علماء يكتشفون أصل جنون البقر

من بيكسابي.. جنون البقر
مرض جنون البقر ظهر للمرة الأولى في الثمانينيات بالمملكة المتحدة (بيكسابي)

يعتقد فريق علماء دولي أنه نجح في اكتشاف مصدر مرض جنون البقر، وقد تستغرب، ولكن وفقا للعلماء هو مرض يصيب الأغنام.

يعرف هذا المرض أيضا باسم التهاب الدماغ الإسفنجي البقري، وهو تنكس عصبي يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ والنخاع الشوكي لدى الماشية، مما يتسبب في موتها.

وفي تقريره الذي نشرته مجلة نيوزويك الأميركية، قال الكاتب أريستوس جورجيو إنه في حين لا يمكن للإنسان أن يصاب بمرض جنون البقر فإنه يمكن في حالات نادرة أن يصاب بعض الأشخاص الذين تناولوا الدماغ أو النخاع الشوكي للماشية المصابة بجنون البقر بمرض آخر مميت يسمى "كروتزفيلد جاكوب".

وأفاد الكاتب بأنه على الرغم من أن العلماء حاولوا تحديد كيفية ظهور مرض جنون البقر منذ ظهوره للمرة الأولى في الثمانينيات بالمملكة المتحدة فإن الفرضيات التي توصلوا إليها لم تكن مؤكدة.

ويندرج هذا المرض ضمن مجموعة من الأمراض التنكسية العصبية النادرة الناجمة عن مسببات الأمراض المعدية الغامضة التي تصيب البشر والحيوانات الأخرى.

ووفقا لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها، يعتقد أن العوامل المسببة لهذه الأمراض تكمن في بروتينات "بريون" غير الطبيعية.

البريون
أوضح الكاتب أن هذه الأمراض تنتقل بين الحيوانات وتتسبب في حدوث طي غير طبيعي لبروتينات البريون الطبيعية الموجودة غالبا في الدماغ والنخاع الشوكي، مما يؤدي إلى ظهور سريع لأمراض دائما ما تكون مميتة.

ومن المرجح أن البريونات تعد المسؤولة عن إصابة البشر بمرض كروتزفيلد جاكوب، وظهور مرض الهزال المزمن لدى الأيل والغزلان الأخرى ومرض الراعوش (scrapie disease) لدى الأغنام وغيرها.

وفي دراسة نشرت بمجلة الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم حقق فريق من العلماء في مصدر مرض جنون البقر عن طريق حقن نوع معين من مرض الراعوش في الفئران التي تم تعديلها وراثيا مع الحمض النووي البقري.

ويقول الباحثون إن حقن مرض الراعوش في الفئران المعدلة وراثيا يؤدي إلى انتشار بريونات مرض جنون البقر.

وتشير الدراسة إلى أنه يمكن للمرض أن ينتقل بين فصائل مختلفة، وأن الفئران المعدلة يمكن أن تصاب بمرض جنون البقر.

وفي هذا الشأن، قال أوليفييه أندريولتي -وهو مؤلف الورقة البحثية من المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة- في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الفئران المعدلة تعتبر نموذجا مثاليا يوضح ما يمكن أن يحدث إذا ما تعرضت إحدى الأبقار لتلك البريونات".

وأشار إلى أن النتائج تقدم لأول مرة "تفسيرا قائما على التجربة ومدعوما بحجج" لكيفية ظهور مرض جنون البقر في المملكة المتحدة خلال فترة الثمانينيات.

انتشار
قال الكاتب إنه عقب ظهوره مباشرة انتشر المرض بين الماشية في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية ومناطق أخرى من العالم، وقد تفاقمت هذه المشكلة بسبب تناول الأبقار علفا يحتوي على أنسجة مأخوذة من أبقار أخرى مصابة بالمرض.

وفي مرحلة تالية أصيب بعض الأشخاص بمرض كروتزفيلد جاكوب بعد تناول منتجات لحوم البقر الملوثة بمرض جنون البقر.

وفي هذا الصدد، اتخذت السلطات الأوروبية المعنية بقطاع الصحة مجموعة من التدابير الوقائية من أجل منع انتشار المرض في التسعينيات.

ويفيد أندريولتي بأنه ينبغي الاستمرار في العمل بهذه الإجراءات من أجل منع ظهور المرض مجددا.

المصدر : نيوزويك