لمكافحة الملاريا.. جعل دم الإنسان ساما للبعوض
وتؤدي إستراتيجية "العلاج الجماعي" المذكور إلى الحيلولة دون نقل البعوضة للمرض من أي شخص بالمجموعة إلى شخص آخر، حيث إن الجزيء الذي يتناوله هؤلاء السكان يقضي على البعوضة اللاسعة مما يقلل نقل البعوض للمرض في منطقة بأكملها.
يقول د. مارك ثيلير بالمركز الوطني المرجعي لمكافحة الملاريا في فرنسا إن أول من اكتشف علاقة هذا العلاج بقتل البعوض هو باحثون روس عام 1989 عندما وجدوا أن جزيء إيفرمكتين ivermectine عند خلطه بالدم يمكن أن يقضي على بعوضة الملاريا، ولاحظوا في هذا السياق أن البعوض الذي يلسع أرنبا عولج بإيفرمكتين يموت على أثر ذلك.
وتقول صحيفة لوموند الفرنسية -التي أوردت الخبر الحالي- إن هذه التجربة ظلت طي النسيان إلى أن أظهرت دراسة أجريت في منطقة جنوب شرق السنغال أن معدل العدوى بطُفيل الملاريا المنجليّة Plasmodium falciparum انخفض بين السكان الذين تلقوا علاجا بإيفرمكتين ضد عمى النهر.
وقد خلص باحثون من جامعة كولورادو الأميركية ووزارة الصحة السنغالية إلى أن العقار المذكور "يمكن أن يمثل أداة قوية وفعالة للحد من انتقال الملاريا في المناطق الموبوءة".
وعام 2014، تأكد تأثير هذا العقار في قرى السنغال وليبيريا وبوركينا فاسو، لكن الأسئلة التي طرحت بشأنه لا تزال عديدة، فهل إيفرمكتين فعال ضد الأنواع الرئيسية من بعوض الملاريا حول العالم؟ وما هي المناطق التي ستستفيد منه بشكل أفضل؟ وكيف ينبغي أن يتم ذلك وما هي الجرعة وما وتيرة أخذها؟
ووفقًا لآخر الدراسات التي نشرت عام 2017 "يبدو أن علينا معالجة الناس بشكل دائم للحد من انتقال العدوى دائمًا" لأن الجزيء لا يكون فعالا جدًا إلا في الأسبوع الأول بعد تناوله ثم يتلاشى التأثير ويختفي "بعد بضعة أسابيع" كما يقول ثيلير.
وحول ترويج هذا العقار تقول لوموند إن من السابق لأوانه أن توصي منظمة الصحة العالمية بهذا العلاج الجماعي، وإن كان "الخبراء يعتقدون أنها إستراتيجية مثيرة للاهتمام، وقد يكون من المفيد تطبيقها أيضًا على بعض الماشية التي تستهدفها أنواع معينة من البعوض" على حد قول ثيلير.