أحدث الصيحات.. حمية القمر لتخفيف الوزن!

القمر 6 - ميدان
"حمية القمر" تشير إلى أن مراحل القمر المختلفة تؤثر في "إيقاع الجسم الداخلي"، وهي هراء محض (رويترز)

مع حلول فصل الصيف، يلجأ كثير من الأشخاص إلى البحث عن طرق لإنقاص الوزن. وفي هذه الحال، يصبح الأكل -الذي يعد من أعظم ملذات الحياة- بمثابة الخطيئة. في هذا الإطار، لسائل أن يسأل لماذا نتبع في بعض الأحيان حمية غذائية طيلة أشهر دون فائدة؟

وقالت الكاتبة أندريا بيرلا -في تقريرها الذي نشرته صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية- "إن نمط غذائنا سيئ للغاية، حيث أصبحنا نأكل بشكل أسوأ من ذي قبل".

وتحدث المقال عن بعض الخرافات بما يتعلق بالحمية، مثل "حمية القمر" التي تشير إلى أن مراحل القمر المختلفة تؤثر في "إيقاع الجسم الداخلي"، وهي هراء محض.

وفي هذا السياق، تؤكد الخبيرة في علم الأجنة أنطونيا غونزاليز، أنه "في وقت سابق كنا نأكل الخضراوات والفواكه واللحوم والأسماك والبيض. أما في الوقت الراهن، فنحن نأكل المنتجات المصنعة التي تحتوي على هذه الأطعمة".

وبحسب غونزاليز، "نحن نتناول طعاما سيئا للغاية بسبب اتباعنا الأعمى لآخر صيحات الحميات الغذائية. في المقابل، يعد من الصعب الحصول على حياة اجتماعية وصحية في الآن ذاته. من جهة أخرى، تحتوي أغلب الأغذية في معظم المحلات التجارية الكبرى على مواد مضافة وسكريات، فإذا كنت تبحث عن منتجات صحية، فستجدها بسعر أغلى بكثير. وإذا ما تناولنا اللحوم والأسماك والخضراوات والفواكه الموسمية ذات الجودة العالية، والبيض الخالي من الهرمونات، فسيعود ذلك حتما بالنفع علينا".

ونقلت الكاتبة ما جاء على لسان الخبيرة التي أكدت أنها لا تؤمن بمفهوم الحمية وإنما بالعادات الصحية التي يجب على الفرد اتباعها.

وتجدر الإشارة إلى أنه لا بد من حسن قراءة الملصقات التي نجدها على المواد الغذائية نظرا لأنها تجعلنا على اطلاع بمكونات الغذاء الذي سنستهلكه.

وفي هذه الحال، تؤكد الخبيرة أن "الحل الأنسب يتمثل في عدم احتواء الأطعمة على أية مادة مضافة نظرا لأنها من الممكن أن تعزز الالتهابات، خاصة وأن جسمنا لا يميز بين المواد المغذية والمواد الحافظة والنكهات.

وأشارت الكاتبة إلى أنه ينبغي على الشخص قبل اتباع نظام غذائي، أن يحدد "سبب اتباعه لحمية غذائية والأهداف التي يرغب في تحقيقها، ناهيك عن ضرورة استشارة طبيب مختص".

فقدان الوزن.. الجمال أم الصحة؟
وبحسب آخر الإحصائيات التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء، تؤثر السمنة بإسبانيا في حوالي 17.4% من السكان البالغين وفي 10.3% من الأطفال. ولدى البالغين، تقدر نسبة السمنة لدى الرجال بحوالي 18.2%، في حين تصل إلى 16.7% لدى النساء.

وأفادت الكاتبة بأن إنقاص الوزن أصبح هاجسا لدى كثير من الأشخاص. وبحسب مؤسسة التغذية الإسبانية، أصبح الهوس بإنقاص الوزن حقيقة لا مفر منها، خاصة بعدما غزتنا صور أجساد مثالية تدعونا باستمرار إلى خفض الوزن ومضاهاة ذلك النموذج.

فعالية أم حمية معجزة؟
كما أفادت الكاتبة بأن الهوس بفقدان الوزن قد أدى إلى انتشار مفهوم "الحميات الغذائية المعجزة". وقد خلصت إحدى الدراسات التي تعنى بهذا النوع من الحميات الغذائية وآثارها السلبية على الصحة، التي أجرتها الدكتورة 
ماريا ديل إستيفان وخبيرة التغذية فرناندو سرقسطة أرنياز، إلى أن "اتباع ظام غذائي متوازن يعتبر الطريقة الوحيدة الممكنة للتغذية السليمة".

ووفقا للدراسة، لا توجد أي دراسة تثبت فاعلية الحمية المعجزة. فعلى الرغم من أنها تسهم في فقدان الوزن، فإنها تشكل خطرا على صحة الفرد. بالإضافة إلى ذلك، تشكل أغلب الحميات الغذائية خطرا على المدى الطويل. وإجمالا، يشجع الجانب النفسي والضغط الاجتماعي الذي يتعرض له الأشخاص بشكل عام على اتباع هذا النوع من الحميات.

وأشارت الكاتبة إلى بعض الحميات الغذائية المعجزة، على غرار "حمية القمر" التي تعتبر أن مراحل القمر المختلفة تؤثر في "إيقاع الجسم الداخلي". وبحسب المدافعين عن هذه الحمية، فإن "قدرة أجسامنا على امتصاص الماء تعد أحد العوامل المؤثرة في فقدان الوزن، وتعتبر مرتبطة بقوة الجذب التي يمارسها القمر على السوائل. وعموما، يعني ذلك أن سوائل الجسم تميل إلى اتباع إيقاعات المد والجزر التي يسببها تأثير القمر".

وفي شأن ذي صلة، أكدت الاستنتاجات التي توصلت لها هذه الدراسة الخطر المتمثل في عدم درايتك بالتغذية والوجبات الغذائية، فضلا عن الحاجة إلى استشارة خبير في المجال، والتقليل من استهلاك المنتجات الغذائية الخاصة بالحمية وعدم الثقة بالشركات التي تهدف إلى بيع منتجاتها.

المصدر : مواقع إلكترونية