خبير: يجب اكتشاف أوجه تفوق المتوحدين وتسخير مواهبهم

الدكتور محمد وقار عظيم، رئيس قسم الطب النفسي في مركز السدرة للطب والبحوث، المصدر: وايل كورنيل للطب-قطر
الدكتور عظيم: التشخيص المبكر لمرض التوحد أمر في غاية الأهمية لأنه يمهد للتدخل مبكرا في علاج النطق (وايل كورنيل للطب-قطر)

شدد خبير في مركز السدرة للطب والبحوث في قطر على الأهمية البالغة لاكتشاف أوجه تفوق المتوحدين وتمكينهم من تسخير مواهبهم وقدراتهم، إذ يظهر بعض الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد مواهب استثنائية في الفن أو الموسيقى أو الرياضيات أو قدرات لافتة مثل الذاكرة القوية.

وجاء تصريح رئيس قسم الطب النفسي في مركز السدرة للطب والبحوث الدكتور محمد وقار عظيم خلال محاضرة من سلسلة المحاضرات المتخصصة التي ينظمها قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب-قطر.

وقال الدكتور عظيم -وفقا لبيان صادر عن وايل كورنيل للطب-قطر أمس الاربعاء وصل إلى الجزيرة نت– إن التوحد يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة ويتصف بعجز مستمر عن التواصل والتفاعل مع الآخرين، وبصعوبة في فهم العلاقات الاجتماعية، وبأنماط سلوكية أو حركية مقيدة أو متكررة.

وذكر أن مرض التوحد يصيب اليوم نحو طفل واحد من بين كل 68 طفلا، ويصل عدد الأولاد المصابين بالتوحد إلى أربعة وربما خمسة أضعاف البنات المصابات بالمرض.

وأضاف أن "التوحد قد يقود إلى عزلة اجتماعية وقلق، لكن بإمكاننا تحسين حياة الأطفال المتوحدين وأُسرهم في حال التشخيص المبكر للمرض وتوفير الرعاية المتخصصة المراعية لطبيعة كل حالة على حدة".

وأكد الدكتور عظيم -وهو أستاذ مشارك في مركز ييل لدراسات الطفل في كلية طب جامعة ييل- أن التشخيص المبكر أمر في غاية الأهمية لأنه يمهد للتدخل مبكرا في علاج النطق، فالأطفال المتوحدون قد يصبحون محبطين ومزاجيين ومتوترين، وعند غياب التشخيص الدقيق قد يصنف الآباء ذلك كسلوكيات سيئة لا أكثر، مما يفاقم تشويش الأطفال ويفقدهم احترامهم لأنفسهم، "لكن التشخيص المبكر يتيح لنا التنسيق عن كثب مع الآباء للتدخل بطريقة إيجابية تساعد في فهم أفضل للأنماط السلوكية وتغيير سلوكيات الأطفال بما يعزز استقرار الطفل المتوحد ويحسن صحته الذهنية".

وشدد عظيم على أهمية الاعتناء باحتياجات والدَي الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد معتبرا أنه عندما لا يكون الأبوان على ما يرام فحتما لن يكون طفلهما أيضا على ما يرام.

وتابع قائلا: "إن هدفنا ليس مجرد معالجة أعراض المرض، ويجب أن ينصب اهتمامنا نحن الأطباء على تحسين جودة حياة الأطفال المتوحدين وآبائهم، وليس هناك من سبيل آخر لتوفير رعاية فعالة ومراعية تتركز على الطفل المتوحد وذويه".

يُذكر أن الدكتور محمد وقار عظيم هو رئيس مجموعة العمل الوطنية للتوحد ونائب رئيس منتدى التوحد في إطار مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش".

المصدر : الجزيرة