إغلاق معبر نصيب السوري-الأردني يضر بمُصدري المنطقة

وجهت المعارضة السورية المسلحة ضربة قاسية للنظام السوري بسيطرتها قبل ثلاثة أسابيع على معبر نصيب الإستراتيجي، إذ يعد منفذا تجاريا لا يربط بين سوريا والأردن فقط، بل تمر عبره حركة تجارية تخدم دول المنطقة، وهو ما أضر بمصالح المصدرين في ظل استمرار إغلاق المعبر.

ويعني استمرار إغلاق معبر نصيب وقف نشاط حركة تجارية تفوق قيمتها السنوية ملياري دولار. وإلى جانب تضرر مصالح الشركات الأردنية والسورية التي استثمرت أموالها في المنطقة الحرة المشتركة المرتبطة بالمعبر، فإن المصدرين اللبنانيين طالتهم تداعيات إغلاق المعبر، إذ لم يعد بمقدورهم إرسال بضائعهم عبر الشاحنات لتعبر الأراضي السورية ثم الأردنية عبر المعبر قبل أن تواصل طريقها إلى وجهتها النهائية في دول الخليج.

ويتم عبر المعبر نقل قرابة 70% من المنتجات اللبنانية الطازجة إلى دول الخليج، وتمر عبره يوميا ثلاثمائة شاحنة، ثلثها آتية من لبنان وتتجه من سوريا إلى دول الخليج عبر الأراضي السورية رغم المعارك والقصف المتواصل. وكان حجم حركة النقل أكبر بكثير قبل اندلاع الأزمة السورية، إذ كانت تمر يوميا ألف شاحنة.

كلفة أكبر
ونتيجة للواقع الجديد، أصبح المصدرون اللبنانيون مضطرين لسلوك طرق بحرية وبرية أكثر كلفة عبر مصر للوصول إلى الأسواق الخليجية، كما أن تجارة المواد الأولية الأردنية المتجهة نحو المصانع السورية وهيئات الإغاثة الأممية داخل سوريا في خطر حاليا بعد إغلاق المعبر، وتقدر قيمة هذه التجارة بما يفوق مليار دولار سنويا.

ويقول مدير غرفة صناعة عمان نائل الحسامي إن تأثير إغلاق المعبر سيمتد إلى مختلف قطاعات الاقتصاد الأردني، وقد مارس بعض رجال الأعمال الأردني ضغوطا على حكومتهم لفتح منفذ حدودي جديد في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري للسماح باستئناف حركة التجارة.

وقال العضو البارز في اتحاد المصدرين السوريين محمد مهند الأصفر إن إغلاق معبر نصيب "كارثة بالنسبة إلينا وإلى البضائع السورية، وأيضا بالنسبة للجانب الأردني". وكانت سوريا منذ وقت طويل مجالا حيويا لعبور البضائع بين أوروبا وشبه الجزيرة العربية، كما كانت مزودا تجاريا رئيسيا لدول الخليج قبل اندلاع الحرب قبل أربع سنوات.

المصدرون السوريون
وأصبح معبر نصيب يكتسي أهمية إستراتيجية للمصدرين السوريين العاملين في مناطق سيطرة النظام السوري، إذ يقع على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وعَمان، وقد زادت أهميته بالنسبة لصادرات الملابس والمواد الغذائية من المصانع التي نقلها رجال أعمال سوريون إلى مناطق سيطرة النظام في محافظة دمشق ومنطقة الساحل.

وقد جاء إغلاق المعبر عقب سيطرة المعارضة السورية عليه في وقت حرج بالنسبة للمزارعين، إذ إن سقوط أمطار بكميات جيدة هذا الموسم أدى إلى زيادة الإنتاج في الأشهر الأخيرة في منتجات كالتفاح والحمضيات، والتي أصبحت جاهزة للتصدير الآن.

ولا تشكل طرق النقل البري الأخرى خيارا جيدا بالنسبة للتجار السوريين الموجودين في مناطق سيطرة النظام، إذ إن معبري باب الهوا وإعزاز في أقصى شمال سوريا بيد المعارضة، وأغلب الطرق المؤدية إلى العراق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، في حين يسيطر الأكراد على معبر اليعربية في محافظة الحسكة.

المصدر : الجزيرة + رويترز