مصادر: قوات مدعومة من الإمارات توقف تصدير النفط بشبوة اليمنية

مراد العريفي - عرض عسكري لقوات النخبة الشبوانية-مواقع التواصل - قوات مدعومة من الإمارات توقف تصدير النفط في شبوة اليمنية
عرض عسكري لقوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات (مواقع التواصل)

الجزيرة نت-اليمن

أوقفت قوات "النخبة الشبوانية" المدعومة من الإمارات تصدير النفط من محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، بعد أن أغلقت أنبوب التصدير، للضغط على السلطات المحلية الموالية للحكومة اليمنية بتنفيذ عدد من المطالب.

وقال مصدر مسؤول في السلطة المحلية بالمحافظة للجزيرة نت، إن قوات "النخبة" التي تدين بولائها المطلق للإمارات، أغلقت صمام أنبوب ضخ النفط في مديرية الروضة، وسط المحافظة، واعتدت على مسؤولين محليين في حقل "العقلة" النفطي.

ووفق المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- فإن القوات التي يقودها العميد محمد سالم البوحر -يُصنف بأنه رجل الإمارات الأول في شبوة- منعت تدفق النفط الخام إلى ميناء النشيمة النفطي، في ساحل البحر العربي.

التهديد بالقتل
وقال المصدر إن فريقا من القطاع النفطي، يضم مدير الحقل ومسؤولي الحماية والصيانة، نزل إلى منطقة "مفرق الروضة" للتفاوض مع القوات حول إعادة فتح الصمام، غير أن قوات النخبة اعتقلت أعضاء الفريق والمرافقين لهم.

وأضاف "قوات النخبة أفرجت عن الفريق، لكن البوحر هددهم بكلمات نابية، وأمر قواته بإطلاق النار عليهم في حال عودتهم مرة أخرى لإعادة فتح الأنبوب".

ودفع الهجوم على أنبوب النفط موظفي الحقل النفطي إلى تنفيذ إضراب شامل، للضغط على قوات "النخبة الشبوانية" وإعادة فتح الأنبوب، وتقديم تعهد بعدم الاعتداء على الموظفين في الشركات والحقول النفطية بمحافظة شبوة.

من جهة، قال مصدر في حقل "العقلة" النفطي، إن إنتاج النفط لا يزال مستمرا، وإن الكمية المنتجة يتم نقلها إلى خزانات منطقة العلم بالقرب من مدينة عتق، مركز محافظة شبوة.

ومنذ استئناف إنتاج النفط في محافظة شبوة منتصف العام الماضي، يتم إنتاج النفط من الحقول النفطية ونقلها عبر الصهاريج إلى خزانات منطقة العلم، ومن هناك يتم ضخها عبر أنبوب النفط إلى ميناء النشيمة.

وعادت شركة "أو أم في" النمساوية إلى إنتاج النفط بأكثر من خمسة آلاف برميل يوميا، وباشرت تصديره عبر ميناء النشيمة النفطي.

‪محطة يمنية للغاز المُسال في محافظة شبوة (الأوروبية-أرشيف)‬ محطة يمنية للغاز المُسال في محافظة شبوة (الأوروبية-أرشيف)
‪محطة يمنية للغاز المُسال في محافظة شبوة (الأوروبية-أرشيف)‬ محطة يمنية للغاز المُسال في محافظة شبوة (الأوروبية-أرشيف)

إيعاز إماراتي
لكن المصدر قال للجزيرة نت إن توقف ضخ النفط عبر الأنبوب، قد يوقف عملية الإنتاج بعد امتلاء الخزانات.

واتهم الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات بالوقوف خلف إيقاف تصدير النفط، وقال "هذه الخطوة لا يمكن أن تكون تصرفا فرديا من البوحر، بل هي بإيعاز من الإمارات ومجلس عيدروس الزُبيدي".

وأشار إلى أن أبو ظبي هي من تحرّك قوات "النخبة الشبوانية"، التي تتحكم في الطريق الدولي الرابط بين هذه المحافظة والسعودية وطرق أنابيب النفط والغاز الممتدة بين مأرب وحضرموت وشبوة وصولا إلى بحر العرب.

وكانت الإمارات -عبر القوات الموالية لها- وضعت يدها على أهم المناطق الحيوية في اليمن، بما في ذلك حقول تصدير النفط والغاز، وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي انتشرت قوات "النخبة الشبوانية" في ميناءي "النشيمة" و"البيضاء".

كما نصب "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي موّلته الإمارات ودعمت تأسيسه منتصف 2017، معسكرا في مديرية عسيلان شمال غربي شبوة، بالقرب من شركة "جنة هنت" النفطية.

وحاول "الجزيرة نت" الحصول على تعليق من قوات النخبة، لكنه لم يتلق أي رد.

تصدير الغاز متوقف
وكانت الحكومة اليمنية حاولت إقناع شركة "توتال" الفرنسية في اجتماع بين مسؤولي الحكومة اليمنية والشركة الفرنسية، بالعودة إلى بلحاف واستئناف إنتاج الغاز الطبيعي، لكن سيطرة الإمارات على المنشأة الغازية حال دون ذلك.

وقال المصدر المسؤول في السلطة المحلية، إن الاجتماع الذي عُقد في منتصف مارس/آذار، بين الحكومة وشركة توتال انتهى دون إحراز أي تقدم، فالقوات الإماراتية لا تزال تتخذ منشأة وميناء بلحاف غرفة عمليات ومعسكرا لقواتها.

ومشروع إنتاج الغاز اليمني يعد أحد أضخم المشاريع الصناعية في اليمن، ويعمل فيه عدد من الشركات الدولية أبرزها "توتال" الفرنسية و"هنت" الأميركية، وتقدر كلفته بنحو أربعة مليارات دولار، كما تقدر طاقته الإنتاجية بنحو سبعة ملايين طن من الغاز المسال سنويا.

المصدر : الجزيرة