الفائز بجائزة كتارا للرواية العربية عز الدين جلاوجي: "عناق الأفاعي" دعوة للمحبة ونبذ الخلاف بين البشر

جائزة كتارا للرواية العربية
الجائزة أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في بداية عام 2014 (الجزيرة)

لمع نجم عز الدين جلاوجي، الأستاذ المحاضر بجامعة محمد البشير الإبراهيمي بمدينة برج بوعريريج الجزائرية مؤخرا بعد الإعلان عن فوزه بجائزة كتارا للرواية العربية عن روايته "عناق الأفاعي" فى الدورة الثامنة للجائزة، التي أعلن عن نتائجها من مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالعاصمة الفرنسية باريس، لأول مرة في تاريخ جوائز الرواية العربية.

وقد جاء الإعلان عن الجائزة على هامش احتفال المنظمة الأممية بإطلاق الأسبوع العالمي للرواية خلال الفترة من 13 إلى 20 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام بمبادرة من مؤسسة الحي الثقافي (كتارا) في قطر.

وذهبت الجائزة في فئة الرواية العربية المنشورة لجانب جلاوجي، إلى التونسية نبيهة العيسي عن رواية "أحلام متقاطعة"، والعمانية بشرى خلفان عن رواية "دلشاد.. سيرة الجوع والشبع".

وفي فئة الرواية القطرية فاز أحمد عبد الملك عن رواية "دخان.. مذكرات دبلوماسي سابق"، الصادرة عن دار "بلاتنيوم بوك للنشر والتوزيع".

وفي فئة روايات الفتيان ذهبت الجائزة إلى كل من عبد اللطيف النيلة من المغرب عن رواية "الرحلة العجيبة إلى الحمراء"، وعماد دبوسي من تونس عن رواية "المدن المخفية"، ومحمد عاشور هاشم من مصر عن رواية "حروب صغيرة".

وفي فئة الروايات العربية غير المنشورة، فاز كل من عبد القادر مضوي من السودان عن "بحر وحنين"، وملك اليمامة القاري من سوريا عن "أرامل السكر"، والسوري أيضا نور الدين الهاشمي عن "البرج".

أما فئة البحث والدراسات النقدية ففاز فيها 3 مغاربة هم سعيد يقطين عن دراسة "السرديات التطبيقية.. قراءات في سردية الرواية العربية"، وسعيد الفلاق عن دراسة "السرديات من النظرية البنيوية إلى المقاربة الثقافية"، وعبد المجيد نوسي عن دراسة "النص المركب: دراسة في أنساق النص الروائي العربي المعاصر".

جلاوجي: روايتي معنية بالإنسان

وقال الأديب عز الدين جلاوجي فى تصريح للجزيرة نت إن هذه الجائزة تعد غاية في الأهمية، حيث تأتي في مرحلة مفصلية من تاريخه الأدبي الذي يشمل أكثر من 50 مؤلفا فى مجالات روائية وأدبية مختلفة، موجها الشكر إلى مؤسسة الحي الثقافي (كتارا) على دعمها وتبنيها لهذه الجائزة.

عزالدين جلاوجي
عز الدين جلاوجي: رواية "عناق الأفاعي" استغرقت نحو 4 أشهر حتى ترى النور (الجزيرة)

وأشاد جلاوجي بدور دولة قطر في دعم الثقافة العربية وريادتها في هذا المجال، حيث باتت هذه الجائزة تنافس الجوائز العالمية.

وأشار إلى أن رواية "عناق الأفاعي" استغرقت نحو 4 أشهر حتى ترى النور، موضحا أن الهدف الرئيسي الذي تركز عليه هو الإنسان بحد ذاته، فى ظل تأجج العالم بالحروب والصراعات.

