اليورانيوم المنضب بالعراق.. تشوُهٌ أو موت بالسرطان

خلال حرب الخليج الأولى عام 1991، وفي معارك الفلوجة في العراق عام 2004، تم استخدام سلاح سري بات يعرف بـ اليورانيوم المنضب، والذي تبين أن له آثارا صحية خطيرة تشمل زيادة معدلات السرطان وسرطان الدم "اللوكيميا" والتشوهات الخلقية وزيادة الإجهاض.

هذا الموضوع بحثته الحلقة الأخيرة من البرنامج الاستقصائي من إنتاج الجزيرة "الصندوق الأسود" بعنوان "اليورانيوم المنضب بالعراق.. موت صامت". حيث سلط  الضوء على ملف استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب من قبل الجيش الأميركي والقوات العسكرية المتحالفة معه في حربيْ الخليج الأولى والثانية، وأثناء حصار الفلوجة عام 2004.

وكانت دراسة أجراها د. كريس بزبي يوم الـ6 من يوليو/ تموز 2010 في الفلوجة، أظهرت أن الأخيرة تعاني من السرطان واللوكيميا وموت الأطفال بمعدلات أعلى مما خلفته قنابل هيروشيما وناغازاكي عام 1945.

ويقول خبير اليورانيوم المنضب بالجيش الأميركي/سابقاً، دوج روكي، إن الولايات المتحدة كان لديها علم واضح بالتأثيرات الصحية والبيئية لأسلحة اليورانيوم المنضب، منذ عام 1943 عندما طوروها.

ويضيف روكي أن كمية اليورانيوم المنضب التي يتم استنشاقها أو ابتلاعها أو تغلغلها تحت الجلد قد تسبب حالات تسمم أو أضرارا بالأعضاء الداخلية والخلايا، كما تتوقف الأضرار الصحية التي تسببها الانبعاثات الإشعاعية على ما إذا كان الإشعاع من فئة ألفا أو بيتا أو غاما، وعلى ما إذا كانت المواد المشعة داخل الجسم أو خارجه.

‪طفل عراقي يعاني من تشوه خلقي بمستشفى الفلوجة عام 2009‬ (غيتي)
‪طفل عراقي يعاني من تشوه خلقي بمستشفى الفلوجة عام 2009‬ (غيتي)

من جهتها، تقول الأستاذ المشارك بالهندسة البيئية، سعاد العزاوي، إنه من الممكن أن يتلقى الإنسان جرعة إشعاعية في اليوم تكون بسيطة جداً وتبدو غير مؤثرة، ولكن مع استمرار تناول غذاء وماء ملوث فإن هذه الجرعة الإشعاعية البسيطة تصل عند الإنسان إلى مرحلة يسموها حد العتبة، إذ أن جسم الإنسان لا يستطيع بعد أن يقاومها، وهذا الموضوع هو الذي يسبب التشوهات الخلقية والإجهاض والأمراض السرطانية.

بالمقابل، فإن هناك من ينفي وجود علاقة بين اليورانيوم المنضب وتشوهات المواليد والسرطان، مثل وزير الصحة العراقي السابق صالح الحسناوي، الذي قال إنه تم تشكيل لجنة وزارية لبحث الموضوع، بالتعاون مع خبراء من منظمة الصحة العالمية، وأجروا دراسة -في عام 2013- وقارنوا المعلومات الموجودة مع المعلومات المتوفرة قديماً، وكانت النتيجة أنه لم يكن هناك تأثير بزيادة نسبة الإسقاطات وزيادة التشوهات الخلقية، وفقا للحسناوي.

المصدر : الجزيرة