جدل بشأن تأسيس الأزهر فريق غناء مختلطا
عبد الرحمن محمد-القاهرة
ويتكون الفريق من ثمانية طلاب ومثلهم من الطالبات، تتراوح أعمارهم بين 19 و23 عاما، وتشكل من أفضل المشاركين في مسابقة تنافس فيها أكثر من 100 طالب وطالبة من الأزهر، ويقوم على تدريبهم قائد فرقة "عيون مصر" المايسترو حسن فكري، بينما تشرف عليهم الأستاذة بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان نهلة بكير.
وتقول عضوة بالفريق في تصريحات صحفية إن الأزهر لم يضع أي شروط للأغاني التي سيغنيها الفريق، لافتة إلى أنهم شاركوا في المهرجان بأغان لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد ومحمد عبد الوهاب وسيد درويش.
سابقة خطيرة
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر رمضان خميس رأى في هذه الخطوة "سابقة خطيرة" لم يأت بمثلها أي من القائمين على الأزهر قبل ذلك، وأنه لو تم مثلها في عهود أئمته السابقين لتبرؤوا من الأمر ومن داعميه، إن لم يضربوا على أيديهم ويمنعوهم من ذلك.
ويرى في حديثه للجزيرة نت أن تبني الأزهر للمنهج الوسطي أمر لا خلاف حوله ولا يحتاج إلى مثل هذه الخطوات غير المدروسة لتأكيده، مشددا على أن ذلك يأتي في سياق التردي الذي لا يعرف الثبات والتوقف، وأن متهمي الأزهر بالتطرف والتشدد لن يرضيهم إلا الاستمرار في مسلسل التنازلات غير المنضبطة.
وأبدى خميس تخوفه من أن يؤدي هذا التوجه إلى افتقاد الأزهر قيمته ومكانته التي يستمدها لدى المسلمين من حمايته للدين ورعايته لقضاياه، معتبرا انشغال القائمين عليه بمثل ذلك فيه إضاعة وتفريط بتاريخ الأزهر ومنزلته المتقدمة في نفوس المسلمين.
من جهته يعتقد محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف السابق أن مكانة الأزهر تتذبذب عند قطاع من المسلمين بسبب بعض العلماء المنتسبين إليه الذين يحرصون على التغريد في سرب السلطة ويتجاوبون مع أي توجيه أو سياسة يفرضها النظام عليهم.
ويرى، في حديث للجزيرة نت، أن الإقدام على تكوين فرقة للغناء مختلطة بين الطلبة والطالبات، هدفه هدم أحد ركائز الأزهر المتمثلة في الفصل بين طلابه وطالباته، وإزالة الحاجز النفسي أمام هذا الأمر، والتمهيد لفرض الاختلاط عبر هذه الخطوة التي تهدف لجس النبض والتهيئة لإقرار ذلك في العملية الدراسية.
تغيير هوية
واعتبر مستشار وزير الأوقاف السابق أن ذلك يأتي في سياق "تغيير هوية" الأزهر وسلخه من تاريخه وإظهاره في صورة المتناقض بين فعالياته ومناهجه المستهدفة، والتي، حسب قوله، تم تقليصها وحذف أكثر من 60% من المناهج الشرعية واللغوية التي كانت تحتويها في المرحلة الماضية.
بدوره يرى أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله حاتم عبد العظيم أن تكوين هذا الفريق هو نتاج رضوخ لابتزاز تعرض له الأزهر على مدار العامين الأخيرين، لكنه لن يخفف حدة الحملة التي تستهدف تفكيك الأزهر وتفريغه من أي مضمون فكري، كما يظن أصحاب التوجه الداعمين للأمر.
في المقابل، لم ير عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر محمد عبد العاطي مانعا من تشكيل الفريق للتعبير عن المعاني الرفيعة وتقدم البديل الجيد بلا ابتذال أو إسفاف، حسب قوله، مشددا على أن الإسلام لا يحارب الفن والذوق الرفيع، وأنه يمكن للفن أن يتناغم مع الجهود الفكرية والعلمية والثقافية للأزهر، على حد تعبيره.