خلال مؤتمر يوروموني.. قطر تكشف عن إستراتيجية جديدة للتكنولوجيا المالية

قطر تشكف عن استراتيجية مالية جديدة لقطاع المصارف
قطر تكشف عن إستراتيجية مالية جديدة لقطاع المصارف (الجزيرة نت)

عماد مراد-الدوحة

أعلن محافظ مصرف قطر المركزي الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر يوروموني قطر، في نسخته الثامنة الذي انطلق الأحد بالعاصمة القطرية الدوحة، عن إستراتيجية جديدة للتكنولوجيا المالية "الفنتك".

وتهدف الإستراتيجية الجديدة، التي يتعاون مصرف قطر المركزي فيها مع المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية، إلى المساهمة في خلق بيئة تنظيمية حديثة تدعم الابتكار وتضمن استقرار القطاع المالي وتتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، وإستراتيجية التنمية في الدولة، وكذلك الخطة الإستراتيجية الثانية للقطاع المالي في قطر.

و"الفنتك" هي التكنولوجيا الجديدة التي بدأت تنتشر أخيرا، وهي اختصار لـ"الفايننشال تكنولوجي"، أي التقنية المصرفية، التي تهدف إلى تجهيز العالم لانتقال التكنولوجيا إلى التعاملات المصرفية التي من المتوقع أن تغير جذريا عمل البنوك وتسحب من تحتها البساط من خلال تحويلها للعديد من الخدمات المحتكرة من قبلها، لتكون تحت تصرف المستفيد وبأقل الأثمان.

وألقى المؤتمر -الذي يستمر يومين- نظرة شاملة على الإستراتيجيات المالية والفرص والتحديات في قطر خلال السنوات المقبلة، وذلك من خلال سلسلة من الندوات واللقاءات والمقابلات والجلسات الحوارية، وركز على مستقبل اقتصاد دولة قطر مع وضع ذلك في سياق التطورات الجيوسياسية العالمية من خلال دراسة القومية الاقتصادية والحروب التجارية ونهاية العولمة.

وتقدم "مؤتمرات يوروموني" المؤسسة العالمية المنظمة لعدد من الفعاليات في مجال الأسواق المالية والاستثمار، للشركات والحكومات فرصة للتواصل مع المؤسسات المالية، بالإضافة إلى الاتجاهات الحديثة في الأسواق المالية.

بيئة تنظيمية
في كلمته أمام المؤتمر أكد الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني أن مصرف قطر المركزي بصفته الجهة الرقابية والإشرافية على القطاع المالي، يدرك تماما أهمية التكنولوجيا المالية في تطور القطاع المصرفي والمالي في الدولة، مشددا على أن الإستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها ستخلق بيئة تنظيمية حديثة تدعم الابتكار.

ويشير محافظ مصرف قطر المركزي إلى أن القطاع المالي العالمي يشهد تطورا سريعا، مدعوما بالابتكارات والأنظمة الإلكترونية، وأن تقديم الخدمات المالية أصبح يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا، لما لها من دور كبير في تحويل القطاع المصرفي من قنواته التقليدية إلى البدائل الرقمية في الأعمال المصرفية، ويجري الإعداد حاليا لإطلاق المصارف الرقمية، أو ما يعرف بالبنوك الجديدة، التي تقدم الخدمات المصرفية عن طريق تطبيقات الهاتف الجوال وغيرها.

جانب من حضور مؤتمر يوروموني بالدوحة(الجزيرة نت)
جانب من حضور مؤتمر يوروموني بالدوحة(الجزيرة نت)

الصناعة المصرفية المستقبلية، وفقا للمسؤول القطري، تتجه أيضا نحو منعطف تاريخي جديد، حيث تتم دراسة مدى قدرة البنوك على الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة وذلك لتوظيفها في الخدمات المالية، وعلى سبيل المثال الذكاء الاصطناعي، وتقنية سلسلة الكتل "البلوكتشين"، وستمتد هذه التطورات لتشمل مجموعة واسعة من الخدمات المالية.

وأكد أن الهيئات التنظيمية والرقابية في جميع أنحاء العالم في حاجة إلى المواكبة السريعة للتحديات الجديدة وذلك من أجل تقليل الفجوات التنظيمية والحفاظ على الاستقرار المالي، في ظل التطورات التي يشهدها القطاع المالي والمصرفي حاليا، ويأتي على رأس تلك التطورات موضوع التكنولوجيا المالية، أو ما يعرف "بالفنتك".

ويوضح الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني أن تقنيات الخدمات المصرفية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والخدمات المصرفية القائمة على السحابة الإلكترونية، والقدرات الرقمية المحسنة، أصبحت عنصرا أساسيا في العمليات المصرفية، الأمر الذي يستدعي تطوير الخدمات المصرفية في المستقبل وتوجيهها نحو التخصص.

خدمات عديدة
أما الرئيس التنفيذي بالإنابة لمجموعة بنك قطر الوطني عبدالله مبارك آل خليفة فثمّن وضع القطاع المصرفي في دولة قطر، مبينا أن قطر تحظى بقطاع مصرفي زاخر بالخدمات مع مجموعة شاملة من المنتجات والخدمات المصرفية التقليدية والمتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، حيث يتمتع هذا القطاع برسملة جيدة، مع ارتفاع جودة الأصول ومعدلات الربحية، وتبلغ نسبة كفاية رأس المال 17%، وهي أعلى بكثير من متطلبات بازل 3.

ويضيف آل خليفة أن الوتيرة السريعة للابتكار والتحول الرقمي تجبر قطاع الخدمات المالية على التغير والتطور، وقد اتخذ بنك قطر الوطني في هذا الإطار خطوات لتبني التغيير ليصبح جزءا من مستقبل القطاع المصرفي العالمي حتى لو كان ذلك يتطلب إجراء تغييرات كبيرة.

ومن جانبها، قالت مديرة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لمؤتمرات يوروموني فيكتوريا بيهن -في حديث للجزيرة نت- أن هذا المؤتمر يهدف إلى رصد وشرح آخر المستجدات في الأسواق المالية العالمية من جهة، فضلا عن الخطط التي يجب وضعها في ظل التحديات الحالية.

وعددت بيهن الأهداف التي يسعى المؤتمر إلى تحقيقها والتي يأتي على رأسها جمع عدد كبير من المسؤولين الحكوميين والمؤسسات المالية والمستثمرين والشركات للتباحث حول أهم التكنولوجيات المالية الجديدة، فضلا عن إلقاء الضوء على المبادرات الجديدة التي تسعى إلى تحديث القطاع المالي.

المصدر : الجزيرة