رواق كتارا.. مبادرة لتعزيز ثقافة تبادل الكتب المستعملة

مبادرة رواق كتارا للكتب المستعملة تشهد اقبالا كبيرا من الجمهور
مبادرة رواق كتارا للكتب المستعملة تشهد إقبالا كبيرا من الجمهور (الجزيرة نت)
عماد مراد-الدوحة
أن تكون محبا للقراءة فلا مشكلة حتى إن لم تستطع شراء الكتب، فمع مبادرة رواق للكتب المستعملة في الحي الثقافي "كتارا" بالعاصمة القطرية الدوحة يستطيع الجمهور تبادل الكتب مجانا من خلال خزائن منتشرة في الحي.
تقوم فكرة الرواق على استقبال الكتب المستعملة ممن يرغبون في المشاركة بهذه المبادرة، ثم وضعها في خزائن مخصصة لإتاحتها أمام الجمهور وتمكينه من اقتنائها مجانا وفق عملية تدوير للكتب وتبادلها.
وتأتي المبادرة انطلاقا من المسؤوليات الثقافية والاجتماعية لكتارا تجاه مختلف الفئات في المجتمع من محبي القراءة.
المبادرة حظيت بإعجاب العديد من رواد الحي الثقافي منذ إطلاقها، إذ استطاعت هذه المكتبات التي تتوزع في مختلف أروقة كتارا وفي زوايا مرافقه وبين جنباته وممراته أن تجذب الرواد والزائرين من المهتمين بالمطالعة والقراءة وحب المعرفة.
المسرح الروماني في كتارا يعتبر من أبرز المعالم الثقافية في الدوحة (رويترز)
المسرح الروماني في كتارا يعتبر من أبرز المعالم الثقافية في الدوحة (رويترز)

الهوية القطرية

وتتميز تلك المكتبات أو الخزائن بتصميمها البسيط وسهولة الوصول إليها واستخدامها بلونها العنابي الذي يعكس الثقافة والهوية القطرية، كما أن أسقفها صممت على شكل الخيمة القطرية التقليدية مع لافتات تخبر الجمهور بأن ما فيها من كتب مقدم بشكل مجاني.
تلك الخزائن المنتشرة في ربوع كتارا أصبحت وجهة لنوعين من الناس، الأول الذي يرغب في الاطلاع على ما تحتويه تلك الخزائن من كتب يحتاج إليها، والثاني الراغب في التبرع بالكتب المتاحة لديه التي انتهى من قراءتها ليضعها في تلك الخزائن فيستفيد غيره منها.
الكتب المعروضة تختلف يوميا وسط إقبال كبير من الزوار على السحب والإيداع في تلك الخزائن لكنها في أغلبها تركز على الروايات والكتب التاريخية بلغات عدة -منها العربية والإنجليزية والأردو- لتلبي رغبات كافة الزوار من الجنسيات والأعراق المختلفة.
وقد أنشأ الحي الثقافي "كتارا" سبع خزائن تتسع الواحدة منها لأكثر من مئة كتاب لتجميع وتوزيع الكتب في أروقتها المختلفة، كما أن بمتناول الزائرين أن يختاروا أي كتاب من الأكشاك بمنتهى الحرية والسلاسة.

يعاني بعض الناس من ضيق المساحة في منازلهم التي لا تستوعب الكم الذي يملكونه من الكتب فيضطرون أحيانا للتخلص منها برميها بلا فائدة لكن هذا المشروع يوفر مساحات لهذه الكتب المستعملة

استثمار الكتب

ويعاني بعض الناس من ضيق المساحة في منازلهم التي لا تستوعب الكم الذي يملكونه من الكتب فيضطرون أحيانا للتخلص منها برميها بلا فائدة لكن هذا المشروع يوفر مساحات لهذه الكتب المستعملة ليستطيع البعض استثمار كتبه بطريقة فعالة ومثمرة للمجتمع ككل.
وكشف مدير مشروع الحي الثقافي لرواق للكتب المستعملة خالد السيد في حديث للجزيرة نت أن آخر إحصائية عن تداول الكتب في الرواق خلال الفترة من أغسطس/آب الماضي وحتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2018 وصلت إلى أربعين ألف كتاب تم تداولها من قبل زوار كتارا، ما يؤكد فاعلية ونجاح هذه المبادرة المهمة.
وأضاف السيد أن المبادرة تهدف إلى تشجيع القراءة ونشرها وجعلها عادة يومية لمختلف فئات المجتمع، ودعا الجميع للمشاركة في هذا المشروع.
وأوضح السيد أن الحي الثقافي "كتارا" يعتزم افتتاح كشك لاستلام الكتب في مواقف السيارات الخارجية، ليتمكن المتبرعون من تسليم كتبهم من دون الحاجة للنزول من سياراتهم، ليصنفها فريق مختص ثم يوزعها على الأكشاك الخاصة بذلك، بالإضافة إلى خدمة استلام الكتب من مصدرها في حال كان عددها كبيرا ويتعذر على مالكها حملها إلى موقع المشروع فيقوم الفريق المختص بالوصول إليه واستلامها.
المصدر : الجزيرة