وفاة طبيبة ألمانية أنقذت 50 ألف باكستاني من الجذام
توفيت طبيبة الجذام الألمانية والراهبة روت بفاو في باكستان عن عمر ناهز 87 عاما. وقال الرئيس الباكستاني ممنون حسين في رسالة تأبين إن وفاة بفاو تعد خسارة كبيرة لباكستان.
وأكدت سلوى زينب -وهي موظفة بالجمعية الإغاثية التي أسستها بفاو- الخميس أن بفاو توفت بعد وقت قصير من منتصف الليل في مستشفى في مدينة كراتشي الباكستانية.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي أن مراسم دفن روت بفاو التي تعد أيضا مواطنة شرفية ستقام بباكستان في إطار جنازة رسمية يوم 19 أغسطس/آب الجاري.
وولدت بفاو عام 1929 بمدينة لايبزغ الألمانية، ودرست بعد ذلك في مدينتي كولونيا وبون الألمانيتين، وتوجهت إلى باكستان عام 1960.
وكانت في طريقها في الأساس آنذاك إلى الهند، حيث كان مقررا أن تعمل طبيبة أمراض نساء هناك، ولكنها ظلت عالقة في كراتشي بسبب مشكلات في التأشيرة.
والتقت بفاو هناك للمرة الأولى في حي فقير بأشخاص يعانون من مرض الجذام، وهو مرض معد مزمن يصيب الجلد والأعصاب.
ويؤدي عدم علاج الجذام إلى حدوث تلف تدريجي في أعصاب الشخص المصاب وأطرافه وعينيه. ويعرف الجذام أيضا باسم "مرض هانسن".
وينتج الجذام عن الإصابة ببكتيريا المتفطرة الجذامية، ويتميز بطول فترة الحضانة -أي الفترة الزمنية بين الإصابة بالعدوى وظهور الأعراض- وهذا ناتج عن طبيعة المتفطرة الجذامية التي تتكاثر بشكل بطيء للغاية. ويمكن أن تصل فترة حضانة الجذام إلى خمسة أعوام، كما قد تصل في أحيان أخرى إلى 20 عاما.
وبحسب موقع الجمعية الألمانية لمساعدة مرضى السل والجذام -وهي داعم ألماني أساسي لعمل بفاو- هناك أكثر من 50 ألف مريض جذام تعافوا بسبب عمل بفاو.
وحصلت الطبيبة الألمانية على كثير من الأوسمة، ليس فقط في باكستان، ولكن في ألمانيا أيضا، تكريما لها على عملها لصالح المرضى، من بينها وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية وجائزة ألبرت شفايتزر.