سوريا تتوقع تراجع محصول القمح وقد تلجأ للاحتياطي

المحاصيل الزراعية في سوريا جراء موجة جفاف وخاصة تراجع إنتاج محاصيل القمح والشعير.


أثار مسؤول بوزارة الزراعة السورية إمكانية سحب الحكومة كميات قمح من احتياطيات البلاد الإستراتيجية لتلبية الاحتياجات المحلية جراء طقس يتوقع خفضه إنتاج القمح إلى أقل مستوى في تسع سنوات.

وتعتبر سوريا منتجا رئيسيا للسلع الغذائية والزراعية بمنطقة الشرق الأوسط، وهي مصدر تقليدي إلى مصر والأردن.

وتوقع مدير دائرة الإحصاء والتخطيط بوزارة الزراعة محمد حسان قطنا في مقابلة مع رويترز انخفاض إنتاج القمح الذي يبدأ موسم حصاده الشهر المقبل إلى ثلاثة ملايين طن، مقابل 4.7 ملايين في تقديرات سابقة و4.1 ملايين عام 2007.

وقال إن إنتاج البلاد من الشعير سيتراجع إلى مائتي ألف طن العام الحالي مقارنة مع 784 ألفا عام 2007 و253 ألفا عام 1999، وهو أدنى إنتاج مسجل في سوريا.

وأشار قطنا إلى الأحوال الجوية غير الملائمة التي شهدتها البلاد العام الحالي، موضحا أن أغلب الإنتاج سيكون من مساحات مروية تأثرت أيضا بنقص المطر.

كما تحدث عن مواجهة بلاده بداية هذا العام 55 يوما من الصقيع الذي أدى لتأخر زراعة القمح والشعير، ثم جاء طقس حار غير موسمي الشهر الماضي قضى على فرص الحصاد من مناطق ترويها الأمطار.

"
قطنا: المناطق التي تعتمد على الأمطار تساهم بنحو ثلث إنتاج البلاد من الحبوب وهذه الأمطار أقل من المعتاد بنحو 40% العام الحالي
"

وقال الرجل إن المناطق التي تعتمد على الأمطار تساهم بنحو ثلث إنتاج البلاد من الحبوب، وهذه الأمطار أقل من المعتاد بنحو 40% العام الحالي الأمر الذي تسبب في تراجع إنتاجية المناطق المروية بنسبة 20%.

وذكر أن ما يتوقع أن تنتجه البلاد من القمح العام الحالي يقل عن إنتاج 1999 البالغ 2.5 مليون طن "وسيكون كافيا" لتغطية الطلب على الخبز دون غيره من المنتجات الغذائية.

وأكد المسؤول الزراعي أن أمن القمح وهو ركن أساسي في السياسات الإستراتيجية "سيظل قائما" نظرا لوجود احتياطي هائل تشكل خلال سنوات، لم يحدده.

كما اعتبر أن التحدي الرئيسي الذي تواجهه الحكومة هو وضع خطة لتطوير التقانة وزيادة الإنتاجية مع موارد مائية شحيحة.

ورغم عدم كشف الحكومة عن حجم الاحتياطي الإستراتيجي، يرى مسؤولون زراعيون بالمنطقة أن هذا الاحتياطي هائل ومن شأنه تلبية احتياجات سوريا لسنوات.

يُشار إلى أن سكان سوريا يبلغون 18 مليون نسمة ويتزايدون بمعدل 2.45% سنويا، وتحتاج البلاد أكثر من أربعة ملايين طن قمح سنويا للاستهلاك المحلي، وقد ألغت الحكومة عقود تصدير عام 2007.

وكان الرئيس بشار الأسد قد أمر شركة تسويق القمح المملوكة للدولة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بتزويد الأردن ومصر واليمن بكميات قمح تبلغ بشكل إجمالي 276 ألف طن من الاحتياطي الإستراتيجي.

المصدر : رويترز