رائد فقد 75 كيلوغراما.. استمتعت بالصعوبات فهزمتها

كومبو.. قصة رائد الشلالفة وكيف خفض وزنه من 161 غلى 86 كيلوغراما، الصور للجزيرة ارسلها لنا الشخص مباشرة، ضمن مشاركنه في حملة وزنك الصح

كانت لزيادة الوزن آثار سلبية على صحتي، منها الصعوبة في التنفس أثناء النوم، وارتفاع نسبي في ضغط الدم، وإن لم يصل لحد المرض، وكذلك صعوبة في الحركة بشكل عام، وسهولة التعرض لإصابات وآلام الركبة والقدم، عدا عن آلام وضيق في الصدر من فترة إلى أخرى.

واعتقد بأن أسباب السمنة عندي كانت تعود للعادات الغذائية غير المتوازنة كما ونوعا، حيث كنت أقبل على تناول الطعام بكمية أكبر من احتياج جسمي، حتى أنه في بعض الوجبات التي أقبل عليها بشهية كان سرعان ما يتحول ذلك إلى ضيق وتلبك وندم بعد الأكل مباشرة.

إضافة إلى استخدام الطعام كوسيلة للتسلية خلال المساء ومشاهدة التلفاز دون الانتباه إلى كمية السكريات والسعرات الحرارية الزائدة.

وكنت اتخذت قرار بدء نظام غذائي مرات عديدة، وبأنماط مختلفة، وكنت عادة أنجح في إنزال بعض الوزن خلال أول أسبوع أو أسبوعين، ثم سرعان ما أشعر بضعف العزيمة بعد أول إخلال بنظام الحمية فأعود بشكل تدريجي للنمط الغذائي السابق.

ولكنني أستطيع أن أقول إن لحظة الحقيقة التي كانت نقطة تحول في حياتي كانت حين شجعني أحد الزملاء على اتباع "حمية كامبريدج البريطانية"**، وذلك تحت إشراف اختصاصيين في التغذية، وربما كان هذا المفتاح السري لطريقة تفكيري في الحمية؛ فهي أول مرة سأقوم بعمل حمية تحت إشراف اختصاصيين، وضعت نفسي في التحدي، وقلت لنفسي إن لم أنجح الآن فلن أنجح أبدا.

 إلهام
ومن هنا انطلقت في رحلة الحمية، ودعوني أصفها برحلة النجاح، إذ لم أدع لنفسي مجالا للتنصل من الحمية كما كنت أفعل في السابق، بل اعتزمت على أن أصبح مصدر إلهام.

وتشمل الحمية التي اتبعتها وجبات تحتوي على كامل ما يحتاجه الجسم من غذاء وفيتامينات وأملاح معدنية وبسعرات منخفضة، مما يضمن استمرار الجسم في الحرق مع أخذه كل القيم الغذائية المطلوبة، بالإضافة إلى ممارسة رياضة المشي يوميا وبشكل منتظم.

من الأمثلة على الأغذية التي تناولتها ضمن الحمية مخفوق الحليب بعدة نكهات، وشوربات سريعة التحضير، وعصيدة الشوفان سريعة التحضير، ومعكرونة سريعة التحضير، وألواح شوكولاتة بنكهات مختلفة.

والكمية كانت تكون بمقدار كوب أو كوب ونصف تقريبا، وبالنسبة للشوكولاتة 75 غراما.

إلا أن هذه الوجبات تحتوي على الفيتامينات والأملاح المعدنية وجميع القيم الغذائية التي يحتاجها الجسم خلال اليوم، وبسعرات حرارية منخفضة، حيث كنت أتناول في المرحلة الأولى أربع وجبات، وتكون الفترة بين الوجبة والأخرى من ثلاث إلى أربع ساعات، ويتخللها شرب الماء (كوب ماء) كل نصف ساعة إلى ساعة، وكان يسمح بتناول الخضار.

