"ذا بوست" يُرشح للأوسكار وسبيلبرغ يثير الجدل بلبنان

يُجسّد فيلم "ذا بوست" الصراع بين الصحافة ودوائر صناعة القرار التي تستخدم كل نفوذها لتغييب الحقيقة عن الجمهور، وجرى ترشيحه لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم وأفضل ممثلة أدت دور البطولة فيه.

وتناول الفيلم الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ وشارك في بطولته كل من توم هانكس وميريل ستريب معركة صحف أميركية عام 1971 لنشر أوراق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) المسربة، التي تسرد الصورة المضللة للولايات المتحدة في حرب فيتنام.

ويجسد هانكس دور رئيس تحرير "واشنطن بوست" بن برادلي، في حين لعبت ميريل ستريب دور ناشرة الصحيفة ذاتها كاثرين غراهام.

وفي تصريحات نقلتها صحيفة غارديان عن سبيلبرغ، كشف أن حرصه على إخراج هذا الفيلم جاء بسبب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومواجهتها للصحافة.

انتقاد ترمب
وانتقد سبيلبرغ ترمب الذي يصب جام غضبه على الصحافة ويعتبرها مصدرا لـ"الأخبار الكاذبة"، مبديا استياءه من وسم "الحقائق البديلة" الذي يُراد من خلاله تجريم كبرى وسائل الإعلام الأميركية.

وأضاف "إنني مؤمن بحقيقة واحدة فقط، وهي الحقيقة الموضوعية".

‪فريق
‪فريق "ذا بوست" الممثل توم هانكس (يمين) والممثلة ميريل ستريب والمخرج ستيفن سبيلبرغ‬ (رويترز)

وبنيت قصة الفيلم على أحداث حقيقية جرت في أوائل السبعينيات من القرن الماضي حول تسريب صحيفة "واشنطن بوست" في عهد الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون وثائق سرية تابعة لوزارة الدفاع عن حرب فيتنام، وهي الوثائق التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" وكانت سببا في تقييدها قضائيا بواسطة نيكسون.

وتعكس هذه الوثائق السرية كذب الإدارة الأميركية على شعبها بشأن ما جرى فعلا في هذه الحرب التي شهدت سقوط آلاف القتلى من الجنود الأميركيين، وادعت تحقيق انتصارات.

وترى صحيفة "واشنطن بوست" أن الفيلم هو أفضل فيلم يتناول معركة الصحافة ضد السلطة منذ فيلم "آل ذي بريزيدنتس مان" الذي أخرجه ألان جي باكولا عام 1976.

جدل في لبنان
وأثار عرض الفيلم في دور السينما اللبنانية ضجة كبيرة، وذلك بعدما طالبت جهات مدنية وسياسية مثل حزب الله بمنع عرضه. 

ودشن ناشطون حملة ضد الفيلم لأن المخرج ستيفن سبيلبرغ قدم دعما ماليا لإسرائيل خلال عدوانها على لبنان في 2006.

‪مخرج
‪مخرج "ذا بوست" سبيلبرغ متهم بتقديم دعم مالي لإسرائيل‬ (رويترز)

وقال رئيس دائرة المطبوعات في الأمن العام جورج حنا إن لجنة مراقبة أشرطة الأفلام السينمائية قد توصي بمنع عرض أفلام إذا شكلت دعاية إيجابية لإسرائيل ضمن أسباب أخرى.

وأضاف أن لبنان منع في 2017 عرض فيلمين، لكنه سمح بعرض 317 فيلما تجاريا و766 من أفلام المهرجانات.

وحظر لبنان فيلما آخر هو "جانغل" وسحبه من دور العرض بعد أيام، والفيلم مقتبس عن كتاب لضابط إسرائيلي سابق في البحرية عن رحلته لغابات الأمازون.

من جهته، قال بسام عيد مدير المنتجات في شركة إمباير -وهي شركة توزع الأفلام في لبنان- إن حملات مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تشكل ضغطا على حكومة لبنان بشأن الأفلام.

وفي العام الماضي منع لبنان عرض فيلم "وندر وومان" لأن بطلته غال غادوت إسرائيلية.

المصدر : الجزيرة + وكالات