عوامل نمو الاقتصاد التركي في قمة مالية بإسطنبول

حضور واسع من الخبراء والمهتمين للقمة
المشاركون استعرضوا أهم التجارب في الاستثمار والخدمات والصناديق المصرفية (الجزيرة نت)
خليل مبروك-إسطنبول

استحوذت مؤشرات أداء الاقتصاد التركي على اهتمام القمة المالية الدولية الخامسة التي انطلقت أعمالها أمس الاثنين في إسطنبول وتختتم اليوم الثلاثاء.

وتناول المشاركون أسباب حفاظ الاقتصاد التركي على مؤشرات نموه الصاعدة، رغم تدني معدلات النمو العالمية متأثرة بالأزمة الاقتصادية منذ العام 2008.

ومن ذلك أن تركيا ركزت على دفع عجلة الإنتاج، خاصة في المجالات الاقتصادية ذات الطابع الإستراتيجي كصناعات الطاقة والصلب والتعدين، دون أن تغفل الحاجة إلى حماية الاستثمارات في البورصة من المخاطر، كما أوضح رئيس بورصة إسطنبول محمد إبراهيم تورهان في كلمته أمام القمة.

وهناك عامل آخر يتعلق بالتركيز على "عصرنة" نظم التمويل كوسيلة للحفاظ على النمو الاقتصادي، وقال المدير العام لشركة إميكليليك التركية محمد بستان أن قوة الاقتصاد التركي تكمن في مواكبته للمستجدات على الخارطة الاقتصادية الدولية.

وأشار بستان في حديث للجزيرة نت إلى نجاح الاقتصاد التركي في ابتكار حلول إبداعية لا تجمد أمام التحديات، معتبرا أن العامل الأساسي في محافظة الاقتصاد التركي على نموه يكمن في انفتاحه على أفكار التجديد، وفي قدرته على توظيف آليات إبداعية لحل المشاكل الناشئة عن تقدم العجلة الاقتصادية.

وكانت معطيات رسمية قد كشفت النقاب الأسبوع الماضي عن تسجيل الاقتصاد التركي نموا بنسبة 2.1% خلال الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي ليبلغ 30.8 مليار ليرة تركية (14.5 مليار دولار)، وليصل معدل نمو الاقتصاد التركي في النصف الأول من هذا العام إلى 3.3%.

ووفقا لهيئة الإحصاء التركي فقد بلغت الزيادة بالأسعار الجارية 9.7% لتصل إلى 423.9 مليار ليرة تركية (212.2 مليار دولار).

محمد بستان: قوة الاقتصاد التركيترجع إلى مواكبته للمستجدات (الجزيرة نت)
محمد بستان: قوة الاقتصاد التركيترجع إلى مواكبته للمستجدات (الجزيرة نت)

مشاركة رفيعة
وتحظى القمة بحضور رسمي يمثله علي باباجان نائب رئيس الوزراء ووزير المالية محمد شيمشك ورئيس البنك المركزي أردم باشجي، إضافة إلى شخصيات دولية من بينها رئيسة مجلس إدارة شركة "أم.آر.أل" البريطانية كورنيليا ماير والرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار الدولي عابد الزيرة.

وقدم المتحدثون في جلسات اليوم الأول أوراق عمل ودراسات عن أهم التجارب في مجالات الاستثمار والخدمات والصناديق المصرفية، وسبل تنمية البنى التحتية للأسواق المالية، وأشكال التمويل المبتكر وغيرها من المواضيع التي تساهم في النمو الاقتصادي.

وتطرق رئيس القمة مراد يولك إلى تزامن انعقادها مع القفزة الكبيرة التي سجلها نمو الاقتصاد التركي في العقد الأخير، مشيرا إلى أن عقدها في إسطنبول يمنح تركيا المزيد من فرص الاستفادة من الخبرات والتجارب المالية العالمية.

وأكد يولك في حديث للجزيرة نت على أهمية المزج بين أفكار رؤساء البنوك والمديرين التنفيذيين وصناع القرار المالي في قارات العالم الخمس لتكوين رؤية ناضجة حول آليات الحفاظ على التقدم الاقتصادي، مشيرا إلى أن القمة جذبت خبراء التمويل والاقتصاد من الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي وغيرها من الدول.

وأوضح الخبير التركي أن القمة تناقش بشكل أساسي قضايا بالغة الجدل كسياسة المال والاستقرار الاقتصادي وتطوير البنى التحتية للاقتصاد، لكن أبرز ما تتعامل معه ابتكار الوسائل الجديدة للتمويل.

المصدر : الجزيرة