كيف صُنع معجم الدوحة التاريخي؟.. سيمنار المركز العربي يجيب

ندوة بمركز العربي للأبحاث عن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية
محمد الخطيب: معجم الدوحة التاريخي للغة العربية فريد في إصداره وشواهده ومعانيه وتأريخه لكل لفظ (الجزيرة)

عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات اليوم الأربعاء في الدوحة حلقة جديدة من السيمنار الأسبوعي، قدّم خلالها الخبير اللغوي بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية محمد الخطيب محاضرة بعنوان "كيف صُنع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية؟ من معضلة النص إلى دقة البناء".

وتعمّد الخطيب في محاضرته ألا يكون حديثه عن المعجم، بل في المعجم؛ إذ أوضح أنّ هذا المُنتج كان ثمرة عمل ثلّةٍ من المعجميين المرابطين من علماء العربية، الذين استلموا مسؤولية بناء معجم تاريخيّ يتحرّى انتقاء الألفاظ وفق الضوابط المعجمية التي نُصّ عليها في الدليل المعياري.

كما أبرز الخبير اللغوي بعض الصعوبات التي كانت معضلة النص العربي، وما فيه من الامتداد وتعدد المصادر، مشيرا إلى أن المصادر غير المخدومة تمثّل 90% من تراث الأمة الذي لم يُحقّق، بينما تحتوي المصادر التي حُقّقت العديد من الأخطاء، أو فيها إغفال متعمّد لما هو مُشكل.

undefined

وأكد الخطيب أن ما تُرك من جذاذات لم تُنشر في المعجم، تخدم اللغة العربية بدقّة التحقيق، وتصويب ما حدث من تحريف، وأسهمت في فرز المعاني والألفاظ بما يُحقق الدقّة المثلى للمعجم.

وردّ الباحث على من عابَ تعدّد المستويات في بناء المعجم في مرحلته الأولى، بأنّ الغرض من ذلك كان تحصين اللفظ والمعجم كي لا يفرّ منه شيء، أو يدخل إلى المعجم ما ليس فيه.

وأوضح أن سبب الفترة الزمنية التي احتاجها المعجم هو هذا البحث والتنقيب؛ على اعتبار أنّ البحث عن كلمة لم تُشرَح يأخذ مدّة من الزمن، يلزم بعدها معرفة المعنى، ممّا قد يضطرّ الباحث للتخلّي عن الجذاذة لأنّ المعنى مسبوق، لهذا ما كان للقائمين على المعجم أن ينقلوا كلمة دون فقه معناها بدقّة.

وختم الخطيب بذكر الضوابط التي وُضِعَت في منهجٍ صارمٍ يعتمد على "المدونة التي حاولت -قدر استطاعتها- لملمة شتات تلك النصوص وترميزها ووضعها في سياقات مؤرخة بتواريخ وَفَيَات أصحابها"، وعرض آلية صياغة الجذاذة والمراحل التي تمرّ عبرها الكلمة.

وأشار إلى دور المنصة الحاسوبية في تسهيل العمل على مئات العاملين في المعجم، وإتاحته لهم في أوقات مختلفة وبلدان متعددة. وأكد أن هذا المعجم هو الأول في التاريخ، إذ اعتمد في بنائه على الحاسوب من نواته الأولى وحتى اليوم، وأنه مُنجزٌ فريد في إصداره وشواهده ومعانيه وتأريخه لكل لفظ، وبدأ يُمثّلٌ إلهاما للعلماء والمؤسسات العلمية في تجاربهم وإنجازاتهم العامة والخاصة.

المصدر : الجزيرة