النفط يعاود الارتفاع.. هل تنهي روسيا والسعودية حرب الأسعار؟

A view shows the Gazprom Neft's oil refinery in Omsk, Russia February 10, 2020. REUTERS/Alexey Malgavko
روسيا ألمحت إلى إمكانية العودة للمفاوضات مع السعودية بشأن خفض إنتاج النفط (رويترز)

قفزت أسعار النفط اليوم الثلاثاء نحو 10% بعد يوم من أكبر هبوط في نحو ثلاثين عاما، في وقت ألمحت فيه روسيا إلى إمكانية استئناف المفاوضات مع السعودية بشأن خفض الإنتاج.

وبحلول الساعة 10:41 بالتوقيت العالمي، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.36 دولارات، ما يعادل 10% تقريبا، لتصل إلى 37.72 دولارا للبرميل، وذلك بعد أن بلغت أعلى مستوى في الجلسة عند 37.75 دولارا للبرميل.

وربح خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.14 دولارات، أو نحو 105 أيضا، ليبلغ 34.27 دولارا للبرميل، بعد أن وصل مستوى مرتفعا في الجلسة عند 34.42 دولارا.

وأمس الاثنين نزل الخامان القياسيان 25%، لينخفضا لأدنى مستوياتهما منذ فبراير/شباط 2016، ويسجلان أكبر تراجع بالنسبة المئوية في يوم واحد منذ 17 يناير/كانون الثاني 1991، حين تراجعت أسعار النفط عند اندلاع حرب الخليج.

وجاء هذا الهبوط الكبير أمس بعد انهيار اتفاق استمر ثلاث سنوات بين السعودية وروسيا ومنتجين كبار آخرين للنفط للحد من الإمدادات؛ مما أثار حرب أسعار لزيادة الحصة السوقية.

وأججت السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- التوتر بخطط لضخ 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان القادم، وهو ما يزيد كثيرا عن مستويات الإنتاج الحالية البالغة 9.7 ملايين برميل يوميا، وذلك حسب ما قاله أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية اليوم.

الناصر قال لرويترز إن إمدادات الخام في أبريل/نيسان ستكون "بزيادة ثلاثمئة ألف برميل يوميا عن الطاقة القصوى المستدامة البالغة 12 مليون برميل يوميا".

نوفاك: روسيا قد تزيد إنتاجها بشكل سريع (رويترز)
نوفاك: روسيا قد تزيد إنتاجها بشكل سريع (رويترز)

رد روسي وآخر سعودي
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إنه لا يستبعد اتخاذ إجراءات مشتركة مع أوبك لتحقيق الاستقرار في السوق، مضيفا أن اجتماع "أوبك بلس" القادم من المخطط عقده في الفترة بين مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبلين.

كما قال الوزير الروسي لقناة روسيا 24 "أود أن أقول إن الأبواب لم تغلق"، مضيفا أن عدم توصل روسيا إلى اتفاق مع أوبك على تمديد خفض الإنتاج "لا يعني أنه لا يمكننا التعاون مستقبلا مع الدول المنضوية في أوبك وتلك التي خارجها".

وأفاد نوفاك بأن روسيا قد تزيد إنتاجها بشكل سريع كذلك، وقال "لدينا إمكانية لتحقيق نمو في الإنتاج. أعتقد أنه سيكون بإمكاننا على المدى القريب زيادة (الإنتاج) بما بين مئتين وثلاثمئة ألف برميل في اليوم، مع احتمال الوصول إلى خمسمئة ألف برميل، هذا في المستقبل القريب".

وأضاف أن روسيا تلعب دورا تنافسيا في أسواق العالم، نظرا لانخفاض تكاليف الإنتاج بالنسبة لها. 

ورفضت روسيا الموافقة على مقترح لوزراء دول أوبك بقيادة السعودية بخفض كبير في الإنتاج بمعدّل 1.5 مليون برميل في اليوم، في وقت تخشى فيه شركات النفط الروسية من خسارة حصة في السوق ومنافسة النفط الصخري الذي تنتجه الولايات المتحدة.

لكن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أكد لرويترز أنه لا يرى حاجة لعقد اجتماع "لأوبك بلس" في الفترة بين مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبلين في غياب اتفاق على الإجراءات التي يجب اتخاذها للتعامل مع أثر فيروس كورونا على الطلب والأسعار.

وقال "لا أرى مبررا لعقد اجتماعات في مايو/أيار ويونيو/حزيران من شأنها فقط إظهار فشلنا في القيام باللازم في أزمة كهذه وتبني الإجراءات الضرورية".

‪وزير الطاقة السعودي: لا أرى مبررا لعقد اجتماعات‬ (رويترز)
‪وزير الطاقة السعودي: لا أرى مبررا لعقد اجتماعات‬ (رويترز)

ثقة روسية
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الثلاثاء إنه لا يستبعد استئناف المفاوضات مع السعودية بشأن إنتاج النفط الخام، وتحقيق الاستقرار للأسواق العالمية.

وجاءت التصريحات عقب انهيار محادثات بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، التي تضم السعودية، وأوبك بلس (التي تضم روسيا) في فيينا الجمعة الماضي؛ مما أدى إلى هبوط حاد في أسعار النفط.

ورجح بيسكوف أن يستمر تقلب السوق الناجم عن انهيار أسعار النفط لفترة، لكنه أضاف أن التقلب كان متوقعا وجرى وضعه في الحسبان.

وقال إن الاقتصاد الروسي لديه احتياطات كافية وقوي بما يسمح لمواجهة عدم الاستقرار المؤقت في السوق.

في الأثناء، قال مصدران مطلعان لرويترز اليوم الثلاثاء إن وزارة الطاقة الروسية دعت لعقد اجتماع مع شركات النفط غدا الأربعاء لمناقشة التعاون المستقبلي مع أوبك من بين قضايا أخرى،" وقال أحد المصدرين "نعتزم مناقشة إذا كنا سنعود (للتعاون مع) أوبك أم لا".

المصدر : وكالات