شاعر أفغاني يفوز بجائزة الشاعر الإيراني أحمد شاملو الشعرية

مجيب مهرداد يلقي الشعر أمام تجمع الأفغان الذين وصلوا إلى البانيا كلاجئين.
مجيب مهرداد يلقي الشعر أمام تجمع من لاجئين أفغان وصلوا إلى ألبانيا (الجزيرة)

فازت المجموعة الشعرية "حارة دولفين" للشاعر الأفغاني مجيب مهرداد بجائزة الشاعر الإيراني أحمد شاملو الشعرية في دورتها السابعة بالعاصمة الإيرانية طهران.

"حارة الدولفين" هي المجموعة الشعرية الخامسة لمجيب مهرداد التي طبعت في إيران. ويركز محتوى هذه المجموعة الشعرية بشكل أكبر على قضايا ومشاكل المجتمع الأفغاني وتعبر عن آلام ملايين الأشخاص الذين عاشوا تحت نيران الحرب والعنف لسنوات عديدة في أفغانستان.

واختارت لجنة التحكيم "حارة دولفين" لهذا العام من بين 12 مجموعة شعرية تستحق الجائزة، وتقول لجنة التحكيم إن فوز الشاعر الأفغاني جاء بسبب "وجود صور لا تنسى وأحيانا آسرة، وإيقاع شعري مقبول، ونبرة حديثة، وروح الدعابة اللطيفة، إضافة إلى القوة الشعرية".

غلاف كوجيه دلفين ها - مجموعة شعرية للشاعر الأفغاني مجيب.
المجموعة الشعرية "كوجه دلفين ها" (حارة دولفين) للشاعر الأفغاني مجيب مهرداد (الجزيرة)

أديب مهاجر

يقول السفير الأفغاني في إيران عبد الغفور ليوال للجزيرة نت "هذه أهم جائزة إيرانية في مجال الشعر المعاصر، ومعاييرها الابتكار والديناميكية من حيث الشكل والمضمون في الشعر المعاصر، وبناء على هذه المعايير يتم ترشيح الجائزة من قبل لجنة التحكيم بعد تقييم دقيق، وحارة دلفين لشاعرنا الأفغاني تستحق هذه الجائزة بجدارة".

ويرى عدد من الشعراء والكتاب أن المواهب الشعرية الأفغانية وقعت ضحية الظروف الجغرافية والتاريخية، ومنح جوائز وتشجيع الشعراء الأفغان يؤدي إلى التقارب بين الثقافة والأدب الإيراني والأفغاني.

يقول مجيب مهرداد للجزيرة نت "إن المجتمع الإيراني لا يعرف الكثير عن أفغانستان وآمل أن نتمكن على الأقل من جعل الشعب الإيراني على دراية أفضل بشعبنا وبلدنا، وهذا سيساعد في تقريب الناس وإزالة الصور النمطية التي تم إنشاؤها من قبل السياسيين".

في المقابل يقول الكاتب والمحلل السياسي الأفغاني حكمت جليل للجزيرة نت "إن إيران وسفاراتها في كابل نشطة بنشر الثقافة الإيرانية في أفغانستان، وإن منح جائزة أحمد شاملو الشعرية للشاعر الأفغاني مجيب مهرداد محاولة أخرى في هذا المجال وتحاول الاستثمار بين الشباب بمجال الثقافة والأدب، وإن الأموال التي تنفقها إيران على الأمور الثقافية في أفغانستان تُنفق في الغالب لأغراض غير ثقافية".

ومجيب مهرداد هو شاعر أفغاني شاب ترأس تحرير جريدة "حشت صبح" وترك بلاده بعد دخول حركة طالبان كابل ويقيم حاليا في ألبانيا.

مجيب مهرداد يشارك في الندوة الأدبية في الباينا.
مجيب مهرداد يشارك في ندوة أدبية في ألبانيا (الجزيرة)

جائزة أحمد شاملو الشعرية

جائزة أحمد شاملو الشعرية هي مسابقة أدبية سنوية مخصصة لكتب الشعر الحديث المنشورة بالفارسية في إيران، وأُنشئت في عام 2015، وتختار أفضل مجموعة شعرية وترجمات من اللغات الأجنبية إلى الفارسية.

ويشترط للاشتراك في المسابقة أن تكون القصائد بمجال الشعر الحر والحديث وألا تحتوي الكتب على قصائد لشعراء آخرين وأن يكون الكتاب طبع في إيران وقبل السنة الجارية.

وتشمل الجائزة درع التكريم وجائزة نقدية تمنح للفائز خلال حفل عيد ميلاد الشاعر الإيراني أحمد شاملو في 12 ديسمبر/كانون الأول العام الماضي.

وولد الشاعر والباحث في التراث والمترجم الشهير أحمد شاملو عام 1925 في العاصمة الإيرانية طهران، وقد ترك الدراسة في السنة الأولى للثانوية واشتهر شاعرا في الأوساط الأدبية منذ سن الـ17، وتربع بعدها لمدة 5 عقود على عرش الشعر الإيراني، وأصبح مرجعا للثقافة والأدب الإيراني.

وفي السنوات الأخيرة، أنشأت إيران العديد من المكتبات والمراكز التعليمية ومدارس الدراسات الدينية في مدن مختلفة بأفغانستان لنشر الثقافة الإيرانية. ويعتقد الأفغان أن إيران تستخدم ما يسمى بمساعدتها الثقافية لتوسيع نفوذها السياسي في أفغانستان.

وأنفقت جارة أفغانستان أموالا طائلة لبناء المكتبات في معظم الجامعات الأفغانية التي تحتوي على مكتبات كبيرة تخصص أحيانا جناحا للكتب الإيرانية مثل مكتبة جامعة كابل.

المصدر : الجزيرة