أسرع وتيرة انكماش.. كورونا ينال من القطاع الخاص بالسعودية والإمارات ومصر

Indian labourers work at the construction site of a building in Riyadh November 16, 2014. India is pressing rich countries in the Gulf to raise the wages of millions of Indians working there, in a drive that could secure it billions of dollars in fresh income but risks pricing some of its citizens out of the market. Picture taken November 16. To match story INDIA-MIDEAST/WORKERS REUTERS/Faisal Al Nasser (SAUDI ARABIA - Tags: BUSINESS CONSTRUCTION EMPLOYMENT)
السعودية شهدت تباطؤا اقتصاديا حتى قبل تشديد قيود مواقع العمل والسفر لاحتواء فيروس كورونا (رويترز)

أظهر مسح متخصص اليوم الأحد أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أجج انكماش أداء القطاع الخاص في كل من السعودية ومصر، كما عمّق تباطؤ الشركات في الإمارات، وسط مخاوف من استمرار هذا الانكماش.

وتحدث المسح عن انكماش القطاع الخاص غير النفطي بالسعودية في مارس/آذار الماضي بأسرع وتيرة له على الإطلاق بفعل الإجراءات الطارئة لاحتواء تفشي فيروس كورونا والتي ضربت الشركات بمعولها.

وتراجع مؤشر "آي إتش إس ماركت لمديري المشتريات" في السعودية إلى 42.4 نقطة الشهر الماضي مقابل 52.5 نقطة الشهر الذي قبله، في أكبر انخفاض منذ بدء إجراء المسح في أغسطس/آب 2009، وكان ذاك أيضا أول نزول للمؤشر الرئيسي عن عتبة الخمسين الفاصلة بين النمو والانكماش. 

وبهدف احتواء انتشار الفيروس فرضت المملكة قيودا اجتماعية متصاعدة أفضت إلى إغلاق الشركات وتراجع في طلبيات لتوريد الجديدة وشراء المخزونات وإرجاء مشاريع.

وقال مدير الاقتصاديات في "آي إتش إس ماركت" تيم مور إن "(البيانات) تشير إلى تباطؤ اقتصادي حاد حتى من قبل تشديد قيود مواقع العمل والسفر لاحتواء جائحة كوفيد-19″.

وتتفاقم الضغوط جراء تهاوٍ في أسعار الخام بسبب طلب عالمي أقل وحرب أسعار بين الرياض وموسكو، وهو ما سيفضي على الأرجح إلى زيادة حادة في عجز الميزانية العامة هذا العام.

ويعني انخفاض المؤشر عن مستوى 50 نقطة أن ثمة انكماشا، في حين أن تخطيه هذا المستوى يشير إلى التوسع.

الإمارات.. تأجيج التباطؤ
وفي الإمارات، أظهر المسح المتخصص أن جائحة فيروس كورونا المستجد ساهمت في تأجيج تباطؤ القطاع الخاص غير النفطي في البلاد والذي يعاني بالفعل، لتصل أوضاع الشركات إلى أضعف مستوى لها على الإطلاق.

وتراجع مؤشر "آي إتش إس ماركت لمديري المشتريات" والخاص بقطاعي الصناعات التحويلية والخدمات بالإمارات إلى 45.2 نقطة في مارس/آذار مقارنة بـ49.1 في فبراير/شباط، وهذا أكبر انكماش على الإطلاق وسط قيود اجتماعية وعلى السفر بهدف احتواء تفشي فيروس كورونا الذي عصف بالأسواق.

وقال ديفد أوين الاقتصادي في "آي إتش إس ماركت" ومعد التقرير إن "أحجام الأعمال الجديدة انخفضت بوتيرة حادة بفعل تراجع المبيعات إلى المستهلكين وتقلص السياحة وضعف التجارة مع إغلاق الدول في أنحاء العالم حدودها".

وأضاف "في الوقت ذاته فإن إغلاق المطارات في الإمارات وسياسات العمل من المنزل -كما نرى في أرجاء العالم- من المرجح أن تؤدي لاستمرار التراجع ليشمل أبريل/نيسان، ولا سيما أنه لا تبدو نهاية للوباء في الأفق".

ويقول محللون إن دبي -وهي المركز التجاري والسياحي للشرق الأوسط- قد تعاني من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بين 5 و6% في العام الجاري إذا استمرت الإجراءات المتعلقة بالفيروس لثلاثة إلى أربعة أشهر أخرى.

وعلقت الإمارات في مارس/آذار الماضي جميع الرحلات الجوية للركاب أسبوعين حتى 8 أبريل/نيسان الحالي لمكافحة تفشي فيروس كورونا، ويشكل ذلك ضربة قوية لقطاع السياحة الحيوي للبلد.

 مصر.. انكماش أكبر
وفي مصر أيضا، أظهر المسح انكماش القطاع الخاص غير النفطي بمعدل أسرع كثيرا في مارس/آذار مقارنة بفبراير/شباط، في ظل اتساع نطاق التباطؤ الاقتصادي في أنحاء العالم بسبب فيروس كورونا.

وسجل مؤشر "آي إتش إس ماركت"المتعلق بالقطاع الخاص غير النفطي 44.2 نقطة الشهر الماضي، انخفاضا من 47.1  نقطة في فبراير/شباط، وأقل بكثير من عتبة الخمسين الفاصلة بين النمو والانكماش.

وهذا الانكماش هو الأشد منذ يناير/كانون الثاني 2017، أي بعد فترة وجيزة من شروع مصر في إجراءات تقشف ضمن برنامج إصلاح اقتصادي بدعم صندوق النقد الدولي جرى توقيعه في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

وقال ديفد أوين إن "الاقتصاد العالمي يتلظى على نحو ملحوظ من تداعيات جائحة كوفيد-19، والقطاع المصري الخاص غير النفطي لم يشذ عن ذلك".

وأوقف انتشار فيروس كورونا المستجد قطاع السياح المصري بشكل شبه تام، ويشكل القطاع ما يقدر بنحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي.

المصدر : رويترز