تأكيد جدوى إنتاج النفط بالطاقة الشمسية

جهاز تجربة استخدام الطاقة الشمسية باحد حقول النفط بسلطنة عمان.
undefined

طارق أشقر-مسقط

في إطار البحث عن أساليب جديدة لاستخراج النفط في منطقة الخليج العربي وخاصة النوع الثقيل منه، خرج مؤتمر حقول النفط والطاقة الشمسية -الذي انطلقت فعالياته أمس بالعاصمة العمانية مسقط- بتأكيد جدوى استخدام الطاقة الشمسية في تعزيز إنتاج النفط الثقيل على المدى البعيد.

ويأتي التأكيد على هذه الجدوى رغم ارتفاع تكلفة استخدام الطاقة الشمسية في الوقت الحالي مقارنة باستخدام الغاز.

وأوضح المشاركون في المؤتمر أن الحاجة للطاقة الشمسية في عمليات استخراج النفط تأتي ضمن عمليات الاستعانة بتقنية بخار الماء الذي يتم حقنه في المكامن الجوفية العميقة للنفط الثقيل لتسهيل استخلاصه، في حين يتطلب تحضير البخار اللازم في الغالب الأعم استخدام الغاز.

‪الساجد: منطقة الخليج هي الأجدر بالاستفادة من الطاقة الشمسية لوفرتها معظم السنة‬  (الجزيرة نت)
‪الساجد: منطقة الخليج هي الأجدر بالاستفادة من الطاقة الشمسية لوفرتها معظم السنة‬  (الجزيرة نت)

وفرة الطاقة الشمسية
ويرى الخبراء أن الفرص متاحة الآن للاستفادة من المصادر الطبيعية للطاقة الشمسية بما يقود ولأول مرة بالخليج إلى الدمج بين النفط ومصادر الطاقة الشمسية، والتقليل من استهلاك الغاز داخل حقول استخراج النفط وتوجيه استخدامه في تطبيقات اقتصادية أخرى.

واعتبر المهندس بشركة "أن تي أم" الهولندية جمال الساجد أن جدوى استخدام الطاقة الشمسية في الحقول النفطية برزت مؤخرا بعد زيادة الطلب على الغاز الذي يستخدم بشكل أساسي في عمليات تعزيز إنتاج النفط في وقت زادت أسعار الغاز مما أدى لإغلاق الكثير من محطات توليد الطاقة بأوروبا وخصوصاً بألمانيا.

وأوضح الساجد في حديثه للجزيرة نت أن اللجوء إلى استخدام الطاقة الشمسية بالدول المنتجة للنفط الثقيل تفرضه ضرورة تخفيض تكلفة الإنتاج لاستخراج النفط المعزز بتقنيات أخرى إضافية كالغمر بالمياه أو الحقن بالبخار أو غيره.

وأشار إلى أن المنطقة الخليجية هي الأجدر بالاستفادة من الطاقة الشمسية في عمليات إنتاج النفط كون الله تعالى حباها بالشمس المشرقة في معظم فصول السنة، فضلا عن أنها فرصة لتوفير المزيد من فرص العمل عبر الاستثمار في هذا الجانب.

وأوضح في هذا السياق أن الاستثمار في أي مشروع للطاقة الشمسية سواء لاستخدامه في تعزيز إنتاج النفط أو في غيره يتطلب إنشاءات معدنية وإنشائية مدنية، فضلا عن أن التقنية المستخدمة من ألواح وغيرها كثيرا ما تلجأ إليها الشركات المنتجة لتصنيعها محليا لتقليل التكلفة، وبهذا تخلق فرص عمل متنوعة للمواطنين.

المفرجي: القطاع الأكثر حاجة لاستخدام الطاقة الشمسية خليجيا الآن هو قطاع تحلية المياه (الجزيرة نت)
المفرجي: القطاع الأكثر حاجة لاستخدام الطاقة الشمسية خليجيا الآن هو قطاع تحلية المياه (الجزيرة نت)

التكلفة
وفي سياق مناقشة التكلفة وجدواها، تحدث للجزيرة نت مستشار التكنولوجيا الجديدة بشركة بتروغاز العمانية سعيد المفرجي الذي اعتبر أن التوليد من الطاقة الشمسية ما زال الأغلى من الناحية العملية ولكن هذا في المرحلة الأولى من الاستثمار، غير أنه بين أنه على المدى البعيد سيكون هذا النوع من الطاقة هو الأرخص خصوصا من حيث التكلفة التشغيلية.

وبالمقارنة، أوضح أن عمليات صيانة معدات الطاقة الشمسية صديقة للبيئة ومتجددة ومجانية من مصدرها، بينما الغاز الطبيعي ناضب وتكاليف استخراجه باهظة، مما يرجح الكفة لصالح الطاقة الشمسية في بعض مناطق الإنتاج.

ونوه المفرجي إلى أن القطاع الأكثر حاجة لاستخدام الطاقة الشمسية خليجيا الآن هو قطاع تحلية المياه الذي يستهلك الكثير من الطاقة لدرجة أصبح معه سعر اللتر الواحد من المياه بمنطقة الخليج يقارب ثلاثة أضعاف سعر لتر النفط، داعيا الى الاستفادة والاستثمار في هذا الجانب.

وأكدت رئيسة قسم تطبيق التقنيات الجديدة في شركة تنمية نفط عمان الدكتورة سهام بنت تواتي ما ذهب إليه المفرجي، موضحة أنه رغم رخص الغاز حاليا فإن محاولات استخدام تكنولوجيا متقدمة لتقليل سعر تكلفة استخدام الطاقة الشمسية تأتي بدافع توفير استخدام الغاز للقطاعات الصناعية الأخرى.

وضربت مثالا على ذلك أن عُمان بها الكثير من الصناعات التي تحتاج للغاز وبالتالي يكون التقليل من استخدامه في حقول النفط مساهمة في توفيره وتوجيهه لتلك القطاعات أو للتصدير.

يشار إلى أن المؤتمر استعرض في يومه الأول تجربة سلطنة عمان في محاولة تسخين الحميم (تحضير بخار الماء) عبر جهاز يولد طاقته من الطاقة الشمسية ليستعان في محصلته النهائية في تعزيز إنتاج النفط توفيرا للغاز.

المصدر : الجزيرة