دعوة للمحبة

وأوضح أن روايته هي دعوة للمحبة بين كل أبناء البشر، مبيّنا أنه انطلق من مرحلة تاريخية معينة في التاريخ الجزائري للانفتاح على عوالم مختلفة كالأسطورة والعجائبية والذاكرة والموروث، مع التركيز على البعد الإنساني الذي يتميز به الفرد، وأن يعود الإنسان بعيدا عن الصراع.

وأوضح أن الفوز فتح له باب الاهتمام بالمشاركة مرة أخرى في هذه الجائزة، معتبرا أن القيمة المعنوية أكبر بكثير من القيمة المادية للجائزة، معربا عن أمله أن تتحول أعماله إلى شاشة السينما فى القريب العاجل.

غلاف رواية عناق الأفاعي
رواية "عناق الأفاعي" تدور حول بداية المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي (مواقع التواصل)

أسبوع الرواية يستدعي "نوبل" نجيب محفوظ

من جهته قال خالد السيد المشرف العام على الجائزة إن اختيار هذا التاريخ لإعلان الفوز بجائزة كتارا للرواية العربية، يعود لتزامنه مع ذكرى فوز الروائي العربي المصري نجيب محفوظ بجائزة نوبل (24 أكتوبر/تشرين الأول).

خالد السيد (الجزيرة)
خالد السيد: رواية "عناق الأفاعي" للروائي الجزائري عز الدين جلاوجي تناولت أهمية الحفاظ على الهوية (الجزيرة)

وأضاف السيد في تصريح للجزيرة نت أنه تم اختيار هذا التاريخ بعناية من قبل كتارا، والتي تقدمت به في 2016 للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليكسو)، ومن خلال توقيع كثير من المثقفين والأدباء والروائيين، والتقدم بطلب رسمي للمدير العام للأليكسو، ومن ثمّ رُفع الطلب إلى "اليونسكو" وتم إقراره، مشيرا إلى أن اختيار هذا الأسبوع أسبوعا للرواية في العالم هو إنجاز عربي كبير يُحسب للجميع.

وقال السيد إن جائزة كتارا شملت 13 فائزا، 3 فائزين من كل فئة من الفئات وجائزة للرواية العربية، كما كان هناك تنوع في الموضوعات، مضيفا أن الرواية الفائزة كانت ذات قيمة عالية وحظيت بتقدير كبير، ومن المتوقع أن تتُرجم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وأن يتم تدشين الترجمة إلى هاتين اللغتين في الدورة المقبلة من الجائزة.

وأوضح السيد أن رواية "عناق الأفاعي" تناولت الأمير عبد القادر الجزائري، الشاعر والفيلسوف، وأهمية الحفاظ على الهوية، ونقلت القارئ إلى فترة زمنية مهمة في التاريخ العربي بشكل عام والجزائري بشكل خاص.

يذكر أن جائزة كتارا للرواية العربية، وفق موقعها الرسمي، هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في بداية عام 2014، حيث تقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة تم تعيينها لهذا الغرض، وتهدف إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربيا وعالميا.

كما تهدف الجائزة إلى تشجيع وتقدير الروائيين العرب للمضي قدما نحو آفاق أرحب للإبداع والتميز، مما سيؤدي إلى رفع مستوى الاهتمام والإقبال على قراءة الرواية العربية وزيادة الوعي الثقافي والمعرفي.

وتبلغ قيمة كل جائزة من جوائز كتارا الثقافية في الفئات المختلفة 30 ألف دولار أميركي، إضافة إلى ترجمة الروايات الفائزة إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، وفي فئة الروايات غير المنشورة تبلغ قيمة كل جائزة 30 ألف دولار. وستتم طباعة الأعمال الفائزة وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية.

وكذلك في فئة الدراسات التي تعنى بالبحث والنقد الروائي تبلغ قيمة كل جائزة 30 ألف دولار أميركي، كما تتولى لجنة الجائزة طبع الدراسات ونشرها وتسويقها.

المصدر : الجزيرة + وكالات