موجة حر تجتاح أوروبا ووزيرة الصحة الفرنسية تحذر من الاستخفاف بها

A man cools off with a bottle of water on a hot summer day in a park in Brussels, Belgium, June 24, 2019. REUTERS/Francois Lenoir
في الجو الحار عليك بالماء (رويترز)

اختفت المراوح من رفوف المتاجر بينما لجأ كثيرون إلى النوافير العامة للتخفيف من شدة الحرارة، مع ارتفاع درجاتها بشكل كبير الاثنين في أوروبا، بينما دعا المسؤولون إلى توخي الحذر مع توقع أجواء أكثر حرارة في الأيام القادمة.

وأرجع خبراء الأرصاد موجة الحر التي قد تصل الحرارة على إثرها إلى 40 درجة مئوية في أجزاء واسعة من القارة إلى كتلة هوائية حارة قادمة من الصحراء الكبرى.

وأصدرت السلطات تحذيرات من الجفاف أو احتمال التعرض إلى ضربة شمس، تحديدا بالنسبة للأطفال وكبار السن، بينما وضعت المستشفيات في حالة تأهب قصوى.

حر شديد
وقالت وزيرة الصحة الفرنسية أغنيس بوزين "أنا قلقة بشأن الأشخاص الذين يستخفون بموجة الحر ويواصلون ممارسة الرياضة كالمعتاد، أو البقاء في الخارج تحت الشمس".

وصرحت الوزيرة خلال مؤتمر صحفي "يؤثر ذلك علينا جميعا.. لا يوجد من يتمتع بقدرات خارقة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الحر الشديد الذي سنشهده الخميس والجمعة".

وأكد خبير الطقس لدى وكالة الأرصاد الفرنسية إيمانويل دومايل "إنه أمر غير مسبوق لأن هذا الحر يأتي مبكرا في يونيو/حزيران.. لم نشهد ذلك منذ العام 1947".

وتوقع دومايل أن يتم تسجيل درجات قياسية للشهر الجاري، "وفي بعض الأماكن لكافة الشهور مجتمعة".

وفي باريس، تعهد المسؤولون بفتح "غرف مبردة" داخل المباني العامة وإقامة نوافير مياه مؤقتة وترك حدائق المدينة مفتوحة خلال الليل.

كما يخطط عمال المدينة لتوزيع المياه للمشردين وتزويد المدارس والحضانات بالمراوح.

لكن فرنسا شهدت نقصا في المراوح بعدما دفعت التقارير المرتبطة بحالة الطقس السكان للمسارعة إلى المتاجر خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما تتوقع شركة تشغيل شبكة الكهرباء الفرنسية أن يزداد استهلاك الطاقة مع تشغيل المكيفات إلى أقصى درجة.

وأفاد متجر "بولانجيه" الفرنسي أن مبيعات معدات "معالجة الهواء" ارتفعت بنسبة 400% عن مستوياتها المعتادة خلال الأيام الأخيرة.

من جهته قال موقع "أل.سي.إي" الفرنسي إن موجة حر شديدة من يتوقع أن تجتاح وسط وجنوب البلاد ابتداء من اليوم الاثنين، قبل أن تبدأ في الانتشار وتستمر أيام الثلاثاء والأربعاء، مصحوبة بارتفاع غير اعتيادي لدرجات الحرارة ليلا ونهارا. 

وأوضح الموقع أن موجة الحر الشديد هذه التي أعلن عنها قبل أيام، وصفت بأنها استثنائية وغير مسبوقة في يونيو/حزيران، مضيفا أنها ستبدأ يوم الاثنين وتستمر حتى عطلة نهاية الأسبوع الموالية.

كما أوضح أنه بالإضافة إلى درجات الحرارة التي يتوقع أن تحطم الأرقام القياسية أثناء النهار، فإن الليالي ستكون صعبة للغاية، خاصة في المدن الكبيرة.

ونبهت الصحيفة إلى أن درجات الحرارة يوم الاثنين ستكون مرتفعة في النصف الجنوبي والمناطق الوسطى من فرنسا، وتصل إلى ما بين 30 و36 درجة مئوية، ولكنها ستمتد يوم الثلاثاء إلى المناطق الشرقية.

وسيشهد الأربعاء -حسب الموقع- ارتفاعا جديدا لدرجات الحرارة في جميع أنحاء البلاد، وبالتالي ستصل عتبة الحرارة إلى 35 درجة مئوية أو تتجاوزها في كل مكان تقريبا، ما عدا المناطق الساحلية على القناة الإنجليزية وفي بريتانيا على ساحل المحيط الأطلسي وفي إقليم الباسك والبلدات الجبلية.

مستويات قياسية
من جهتها حذرت وكالة الأرصاد الوطنية الإسبانية من وجود "خطر كبير" من اندلاع حرائق غابات في مناطق بينها أراغون ونافار وإكستريمادورا، مع احتمال تجاوز الحرارة 42 درجة في وادي إبرة شمال شرقي البلاد.

وفي ألمانيا، رجح خبراء الأرصاد أن يتم تجاوز درجة الحرارة القياسية في الشهر الجاري التي تم تسجيلها في فرانكفورت عام 1947، مع احتمال ضئيل بحدوث عواصف قد تخفف من الحر.

وقالت سابين كروغر من خدمة الأرصاد الألمانية "قد تصل إلى 39 درجة وقد تتجاوز 40 في بعض الأماكن"، في وقت يتوقع أن يكون الحر أشد في جنوب غربي البلاد.

وحتى الدول الإسكندنافية لم تسلم من موجة الحر، إذ قد تصل الحرارة في أجزاء من الدانمارك والسويد إلى 30 درجة اعتبارا من يوم غد الثلاثاء.

وستكون درجات الحرارة الأكثر ارتفاعا اعتبارا من الخميس وفق خبراء الأرصاد، بينما يتوقع أن تزيد نسب الرطوبة العالية من سوء الأوضاع، خاصة خلال الليل.

وحضت وزيرة العمل الفرنسية ميريل بينيكو الشركات على "تكييف ساعات العمل والمعدات" لمساعدة الموظفين على تحمل الوضع.

وللوقاية من الإصابات الناجمة عن الحر ينصح بالتالي:

  • ارتداء ملابس خفيفة فاتحة اللون، لا تحبس الحرارة، وتعكس أشعة الشمس ولا تمتصها.
  • شرب كميات وافرة من السوائل.
  • الابتعاد عن الأماكن الحارة، وقصد الأماكن الباردة الظليلة.
  • عدم ممارسة الرياضة أو المشي في الجو الحار أو تحت الشمس.
المصدر : الفرنسية + مواقع إلكترونية