هل الجينات مسؤولة عن السفاحين؟

تناول برنامج "الدحيح" -على AJ+ كبريت- موضوع العوامل البيولوجية الموجودة لدى المجرمين التي قد تجعلهم أكثر قابلية للسلوك الإجرامي، واستعرض معطيات ودراسات حول الموضوع.

واستعرض البرنامج بعض نماذج المجرمين في البداية، مثل رمضان عبدالرحيم منصور في مصر، المشهور بالـ"طوربين"، والذي قتل واغتصب 32 طفلا على الأقل على مدار 17 سنة. وكان يستهدف الأطفال من سن 10-14، وبالأخص 12 عاما.

وكان الطوربين يغتصب الأطفال فوق القطار، ثم يرميهم نحو القطار المتجه من الاتجاه الآخر ليفرمهم. وقبض على هذا المجرم في 2006، وأعدم في 2010.

وقال إن هناك مصطلحا شائعا في الطب لهذه الفئة اسمه "السايكوباث"، وهو مصطلح بدأ يتكون في القرن 19، عندما لاحظ الأطباء النفسيون أن مجموعة من المرضى كان لديهم لاعقلانية أخلاقية.

ويعني هذا أن هؤلاء ليس لديهم فهم وحس تجاه الأخلاق وتجاه حقوق الآخرين، وليس لديهم فهم لمعنى المعاناة والندم، وليس لديهم قدرة على التعاطف ولا يستطيعون الشعور بالندم. وهم متهورون وعنيفون وغير مخلصون.

وهؤلاء الأشخاص قد يكونون أكفاء عقليين، لكنهم لا يفهمون التعاطف، وهذا الاختلاف قد يكون نابعا من أصل بيولوجي.

واستشهد بتصريح من الدكتور ديفد إيغيل من جامعة ستانفورد، حيث يقول إن الشخص إذا كان لديه جينات معينة فإن فرصة أن:

  • يرتكب جريمة تزيد أربع مرات مقارنة بمن ليس لديه هذ الجينات.
  • يقبض عليه بجريمة قتل تزيد ثماني مرات.
  • يسرق تزيد ثلاث مرات.
  • يتعدى على أحد تزيد خمس مرات.
  • يتعدى جنسيا على شخص تزيد 13 مرة.
  • أغلبية السجناء لديهم هذه الجينات.

وقال برنامج الدحيح إن 98% ممن ينتظرون الإعدام لديهم هذه الجينات، وهي جينات كروموسوم Y، الموجود لدى الذكور.

فالإناث لديهم زوجان من الجينات الجنسية XX، والذكور XY.

وقال إن غالبية السفاحين هم ذكور، وهذا يؤكد على الجانب البيولوجي في الاستعداد للجريمة.

ويثير هذا الموضوع حوارا وجدلا بشأن مدى مسؤولية المجرم عن أفعاله، بين من يرى أن الأمر قد لا يكون تحت سيطرته وأنه ضحية جيناته، ومن يرى أن المجرم يمتلك الخيار ويتحمل مسؤولية أعماله.

ويرى معارضون لهذا الطرح أن جميع الأشخاص قد يكون لديهم جينات "سيئة"، ولكن كل شخص يمتلك الخيار للسيطرة عليها واختيار الخير.

بالمقابل فإن هذه الدراسات قد تخلق أملا بإمكانية علاج الشر لدى الأشرار، عبر تغيير جيناتهم مثلا أو بالجراحة.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي