أماكن غريبة لجأ إليها أشهر الأدباء بحثا عن الإلهام

A general view of room 411, Agatha Christie room, at the Pera Palace in Istanbul September 3, 2010. The Pera Palace, once Istanbul's grandest hotel that hosted Alfred Hitchcock and Winston Churchill before it slumped into disrepair decades ago, re-opened this week after a lavish, 2-1/2 year renovation. The rebirth of the 118-year-old landmark echoes the new economic life of Turkey's biggest city. To match Reuters Life! TURKEY-HOTEL/ REUTERS/Murad Sezer (TURKEY - Tags: SOCIETY TRAVEL BUSINESS)
أجاثا كريستي كانت غالبا ما تختار الغرفة رقم 411 في فندق بيرا بالاس بمدينة إسطنبول التركية (رويترز)

أحيانا يكون مكان الإلهام الذي يتوجه إليه الكاتب مقهى محليا قديما مليئا بالغبار بعيدا كل البعد عما نتصوره في مخيلتنا.

وبما أن الإبداع الأدبي والإلهام لا يتلاءمان مع الروتين فإن كثيرين من أشهر الكتاب في العالم سعوا لإيجاد ركن يأوون إليه بعيدا عن إزعاج الأعمال المنزلية وضجيج الأطفال، للحصول على فرصة للتركيز والاستغراق في التفكير بحثا عن الإلهام.

غرفة خشبية
في كوخ خشبي صغير ذي شكل ثماني الأضلاع يقع وسط الحرم الجامعي بمعهد إلميرا في نيويورك كان ميلاد بعض أعظم أعمال الكاتب الأميركي الساخر مارك توين الذي ولد باسم "صمويل كليمنس".

ومن بين أعمال مارك توين هناك "مغامرات توم سوير"، و"مغامرات هاكلبيري فين"، ولسنوات كان توين وزوجته أوليفيا يقضيان الصيف في إلميرا في ذلك المكان الذي يعود في الأصل لأقاربهم.

أنشئ هذا الكوخ المفضل لدى مارك توين بطلب من أخت زوجته التي أرادت منحه مكانا هادئا يكتب فيه بعيدا عن ضجيج الحياة العائلية، والآن بعد مرور أكثر من 100 عام تم تغيير مكان هذا الكوخ، لكنه لا يزال يحمل نفس المواصفات وفيه نفس المدفأة وطاولة الكتابة التي كان ذلك الكاتب والناقد الشهير يكتب فوقها أعماله.

مكتبة لورانس كلارك باول
كتب راي برادبري روايته الأكثر شهرة "451 درجة فهرنهايت" في بداية خمسينيات القرن الماضي بمكتبة لورانس كلارك باول في جامعة كاليفورنيا، وكان هذا الأديب يبحث عن مكان هادئ للكتابة، وقد وجد صعوبة في هذا الأمر لأنه كان أبا لطفلين.

وقد كتب برادبري في رسالة وجهها إلى مكتبة أركنساس يقول "كنت أجوب أنحاء جامعة كاليفورنيا وسمعت ضجيج أشخاص يكتبون على آلة الطباعة في قبو المكتبة، واكتشفت أن هنالك بيتا للطباعة حيث يمكنك استئجار آلة كاتبة مقابل 10 سنتات لكل نصف ساعة، فذهبت إلى ذلك المكان برفقة مجموعة من الطلبة وحقيبة مليئة بالقطع النقدية".

‪فندق بيرا بالاس في مدينة إسطنبول كان قبلة لعدد من مشاهير الفن والثقافة بالعالم‬ (رويترز)
‪فندق بيرا بالاس في مدينة إسطنبول كان قبلة لعدد من مشاهير الفن والثقافة بالعالم‬ (رويترز)

وبعد 9 أيام أنهى برادبري كتابة قصته الخيالية المسماة "فايرمان"، ولاحقا عاد الكاتب إلى قبو المكتبة لمواصلة التفكير في أحداث قصة رجل الإطفاء التي تطورت لتصبح في 1953 رواية "451 درجة فهرنهايت".

"كوخ الكاتب" في إنجلترا
بعد زيارة حظيرة الكاتب ديلان توماس المطلة على نهر لافاران في ويلز قرر الكاتب روالد داهل أن يكون له هو أيضا كوخ خاص به للكتابة، فاستأجر الصديق والحرفي المحلي والي ساندرز الذي ساعده على بناء كوخ من قوالب الطوب في حديقة منزل الغجر ببلدة غرايت ميسندن الإنجليزية.

وفي كل صباح كان دال يأخذ معه كمية من القهوة إلى الكوخ ويجلس على الكرسي القديم الذي حصل عليه من والدته، ويعد ستة أقلام رصاص، ويسكب لنفسه كوبا من القهوة ويجلس هناك ما لا يقل عن ساعتين قبل أخذ استراحة.

يشار إلى أن بعض أفضل كتب الأطفال التي ألفها داهل، مثل ماتيلدا، تشارلي ومصنع الشوكولاتة كتبت في ذلك الكوخ الدافئ، وقال عن هذا المكان "عندما أكون هنا أرى فقط الورقة التي أكتب عليها".

منزل الفيل
على إثر تأخير أربع ساعات في وصول قطار مكتظ لمعت فكرة في مخيلة ج. ك. رولينغ مؤلفة سلسلة كتب هاري بوتر، إلا أن ذلك شخصية الطفل الساحر والمحبوب بطل السلسلة تبلورت في منزل الفيل بمدينة إدنبرة عاصمة أسكتلندا، وهو مقهى غريب ومدهون باللون الأحمر يقع في مكان غير بعيد من الشارع الرئيسي بالمدينة قرب جسر جورج الرابع.

فندق بيرا بالاس
كثيرون من مشاهير الأدب نزلوا في فندق بيرا بالاس الموجود في إسطنبول، لكن أجاثا كريستي -التي كانت غالبا ما تختار الغرفة رقم 411- كانت أبرز هؤلاء، وتذكر الأسطورة أنها ألفت روايتها الأكثر مبيعا "جريمة في قطار الشرق" في نفس هذه الغرفة.

‪الكاتب الفرنسي فيكتو هيغو ألف
‪الكاتب الفرنسي فيكتو هيغو ألف "البؤساء" خلال فترة المنفى حيث كان يعيش في منزل هوتفيل‬ (رويترز)

غرفة في الجبال
فضل كثيرون من الأدباء مغادرة منازلهم لإعداد أعمالهم، وقد كتبت إيديث وارتون أول رواية لها "نزيل الفرح" في غرفة نوم مريحة بإقامة عائلية مكونة من 42 غرفة ببلدة لينوكس في ولاية ماساتشوستس الأميركية.

وبحسب صديقها جيلارد لابسلي، فإن المكتب الذي كانت تعمل عليه كان مليئا بالأوراق وعلب الحبر والصحف والمراسلات.

وبعد نجاح كتابها في 1905 اكتسبت وارتون الثقة اللازمة لتأخذ هذه المهنة على محمل الجد رغم أن هوايتها هذه كانت تواجه معارضة في ذلك الوقت بالنظر إلى أصولها ومنزلتها الاجتماعية، حيث إن النساء مثلها يفضلن تأسيس عائلة وعدم ممارسة أي مهنة، إلا أن إصرارها مكنها في النهاية من النجاح، حيث أصبحت أول امرأة تفوز بجائزة بوليتزر في 1921.

فينكا فيجيا
المنزل المسمى "فينكا فيجيا" الموجود في العاصمة الكوبية هافانا كان ملكا للأديب إرنست همنغواي، وقد بات قبلة للسياح في كوبا، وتم تحويل هذا المنزل إلى متحف بما أن همنغواي كان يحلم فيه وكتب فيه روايات، مثل "لمن تقرع الأجراس؟" و"الشيخ والبحر".

فندق البلازا
قبل أن تصبح كاتبة كانت كاي تومسون تعمل مغنية وراقصة، وقد ذاع صيتها في ملهى الغرفة الفارسية بفندق البلازا في نيويورك خلال خمسينيات القرن الماضي.

وفي إحدى الأمسيات بعد نهاية عرضها التقت كاي بالفنانة هيلاري نايت التي أعجبت بالمخيلة الواسعة التي تميزت بها كاي، حيث كانت دائما تتحدث عن صديقة خيالية رافقتها منذ طفولتها اسمها إيلوز، وقد صدر أول كتاب لكاي تومسون ضمن سلسلة إيلوز الشهيرة في العام 1955 وكان مصحوبا بالصور.

منزل هوتفيل
الكثير من شخصيات رواية "البؤساء" للأديب الفرنسي فيكتور هوغو كانت عبارة عن متسولين، ولكن المكان الذي ألف فيه هوغو هذه الرواية كان بعيدا كل البعد عن الفقر والخصاصة، إذ إنه كان منفيا من فرنسا بعد الانقلاب الذي نفذه نابليون الثالث، كما تم طرده أيضا من بلجيكا وجزيرة جيرسي في بداية 1850، فانتقل للعيش بمنزله المكون من 5 طوابق في جزيرة غيرنزي الواقعة في القنال الإنجليزي، وفي هذا المنزل كان فيكتور هوغو يجد الإلهام، وفيه كتب رواية "الرجل الذي يضحك".

المصدر : الصحافة الروسية