السيسي يخلف وعده مجددا ويرفع أسعار الكهرباء.. ومغردون: ارحمونا

السيسي يبقى حتى 2030 ويوظف أبناءه بالأجهزة الأمنية للدولة
السيسي استبق ولايته الأولى بالتأكيد على عدم زيادة الأسعار أو تخفيض الدعم إلا بعد زيادة المرتبات (الجزيرة)

لم تكن هيئة الأرصاد وحدها التي تعلن عن التهاب الأجواء في مصر وارتفاع درجات الحرارة إلى نحو أربعين درجة مئوية، حيث شاركها وزير الكهرباء بإعلانه الزيادة الخامسة في أسعار الكهرباء، وهو ما أثار غضب المواطنين حيث تصدر وسم "#الكهرباء" المركز الأول في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعلن وزير الكهرباء محمد شاكر اليوم الثلاثاء عن زيادات كبيرة بأسعار الكهرباء في السنة المالية الجديدة 2019-2020 التي تبدأ أول يوليو/تموز، تصل إلى أكثر من 38% لبعض الشرائح.

وحسب تصريحات الوزير فإن الشرائح الأكثر فقرا هي الأكثر تضررا من هذه الزيادة، فمثلا الشريحة التي تستهلك أقل من خمسين كيلووات شهريا ستزيد أسعارها بنسبة 36.3%، والتي تستهلك بين 51 ومئة كيلووات ستزيد أسعارها بنسبة 33.3% في حين الشريحة التي تستهلك بين 101 ومئتي كيلووات فستتخطى أسعارها نسبة 38.3%.

أما الشريحة التي تستهلك بين 201 و350 كيلووات فتبلغ نسبة الزيادة بالنسبة لها 17% مقابل نسبة زيادة 3% فقط لمن يستهلكون ما بين 651 وألف كيلووات شهريا.

وتقول الحكومة إنها تستهدف خفض دعم الطاقة في إطار جهود لتحسين أوضاع المالية العامة. علما بأن الطبقات المتوسطة والفقيرة عانت خلال العامين الأخيرين من ارتفاع حاد بأسعار السلع والخدمات منذ تحرير سعر الصرف أواخر 2016.

وعلى مدى الأعوام القليلة الماضية، انتشرت شاحنات الجيش في أنحاء البلاد لبيع المنتجات الغذائية بأسعار رخيصة وزادت منافذ البيع التابعة للقوات المسلحة والشرطة.

وقال الوزير خلال المؤتمر إن مصر ستخفض دعم الكهرباء مرة أخرى في غضون العامين المقبلين ثم تلغيه تماما بنهاية السنة المالية 2021-2022 ليبدأ في التغير وفقا لسعر الصرف.

وشرعت مصر بإجراءات خفض دعم الطاقة (البترول والكهرباء) منذ 2014، في إطار محاولات لترشيد الاستهلاك، وخفض عجز الموازنة المتفاقم عبر تقليص الدعم. وبذلك تكون مصر رفعت أسعار شرائح استهلاك الكهرباء خمس مرات خلال خمسة أعوام اعتبارا من يونيو/حزيران 2014.

يخلف وعده
المثير أن السيسي كان قد استبق ولايته الأولى بالتأكيد على عدم رفع الأسعار أو تخفيض الدعم إلا بعد تحسين مستوى المعيشة وزيادة المرتبات، وهو ما عبر عنه بجملته الشهيرة "أغني الناس الأول".

غير أن تسريبا صوتيا للسيسي أذاعته الجزيرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 -أي قبل ترشحه للرئاسة- كشف عن قناعة الرئيس بضرورة رفع الدعم لمواجهة عجز الموازنة، وضرورة حصول المواطن على السلع بسعرها الحقيقي.

/news/arabic/2013/11/22/تسريب-للسيسي-يتحدث-عن-رفع-دعم-السلع

وضرب الرئيس مثالا بتقبل الناس لتخفيض الرواتب في ألمانيا وجنوب السودان، مشيرا إلى أنه تم تخفيض الرواتب في كلا البلدين بنحو 50% دون اعتراضات من الناس، وأن السكان هناك استطاعوا التعايش مع رفع الدعم عن السلع الأساسية.

اشتعال الغضب
ومع ما يعانيه المصريون من مشقة الصيام في ظل ارتفاع درجات الحرارة وارتفاعات متواصلة في أسعار السلع والخدمات الأساسية، جاء وزير الكهرباء ليسكب المزيد من الزيت على نار الغضب، لكن في ظل تشديد القبضة الأمنية لم يجد المصريون غير مواقع التواصل للتنفيس عن غضبهم المكتوم.

وتصدر وسم (#الكهرباء) المركز الأول في مواقع التواصل بمصر، حيث تداول المصريون المعلومات التفصيلية للزيادات الجديدة، وعبروا عن غضبهم من ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم مراعاة الحكومة لأوضاعهم المتدهورة. 

وطالب حسين أبو العلا الحكومة أن ترحم المواطنين الين يعانون من ارتفاع أسعار الوقود والخضراوات واللحوم.

وتوقع "فارس القلم" أن تكون زيادة أسعار الكهرباء مقدمة لزيادة مقبلة في الغاز والبنزين، منتقدا أولئك الذين ما زالوا يبررون قرارات الحكومة.

فيما اعتبر أحمد إبراهيم أن قرارات زيادة الأسعار المستمرة تأتي في سياق خطة محكمة لإنهاك الشعب وجعله لا يفكر إلا في لقمة عيشه وقوت يومه فقط. 

وكعادتهم في السخرية من كل شيء، مزج رواد مواقع التواصل غضبهم بالسخرية اللاذعة من القرارات، وشاركوا صورا ومقاطع ساخرة، وقارن بعضهم بين الكهرباء المستخدمة بالمنازل والكهرباء المستخدمة في التعذيب داخل المقار الأمنية.

المصدر : الجزيرة + رويترز + مواقع التواصل الاجتماعي