أضرار فيتامينات (ب) تفوق فوائدها لمرضى الأزمات القلبية

المهدئات والأزمات القلبية
 
خلصت دراسة طبية نرويجية جديدة إلى أن علاج المرضى الذين تعرضوا سابقا لأزمات قلبية، بجرعات كبيرة من فيتامين (ب) لا يقلل من مخاطر إصابتهم بنوبة أو سكتة قلبية أخرى. وعلى عكس التوقعات، فقد تفوق أضرار فيتامينات (ب) فوائدها.
 
وقدم فريق بحث من جامعة ترومز بالتعاون مع باحثين من جامعة بيرغن نتائجهم "المفاجئة" في مؤتمر (الجمعية الأوروبية لأمراض القلب) الذي انعقد في ستوكهولم، الثلاثاء الماضي.
 
وتكمن أهمية نتائج هذه الدراسة -بالنسبة لفريق البحث- في أنها تفيد الأطباء بأن وصف جرعات كبيرة من فيتامينات (ب) لن يمنع حدوث نوبة أو سكتة قلبية، وبأن يقتصر وصف فيتامينات (ب) على المرضى بأمراض ناتجة عن نقص هذه الفيتامينات.
 
وأجرى الباحثون دراستهم على 3749 مريضا بالنرويج من خلال برنامج الفيتامين النرويجي NORVIT، وهي أول محاولة بحثية لاختبار أثر تعاطي جرعات كبيرة من فيتامين (ب) في منع معاودة مرض القلب لدى المرضى الذين تعرضوا لاختلال في عضلة القلب.
 
وانقسم المرضى المشاركون في البرنامج بشكل عشوائي إلى 4 مجموعات تتعاطى إحداها 0.8 ملغرام من حمض الفوليك (وهو من فيتامينات ب) يوميا، وتتعاطى الثانية 40 ملغرام من فيتامين B-6 يوميا، وتتعاطى الثالثة 0.8 ملغرام من حمض الفوليك و40 ملغراما من فيتامين B-6 معا يوميا، وتتعاطى الرابعة كبسولات إيحاء (بلاسيبو) لا تحتوي على أي فيتامينات.
 
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين تعاطوا حمض الفوليك وحده أو فيتامين B-6 وحده قد ارتفع احتمال تعرضهم لأمراض القلب والشرايين بدرجة طفيفة. أما الذين تعاطوا الاثنين معا فقد ارتفعت مخاطر إصابتهم بأمراض القلب والشرايين بنسبة 20%.
 
ولم تظهر لفيتامينات (ب) أي فوائد بين المرضى المشاركين في البرنامج البحثي. غير أن أضرارا قد ظهرت بشكل خاص بين المرضى الذين كانت مستويات الهوموسيستايين لديهم عالية عند بدء الدراسة، ومرضى الكلى، والمرضى الذين كانوا يستخدمون مكملات فيتامينات إضافة إلى ما قدمه لهم المشروع البحثي.
 
وكان الاهتمام بفيتامينات (ب) تصاعد عالميا في الأعوام الـ15 الأخيرة لأن بعض الدراسات أشارت إلى أن حمض الفوليك وفيتامين B-6 يقيان من أمراض القلب والسكتة القلبية. وظن الباحثون أن ذلك التأثير يعود إلى قدرة فيتامينات (ب) على خفض مستويات الحمض الأميني هوموسيستايين في الدم.
 
وكان يعتقد أن ارتفاع مستويات الهوموسيستايين في الدم تدمر بطانة الأوعية الدموية، وتزيد من تخثر الدم، مما قد يسبب انسدادات قاتلة في الأوعية الدموية للقلب والدماغ.
 
ووجد بعض الأطباء في الدراسات السابقة دليلا حاسما فبدؤوا في علاج المرضى بفيتامينات (ب) لخفض مستويات الهوموسيستايين. لكن لدى إجراء برنامج NORVIT البحثي، انخفضت مستويات الهوموسيستايين بنسبة 30%، بيد أن ذلك لم يخفض مخاطر إصابة المرضى بأمراض القلب والشرايين.
_______________
الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة