لماذا لا أملك هاتفا محمولا؟

من بيكسابي هاتف محمول
الهاتف المحمول فيه كثير من الخدمات والتطبيقات التي تشد انتباه المستخدم (بيكسابي)

استعرض جوليان روز تجربته مع الهاتف المحمول، وكيف تركه لأنه كان يسبب له شعورا بحرارة في رأسه عندما يجيب الاتصالات، داعيا إلى التخلص من الهاتف المحمول.

وفي تقريره الذي نشرته مجلة "كاونتر بنش" الأميركية، قال الكاتب جوليان روز إنه اقتنى في أواخر التسعينيات هاتفا محمولا حديثا من طراز إريكسون، وأقر أنه عند السفر إلى الريف البريطاني لزيارة المزارعين بدا هذا الجهاز مفيدا للغاية، على الرغم من انقطاع الإشارة في ذلك الوقت بين الفينة والأخرى. لكنه كان يرى أن مظهر الصواري المخصصة لنقل الإشارات قبيح جدا ولا يتناسب مع الجمالية العامة الشائعة التي تميز عدة مناطق من الريف الإنجليزي.

وذكر الكاتب أنه بدأ بعد فترة من الزمن يشعر بحرارة في جانب رأسه عندما يرد على الهاتف، لقد كان إحساسا بغيضا، حيث شعر بالانزعاج عندما تبيّن له أن استخدام هذا الجهاز ينطوي على مثل هذا الإرهاق الجسدي.

وفي يوم من الأيام، أغلق هاتفه وودع الحاجة لهذا الجهاز اللاسلكي. عقب ذلك، أحس جوليان بالامتنان لتلك التجربة التي أتاحت له مرة أخرى حرية استكشاف الطبيعة الأعمق للأشياء دون مقاطعة من الاتصالات الواردة التي لا قيمة لها في أغلب الأحيان.

إدمان
وأورد الكاتب أنه بعد مرور حوالي عشر سنوات فقط، بدأ يدرك أن الآخرين باتوا مدمنين تماما على هذا النوع من الاتصالات، وأن طريقة عمل الهاتف الخلوي اللاسلكي تعني أن الإشارات الصادرة من الصواري تخترق جسم الإنسان وتؤثر حتى على الأعضاء الداخلية، على غرار القشرة أمام الجبهية ومناطق قرن آمون في الدماغ.

وأكد الكاتب أنه سمع عن أشخاص يعانون من الصداع والغثيان والدوار بعد قضاء مدة طويلة في التحدث على هواتفهم المحمولة. عند ذلك، فهم أن إشارات النقل تلك هي عبارة عن موجات دقيقة، تعمل مثل موجات الميكروويف التي تطهو الطعام من الداخل إلى الخارج، مدمرة العناصر الغذائية.

في العقد الماضي، جمع الأطباء والعلماء قدرا كبيرا من الأدلة لتحديد ما تؤثر به إرسالات الحقل الكهرومغناطيسي بشكل دقيق على أجسامنا، وعواقب أن تصبح مدمنا على هذه القنابل الإشعاعية الصغيرة بحجم الجيب.

حتى عند الاحتفاظ بالهاتف دون استخدامه في جيبك أو إلى جانب سريرك، أظهر العلماء أن الموجات الدقيقة تستمر في المرور بنشاط من الآلية الداخلية للهاتف الخلوي إلى المستخدم البشري. ويقع التقاط الإشعاعات النبضية من قبل الخلايا الموجودة في الجسم والخلايا العصبية في الدماغ.

وأكد الكاتب أنه في غضون ثلاثين سنة فقط، ستتحول بيئتنا الكوكبية والجوية إلى فضاء كهرومغناطيسي للإشعاع غير المؤين العالي الشحن، المنبعث من أجهزة إرسال الواي فاي الموجودة في جميع الفنادق والمطاعم وأنظمة النقل العام ومراكز المدن في العالم الغربي تقريبا.

ملايين
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الملايين من أجهزة إرسال محطات الهاتف المحمول بالأساس انطلاقا من المنازل والمدارس والمستشفيات والمرافق الموجودة في الشوارع عبر مساحات شاسعة، وتمتد حتى إلى الحدائق الوطنية والمحميات، حيث لا يمكن للمرء أن يفلت من تأثيرها المنتشر على نطاق واسع.

في السماء أيضا، تنبعث الإشعاعات النبضية من الأقمار الصناعية التي توجه أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية في السيارات والشاحنات، وتنتقل مباشرة إلى المسافرين الذين ليس لدى معظمهم أدنى فكرة عن أنهم يستقبلون هذه الإرسالات المدمرة.

ونبه الكاتب إلى أن هذا الأمر أكثر إثارة للقلق عندما يتعلق بحياة الإنسان والحيوان والنبات والحشرات، حيث اكتشف العلماء أن هذه المخاطر التراكمية لن تظهر تأثيراتها إلا بعد عشرين أو ثلاثين سنة من الاستخدام، على غرار الإصابة بالسرطانات أو الأمراض العصبية والفسيولوجية والنفسية.

ويقول روز إنها تقنية اتصالات ذات إنتاج جماعي لم يقع اختبار تداعياتها على الصحة والرفاهية، إنها الآن من اختصاص شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية ووسائل الإعلام الاجتماعية التي تجني أرباحا مالية طائلة لم تكن معهودة من قبل.

وفي الختام، دعا الكاتب إلى يقظة جماعية قبل فوات الأوان، مشيرا إلى أن إلقاء هاتفك المحمول قد يجلب معه شعورا جديدا ومنعشا بالحرية الفردية. بمعنى أنه يمكن للمرء -بعد كل شيء- السيطرة على مصيره دون مساعدة مُلحق الراحة الذي يستنزف الحياة من الحياة نفسها.

المصدر : مواقع إلكترونية