اهتمام عربي بالاقتصاد التركي في معرض الموصياد

الوفد السوداني الحاضر في الموصياد
الوفد السوداني المشارك في معرض الموصياد بمدينة إسطنبول (الجزيرة)

خليل مبروك-إسطنبول

كشف الحضور العربي اللافت في المعرض الدولي لجمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك، المعروفة اختصارا باسم موصياد، حجم اهتمام المستثمرين العرب بالتجربة الاقتصادية لجارهم الشمالي، وأظهر ثقتهم في اقتصاد تركيا الذي واصل النمو في الفترة الأخيرة رغم الأزمات الإقليمية.
 
وأرجع عدد من رجال الأعمال العرب الذين التقتهم الجزيرة نت بالمعرض حفاظ الاقتصاد التركي على حيويته إلى عوامل عدة، منها سياسة تشجيع المنافسة، وفعالية أداء القطاع الخاص، وضخامة الموارد والإمكانيات القومية، فضلا عن الامتداد التاريخي لتركيا بصفتها دولة خبيرة في عالم إدارة الأعمال.

وإلى جانب مشاركة أكثر من مائتي شركة استثمارية تركية، حرصت عشرات الشركات والمجموعات التجارية والمؤسسات الاقتصادية العربية على حضور معرض الموصياد الذي افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول أمس الأربعاء في مدينة إسطنبول.

عوامل القوة
ويشير أسامة مصطفى عبود المدير العام لشركة إكسبوتيم للخدمات المحدودة، ومقرها بالعاصمة السودانية الخرطوم، إلى أن من ميزات الاقتصاد التركي انفتاحه على الاقتصادات العالمية المختلفة، وتوسع دائرة تبادله التجاري معها.

‪جانب من معرض الموصياد‬ (الجزيرة)
‪جانب من معرض الموصياد‬ (الجزيرة)

ووفقا لعبود، الذي تعمل شركته في مجال تنظيم المعارض التجارية الدولية، فإن الاقتصاد التركي نجح في توفير الجودة العالية للمنتجات بأسعار أقل من مثيلاتها لدى الاقتصادات الأخرى، الأمر الذي منحه صفة المنافس الناجع، حتى بات من الشائع القول "اشتر بالجودة الأوروبية والأسعار التركية".

ومن وجهة نظر اقتصاديين، فقد استفاد الاقتصاد التركي من التجربة الأوروبية في العمل والتدريب وتطوير المهارات، كما استفاد من الدعم الحكومي الواسع الذي منح السلع التركية قدرة على مجاراة منافستها الأوروبية والتفوق عليها أحيانا.

بناء الشراكة
وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة صناعة عَمان محمد الصلاحات أن فرص العرب للاستفادة من التجربة التركية تكمن في بناء استثمارات مشتركة تعتمد على حصول العرب على الخبرة والمهارة من الأتراك مقابل تقديم التسهيلات لهم.

وأشار المسؤول الأردني إلى أن بلاده تمتلك الإمكانات المطلوبة لبناء شراكات اقتصادية مع تركيا، باعتبارها بوابة الدخول للدول العربية والخليجية، وتمتلك القدرة على إدخال البضائع للسوق العربية دون جمارك أو ضرائب.

كما أشار الصلاحات إلى أهمية اتفاقيات التجارة الحرة التي يمتلكها الأردن مع الاتحاد الأوروبي وكندا وأميركا، ودورها في بناء الشراكات مع تركيا، وأضاف "صادراتنا لأميركا تفوق مليار دولار سنويا، وكثير من المستثمرين من دول عدة استغلوا هذه الميزة، ويمكن للتجار الأتراك إذا أقاموا استثماراتهم بالأردن أن يستفيدوا من هذه الاتفاقيات".

‪الصلاحات: الأردن يمتلك الإمكانيات لبناء شراكات اقتصادية مع تركيا‬ (الجزيرة)
‪الصلاحات: الأردن يمتلك الإمكانيات لبناء شراكات اقتصادية مع تركيا‬ (الجزيرة)

القطاع الخاص
ومن بين المشاركين في الموصياد من رأى أن على القطاع الخاص العربي الاضطلاع بدور أكثر جدية في تنمية الاقتصاد، وعدم ترك باب المبادرة لبناء الشراكات الاقتصادية للحكومات وحدها.

ويقول عضو التجمع الاقتصادي الجزائري شاكر جمال إن مشاركة التجمع في الموصياد تهدف بالأساس إلى الاطلاع على درجة التطور التي وصلت إليها تركيا، مبينا أن العرب أخفقوا إلى اليوم في استغلال كثير من الاتفاقيات التجارية الدولية الخاصة بتبادل الاستثمارات، وفي بناء شراكات تجارية مع جيرانهم الأفارقة.

وعزا رجل الأعمال الجزائري هذا الإخفاق إلى الاتكاء على دور الحكومات وحدها، وإلى أحادية الوجهة العربية نحو أوروبا في النشاط الاقتصادي، مؤكدا أن على العرب استثمار وحدة اللغة والدين والتاريخ لبناء اقتصادات مشتركة.

الاقتصادات المجاورة
وذكر جمال أن اقتصاد تركيا يملك فرصة الاستفادة من ضعف الاقتصادات المجاورة، التي كان بمقدورها منافسة الأتراك كما هي الحال في العراق وسوريا ومصر.

وكان حجم التبادل التجاري بين الدول العربية وتركيا قد ناهز 57 مليار دولار في عام 2013، وفق ما تم إعلانه على هامش الملتقى الاقتصادي العربي التركي التاسع بإسطنبول في مايو/أيار الماضي.

المصدر : الجزيرة