلة للتحقيق وتكلفتها معقولة (بيكسابي)
برامج فحص التهاب الكبد وعلاجه فعالة وقابلة للتحقيق وتكلفتها معقولة (بيكسابي)

 التغطية الصحية الشاملة
كما قالت لوموند إن تصميم تكلفة هذا المكون الأخير قام به دافيد توردروب من جامعة أوترخت بهولندا وزملاؤه في منظمة الصحة العالمية في منشور لهم في مجلة لانسيت غلوبال هيلث، وشمل 67 دولة بين منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، حيث تعيش الغالبية العظمى من مرضى التهاب الكبد (B & C) "بي، سي" بنسبة 90% في المجموعة الأولى، و73% في الثانية.

وقام الخبراء باختبار ثلاثة سيناريوهات، الأول هو البقاء على النهج الحالي، والثاني تطبيق توصيات منظمة الصحة العالمية للاختبار والعلاج المضاد للفيروسات، وأما الثالث فهو طموح، ويهدف للقضاء على المرض بحلول عام 2030.ولتحقيق هذا الطموح -كما تقول الصحيفة- يبدو أن هناك حاجة إلى 58.7 مليار دولار إضافية خلال هذه الفترة، أي ستة مليارات دولار سنويا، كما يقول الباحثون، وهو ما يمكن أن يمنع 4.5 ملايين حالة وفاة مبكرة في السنوات العشر المقبلة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسيس في بيان له، إن 80% من المصابين بالتهاب الكبد لا يمكنهم الوصول إلى الخدمات اللازمة للوقاية من هذه الأمراض والكشف عنه وعلاجه، ودعا للتعبئة حول هذا الموضوع.

وبالفعل -تقول الصحيفة- هناك من يقوم بهذا العمل مثل الهند التي أعلنت عن إجراء اختبار مجاني وعلاج التهاب الكبد (B & C) "بي، سي" باعتباره جزءا من نظام التغطية الصحية الشاملة، وقد تم تسهيل هذا الإجراء بسبب انخفاض أسعار الأدوية المضادة للفيروسات، حيث لا يكلف علاج سنة في الهند سوى ثلاثين دولارا للنوع (B) "بي" أو أربعين دولارا للنوع (C) "سي"، في حين يتراوح سعر الدورة العلاجية لمدة 12 أسبوعا في فرنسا بين 25 ألف يورو إلى 37 ألفا.

ويقول إيفان هوتين من برنامج منظمة الصحة العالمية لالتهاب الكبد والمؤلف الثاني لمقالة لانسيت غلوبال هيلث، إن برامج فحص التهاب الكبد وعلاجه فعالة وقابلة للتحقيق وتكلفتها معقولة ولها تأثير كبير، لذلك فهي تلبي كل الشروط الواجب إدراجها في أنظمة التغطية الصحية الشاملة.

المصدر : الصحافة الفرنسية