عبر طريقي الحرير والبرتغال.. "الشاي" وتنويعاته ولغاته حول العالم

Omran Abdullah - تنطق المناطق الممتدة على طريق الحرير "تشا" بينما هو "تي" في مناطق انتشار التجار البرتغاليين، بكسهير - عبر طريقي الحرير والبرتغال.. مساري "الشاي" وتنويعاتهما حول العالم ولغاته

تناول الكاتب الأميركي كولن مارشال في المقال الذي نشره موقع "أوبن كالتشر" كيفية انتشار كلمة "شاي" حول العالم.

وقال الكاتب إنه حين يطلب كوبا من الشاي حيث يعيش في كوريا الجنوبية يستخدم كلمة "تشا" كما تلفظ هناك، في حين يستخدم لفظ "أوتشا" حين يكون في اليابان.

علاوة على ذلك، يستخدم الكاتب كلمة "تاي" في البلدان التي تتحدث اللغة الإسبانية ويحاول نطقها بشكل أوضح في البلدان التي تتحدث اللغة الفرنسية.

شاي أو "تي"
ذكر الكاتب أنه لا يستخدم لفظ "تي" التي تعني "الشاي" باللغة الإنجليزية إلا حين يكون في موطنه الأصلي الولايات المتحدة. 

وفي الواقع، لا يحظى الشاي بنفس شعبية القهوة في الولايات المتحدة إلا أنه يمكن العثور عليه في أغلب الأماكن.

وطوال عقود، لم تهيمن فقط شركة أميركية للقهوة مثل ستاربكس التي سمت بعض أنواع الشاي التي تقدمها بالمصطلح البديل "تشاي" مما زاد شعبيته، لكنها خلقت أيضا نوعا من الارتباك العام حول الفرق بين "تشاي" والشاي.

الأصل الصيني
أوضح الكاتب أن الكلمتين تشيران في نهاية المطاف إلى نفس المشروب الذي ابتكره الصينيون منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام.

ومع أن الشاي ليس شعبيا في جميع أنحاء العالم إلا أن الأشخاص في مختلف الأماكن يفضلون أنواعا مختلفة منه، حيث تختلف النكهات من منطقة إلى أخرى داخل الصين، كما تختلف نكهة الشاي الصيني عن نكهة نظيره الهندي. 

ومن هذا المنطلق، تطلق "ستاربكس" على الشاي المصنوع بالطريقة الهندية "تشاي"، لأنها تبدو مثل الكلمة التي تستخدم في الهند.

وفي هذا الشأن، كتب نيخيل سوناند في موقع كوارتز أن "الكلمات التي تبدو مثل "تشا" انتشرت عبر المناطق الممتدة على طول طريق الحرير، في حين انتشرت كلمات شبيهة بـ"تي" من قبل التجار الهولنديين.

وأضاف سوناند أن ""تشا" مصطلح "صيني"، مما يعني أنه شائع في العديد من اللهجات الصينية، حيث بدأ في الصين ثم شق طريقه عبر آسيا الوسطى حتى أصبح في نهاية المطاف يلفظ "چای" باللغة الفارسية.

ولا شك أن المسالك التجارية لطريق الحرير لعبت دورا كبيرا في هذه التسميات، حيث تعود تجارة الشاي إلى أكثر من ألفي عام وفقا لدراسات حديثة.

طريق الحرير والبرتغال
أشار الكاتب إلى أن الكلمات المستخدمة للإشارة إلى الشاي باللغات الفارسية والتركية والروسية تشبه جميعها لفظ "تشاي"، لكنها تبدو مختلفة في دول أخرى مثل ماليزيا وفنلندا وهولندا.

أما لفظ "تى" المستخدم في اللغات الصينية الساحلية الصينية "فقد وصل إلى أوروبا عبر الهولنديين الذين أصبحوا التجار الأساسيين للشاي بين أوروبا وآسيا خلال القرن الـ17 كما هو موضح في "الأطلس العالمي للهياكل اللغوية". 

وعلاوة على ذلك، تركزت الموانئ الهولندية الرئيسية في شرق آسيا في فوجيان وتايوان، حيث كان الناس يستخدمون لفظ "تى".

وقد ساهم توريد الشاي الهولندي المكلف من "شركة الهند الشرقية الهولندية" إلى أوروبا في ظهور أنواع الشاي الفرنسية والألمانية والإنجليزية.

وأورد الكاتب أنه لا يجب نسيان دور البرتغاليين الذين سافروا في القرن الـ15 إلى الشرق الأقصى على أمل احتكار تجارة التوابل، لكنهم "قرروا التركيز على تصدير الشاي بدلا من ذلك"، وذلك حسب ما كتبته راشيل داتسون في موقع "كالتشر تريب".

وقد أطلق البرتغاليون لفظ "تشا" على مشروب الشاي تماما مثل سكان جنوب الصين وشحنوا أوراقه تحت هذا الاسم إلى أوروبا الغربية.

وذكر الكاتب أنه يمكن بوضوح رؤية الانتشار العالمي لـ"تي" أو "تى" أو شاي أو "الشا" أو مهما أطلق عليه، وذلك حسب ما ورد في تغريدة للمؤرخ المتخصص في شرق آسيا نيك كابور.

يشار إلى أنه يمكن طلب الشاي في كل من المناطق التي تلفظ "تي" أو "تشا"،  لكن إذا وجدت نفسك يوما في بورما فلن يفلح ذلك، ذلك أن الكلمة التي تستخدم هناك هي"لاكفاك".

المصدر : الجزيرة