كييف تتجه لاستيراد غاز تركمانستاني

يانوكوفيتش - من مصلحة أوكرانيا التعاون مع تركمانستان في قطاع النفط والغاز - من موقع الرئاسة الأوكراني الذي لا يبيع الصور

يانوكوفيتش (يسار) اتفق مع نظيره التركمانستاني محمدوف على التعاون في قطاع النفط والغاز (الجزيرة نت)

محمد صفوان جولاق-كييف

بعد تفاقم أزمة أسعار الغاز الطبيعي الذي تستورده أوكرانيا من روسيا واتجاهها نحو طريق مسدود، بدأت كييف بالتوجه نحو تركمانستان لسد حاجتها من الغاز والنفط.

ومؤخرا أنهى الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش زيارته للعاصمة التركمانستانية عشق آباد، التقى خلالها نظيره التركمانستاني قربان قولي بيردي محمدوف، وبحث معه التعاون في قطاع النفط والغاز.

وقال يانوكوفيتش عقب المحادثات إن من مصلحة أوكرانيا التعاون الكامل مع تركمانستان في قطاع النفط والغاز، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل عما تم الاتفاق عليه بين الجانبين.

وأوضح أن بلاده ستعمل بنشاط لتنفيذ مشاريع لاستيراد الطاقة من تركمانستان، وكذلك ستتعاون مع دول مجاورة لنقل الغاز التركمانستاني عبر أراضيها إليها.

وبالمقابل قال محمدوف إن لدى الطرفين ما يلزم لتطوير التعاون إلى مستوى جديد.


undefinedهرب من روسيا
وتأتي المساعي الأوكرانية لاستيراد الطاقة من تركمانستان كحل فرضته أزمة أسعار الغاز مع روسيا، حيث ترفض موسكو الاستجابة لمطالب كييف بخفض أسعار الغاز الذي تستورد منه نحو 40 مليار متر مكعب سنويا  بسعر يصل إلى 450 دولارا عن كل ألف متر مكعب.

وتفرض روسيا شروطا لخفض تلك الأسعار ترى فيها أوكرانيا ضغطا عليها، كبيع شبكات نقل الغاز الأوكرانية نحو الاتحاد الأوروبي لروسيا، والدخول في وحدة جمركية معها ومع روسيا البيضاء وكزاخستان بدلا من الدخول في وحدة جمركية مع دول أوروبية.

وتعليقا على الموضوع بيّن رئيس مركز "صوفيا" للدراسات الاقتصادية في كييف، أندريه يرمولايف أن أوكرانيا تهرب من شبح الأسعار الروسية المرتفعة، وتحاول عاجلا إيجاد مصدر بديل في تركمانستان قبل حلول فصل الشتاء وزيادة الطلب المحلي على الغاز للتدفئة.

وأشار يرمولايف إلى أن الحل التركمانستاني إستراتيجي، لأنه سيرتبط بالأسعار العالمية التي تنخفض عن الأسعار الروسية، كما أن لدى أوكرانيا تاريخا من التعاون مع تركمانستان في مجال استيراد الغاز الذي تمتلك منه رابع أكبر احتياطي في العالم، حيث كانت مصدرا رئيسيا لها حتى العام 2003.

وعبر عن خشيته من أن تعرقل روسيا الطموح الأوكراني في تركمانستان الموالية لها، أو في الدول التي ستنقل موارد الطاقة منها إلى أوكرانيا، قائلا إن روسيا تسعى للهيمنة على سوق الغاز في أوكرانيا للضغط عليها سياسيا.

يرمولايف: أوكرانيا تهرب من شبح الأسعار الروسية المرتفعة (الجزيرة نت)
يرمولايف: أوكرانيا تهرب من شبح الأسعار الروسية المرتفعة (الجزيرة نت)

قلق أوروبي
ويرى مراقبون أن التزام الدول الأوروبية الصمت إزاء أزمة أسعار الغاز الأوكرانية الروسية يعبر عن قلقها من إمكانية أن تؤدي إلى قطع إمدادات الغاز الروسي عنها، كما حصل في نهاية العام 2008 وبداية 2009.

وقال يرمولايف إن الاتحاد الأوروبي قد يتفهم ما تعانيه أوكرانيا، ولكنه لا يستطيع دعمها في أزمتها، فهذا قد يؤدي إلى رفع الأسعار بالنسبة له أيضا.

وأشار إلى أن لدى الاتحاد توجها للارتباط مباشرة مع روسيا دون الاعتماد على شبكات النقل الأوكرانية التي تنقل لدوله نحو 112 مليار متر مكعب سنويا، كافتتاح خط "نورد ستريم" المباشر مع ألمانيا قبل أيام.

وأضاف أن لدى الاتحاد توجها لاستيراد الغاز مباشرة من تركمانستان وأذربيجان، ومشروعا لمد خط "نابوكو" لنقل الغاز من تلك الدول عبر تركيا والنمسا، وهذا قد يقلص اعتماده على روسيا بواقع الربع.

لكنه رأى أن روسيا تحاول الهيمنة على سوق الغاز في أوروبا أيضا، وقال إنها تعارض مشروع خط "نابوكو" وتعتبره تدخلا في شؤون خاصة بالدول المحيطة ببحر قزوين الذي سيمر عبره، وترى أن الدعم الأوروبي لهذا المشروع سيزيد التوتر في المنطقة.

المصدر : الجزيرة