وفي المرحلة الثانية تتم الاستعاضة عن إحدى الوجبات بحصة من البروتين (خيارات متعددة) مع الخضار، وفي المرحلة الثالثة تتم إضافة حصة نشا (خيارات متعددة) بدلا من إحدى الوجبات، وهكذا حتى تعود إلى النمط الغذائي الصحي والحياة الطبيعية.

بالطبع، فإن اختصاصية التغذية قد تسمح بتناول بعض الأشياء الأخرى خلال الحمية، وكل حسب تقبله وطبيعته، ولكنني آثرت أن أطبق البرنامج في أعلى مستوى، فحصلت على أعلى النتائج، ولله الحمد.

 وجدت تشجيعا كبيرا من الزوجة والعائلة والأصدقاء والزملاء، كما كان لاختصاصية التغذية دور كبير في التشجيع والدعم بشكل مستمر، كما كانت ردة فعل الناس مصدر تشجيع، حيث إن كثيرا ممن كنت ألتقيهم ولا أعرفهم يستوقفونني ويبدون إعجابهم ودهشتهم من الإنجاز الذي تحقق.

وكان لهذه التجربة الناجحة الأثر الكبير على جميع النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية في حياتي، فأصبحت أتحرك بسهولة، بل وأمارس رياضة الركض وكرة القدم التي طالما كانت ذكرى أوشكت على نسيانها، وأصبحت أشعر بشباب عاد إلي كدت أفقده باكرا.

أشعر بمسؤولية تجاه الإنجاز الذي تحقق؛ فهناك الكثير ممن يسأل عني ويتابعني، بل ويراني مصدر إلهام له، ولكنها مسؤولية جميلة تدفعني للمحافظة على الإنجاز، بل إن الأثر الإيجابي تعدى ذلك إلى نمط التفكير، مما دعاني للإيمان بقدرتي والشعور بالرضا.

ماذا تعلمت؟

  • تعلمت أنك لتنجز مهمة غير اعتيادية عليك أن تقوم بعمل غير اعتيادي.
  • تعلمت أنك إذا أردت تحقيق هدف ما فعليك أن تثق بقدرتك وترى نفسك عند الهدف قبل الانطلاق.
  • تعلمت أن أقصر طريق للفشل هو أن تجهز مبررات له.
  • تعلمت أنك لكي تحول أحلامك إلى واقع عليك أن تبدأ بالخطوة الأولى ولا تجعل لنفسك مجالا للانسحاب.
  • تعلمت أنه عليك أن تكون صلبا في طريق إنجازك، وأن تجعلك الصعوبات التي تواجهها أكثر إصرارا على تحقيق الهدف.
  • تعلمت أن استمتاعك بمواجهة الصعوبات في طريق نجاحك هي علامة أنك ستصل بإذن الله.

أنصح متابعي الجزيرة الكرام بألا يدعو الأوهام تحول بينهم وبين تحقيق أحلامهم، فما عليك إلا أن تحدد هدفك ثم تبدأ الخطوة الأولى، متوكلا على الله سبحانه وتعالى.

وأود أن أشكر موقع الجزيرة نت لإتاحة هذه الفرصة لي لأتحدث عن تجربتي وقصة نجاحي مع الحمية. والشكر موصول كذلك للمتابعين والقراء الكرام، شكرا لكم.
________________
* نزول الوزن الذي خاضه الكاتب هو كبير مقارنة بالفترة الزمنية، إذ يوصى طبيا بألا يتجاوز المعدل الأسبوعي للنزول تسعمئة غرام، وهو خاضه تحت إشراف اختصاصي تغذية، فلا تتبع أي حمية قوية دون الرجوع للطبيب وتحت إشرافه.
** لا تتبع أي حمية إلا بعد الرجوع للطبيب أو اختصاصي التغذية. الجزيرة لا تتبنى أو توصي بأي حمية غذائية، ارجع إلى طبيبك دائما.

المصدر : الجزيرة