في العراق.. دمار دون إستراتيجية للإعمار

النائب ضياء الدوري قرب احد البنايات المدمرة في تكريت
النائب العراقي ضياء الدوري يتفقد آثار الدمار في تكريت (الجزيرة)

علاء يوسف-بغداد

تتصاعد أعمدة الدخان من منزل محترق في تكريت شمالي بغداد، وتشهد الأسقف المدمرة والمنازل التي تحولت إلى ركام على ضراوة المعارك التي خاضتها القوات العراقية لاستعادة المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية.

وتكررت الحرائق ودمار البنى التحتية في مناطق أخرى من العراق، مثل جرف الصخر، والضلوعية ويثرب، وديالى وحمرين والدور والبوعجيل ومناطق حزام بغداد.

ويجتاح لون الحرائق "الأسود" المنازل المتراصة في المناطق التي أعاد الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي الشيعي السيطرة عليها بعد انتزاعها من يد تنظيم الدولة.

مليشيات
مليشيات "الحشد الشعبي" أمام مبنى الإدارة الحكومية المدمر بتكريت (الجزيرة)

مشاريع تنموية
وتغزو الحفر الناجمة عن انفجار عبوات ناسفة زرعها تنظيم الدولة على جوانب الطرق، أو آثار انفجارات قذائف مدافع الهاون وصواريخ طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ما يشكل صعوبة كبيرة في إعادة إعمار تلك المناطق.

وقال حافظ غانم نائب رئيس مجموعة البنك الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن البنك يسعى لتمويل مشاريع تنموية في المناطق التي استردها العراق من تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشار إلى أن تلك المناطق تعاني من تدهور حاد في البنية التحتية والتعليم والخدمات الصحية، وأنه سيزور العراق قريبا لإجراء محادثات بشأن سبل مساعدة الحكومة في التصدي لعجز الموازنة الناجم عن انخفاض إيرادات النفط.

المسعودي: لا توجد إستراتيجية لدى الحكومة والبرلمان لإعادة الإعمار (الجزيرة)
المسعودي: لا توجد إستراتيجية لدى الحكومة والبرلمان لإعادة الإعمار (الجزيرة)

25 مليار دولار
وقدرت لجنة الخدمات النيابية حجم الأضرار التي لحقت بالمناطق التي سيطر عليها تنظيم "الدولة" بنحو 25 مليار دولار، ولفتت إلى أن الحكومة لا تمتلك "إستراتيجية حقيقية" لإعمار البنى التحتية والمباني المتضررة.

وقال عضو لجنة الإعمار والخدمات النيابية محمد المسعودي في تصريح للجزيرة نت إن "الحكومة العراقية والبرلمان لا يملكان إستراتيجية حقيقية لإعادة إعمار المناطق المحررة بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد.

وبيّن أن "الحكومة تقوم بتحركات دبلوماسية لحث المجتمع الدولي على تقديم مساعدات مالية لإعادة إعمار المناطق المتضررة".

البنى التحتية
وأضاف المسعودي أن "رئيس الوزراء حيدر العبادي ناقش أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة دعم العراق لإعادة البنى التحتية، ومنها ما يتعلق بالمناطق المدمرة، مؤكدا حاجة العراق لمبالغ كبيرة "حسب التقديرات".

وأشار إلى أن "إعمار البنى التحتية وإعادة الخدمات قد يكلف 25 مليار دولار، وهو ما يتطلب دعما دوليا، مع مرور البلاد بأزمة مالية في الوقت الراهن".

ودعا المسعودي المجتمع الدولي إلى "الجدية في مساعدة العراق كونه يمر بظروف صعبة ويخوض معارك ضد تنظيم الدولة".

الصوري: تنظيم الدولة يستهدف مفاصل الاقتصاد العراقي (الجزيرة)
الصوري: تنظيم الدولة يستهدف مفاصل الاقتصاد العراقي (الجزيرة)

سندات قروض
وكشف وزير المالية العراقي هوشيار زيباري من واشنطن عن سعي بغداد للحصول على سندات قروض بقيمة خمسة مليارات دولار من مصارف دولية لمواجهة عجز الموازنة، ورجّح طلب معونة من صندوق النقد الدولي تصل إلى 700 مليون دولار.

وقال النائب ضياء الدوري عن اتحاد القوى العراقية في تصريح للجزيرة نت إن المناطق التي سيطر عليها (تنظيم الدولة) شهدت خرابا كبيرا في بناها التحتية، فضلا عن الممتلكات الخاصة، وطالب الحكومة بإرسال فرق فنية إلى تلك المناطق لتقدير تكلفة إعادة إعمارها.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي ماجد الصوري إن تنظيم الدولة الإسلامية يهدف إلى ضرب مفاصل الاقتصاد العراقي، والقضاء على الموارد المالية، وإن احتلاله مناطق في غربي وشمالي البلاد "ولد فيها عجزا كبيرا في القطاع الزراعي على سبيل المثال.

وأكد في حديث للجزيرة نت حاجة العراق لأموال دعم دولي من أجل إعمار المناطق المتضررة، مما سيؤثر على إعمار المحافظات التي تعاني من توقف أغلبية المشاريع الخدمية والإستراتيجية فيها بسبب الأزمة المالية.

ولم تعلن الجهات المتخصصة إحصائية رسمية عن حجم الدمار الذي حل بالمؤسسات والدوائر الحكومية من مدارس ومستشفيات ودوائر بلدية وممتلكات خاصة في البلاد حتى الآن.

المصدر : الجزيرة