هل اكتسب الناس مناعة لإيبولا؟

An undated handout image of the Ebola virus, created by CDC microbiologist Cynthia Goldsmith and made available by the Centers for Disease Control and Prevention. According to CDC the colorized transmission electron micrograph (TEM) revealed some of the ultrastructural morphology displayed by an Ebola virus virion. A new outbreak of the highly contagious Ebola has been reported from western Uganda on 28 July 2012, 20 cases and 14 deaths recorded.
فيروس إيبولا تحت المجهر (الأوروبية)

دفع التراجع الحاد في ظهور حالات جديدة لإيبولا بغرب أفريقيا في الآونة الأخيرة العلماء إلى التساؤل عما إذا كان بعض الناس قد اكتسبوا في صمت مناعة من الفيروس، في الوقت الذي أودى فيه بحياة جيرانهم الآخرين بصورة بشعة.

ومن الموضوعات -التي يثور حولها جدل صاخب بين العلماء- حالات إيبولا التي يتعرض خلالها شخص ما للفيروس ثم يقوم جسمه بتخليق الأجسام المضادة فلا يمرض أو تظهر عليه الأعراض، فيما يقول بعض العلماء إن وجود هذه الظاهرة ليس سوى أضغاث أحلام.

غير أنه إذا كانت هذه الحالات تحدث بالفعل -مثلما تشير بعض الدراسات- في أوبئة لأمراض فتاكة فقد يكون ذلك عاملا رئيسيا في القضاء على الإصابات بصورة أسرع من خلال توفير حماية خفية لأولئك المحظوظين من القادرين على إبعاد العدوى عنهم.

وقال كبير مديري العمليات لفرع الخدمات الإنسانية في المفوضية الأوروبية فيليب موجان إنهم يتساءلون عما إذا كانت "المناعة الجماعية" تظهر بصورة خفية، وذلك عندما تجد مجموعة من الناس تكتسب مناعة لأنهم يحملون الفيروس لكن لا تظهر عليهم أعراض المرض، وعندها قد يكون الفيروس يتراجع ولم يعد بمقدوره إصابة آخرين.

انحسار
وأشارت أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية إلى انحسار ظهور حالات جديدة من وباء إيبولا في غرب أفريقيا بصورة كبيرة، ولا سيما في غينيا وسيراليون وعلى الأخص في ليبيريا.

معظم الخبراء على يقين من أن الوقاية الرئيسية تتلخص في تحسين إجراءات مكافحة المرض والحد من مخالطة المرضى ممن ينقلون العدوى والحد من الاقتراب من الجثث، لكن ربما تكون هناك عوامل أخرى

ومن بين خصائص العديد من الأمراض المعدية ما تعرف باسم المناعة الجماعية التي يمكن لها -في بعض الحالات- أن تقلل التفشي إذا أصبح كثيرون يحملون الفيروس لكن لا تظهر عليهم الأعراض ويكتسبون أجساما مضادة وقائية. وبعد فترة فإن الفيروس -سواء كان يخص الإنفلونزا أو الحصبة أو شلل الأطفال- لن يجد أشخاصا لا يتمتعون بالمناعة كي يصيبهم.

غير أن بعض المتخصصين يشكون بدرجة كبيرة في أن هذه الظاهرة ترتبط بإيبولا أو ما إذا كانت ستؤثر في الوباء.

أقل حدة
وقال ديفد هيمان الخبير في الأمراض المعدية ورئيس الرعاية الصحية عالميا لدى مركز بحوث "تشاتام هاوس" ومقره بريطانيا إن بعض الاقتراحات تشير إلى أن بعض الإصابات أقل حدة، وقد يكون البعض منها ممن لا تظهر له أعراض، ولكن وجود مناعة جماعية مصطلح خاطئ، إذ ربما تنشأ مناعة محلية لكن هذا أيضا مجرد فرضية.

من جهته، يقول أستاذ الفيروسات في جامعة كوينزلاند بأستراليا إيان ماكاي إن احتمال اكتساب المناعة غير السريرية -أي التي لا تظهر على الشخص بعلامات سريرية واضحة- أحد الألغاز المحيرة لفيروس إيبولا.

غير أن معظم الخبراء على يقين من أن الوقاية الرئيسية تتلخص في تحسين إجراءات مكافحة المرض والحد من مخالطة المرضى ممن ينقلون العدوى والحد من الاقتراب من الجثث، لكن ربما تكون هناك عوامل أخرى.

المصدر : رويترز