الشابي.. الذكرى الحاضرة بمدينة توزر

رغم توفر مدينة توزر في الجنوب التونسي على مؤهلات سياحية عديدة كواحات الجريد والنخيل، والصحراء مترامية الأطراف؛ فإنها تقدم نفسها إلى العالم على أنها مسقط رأس الشاعر التونسي الكبير أبي القاسم الشابي ومكان نشأته.

يجد زائر المدينة ذكرى الشابي حاضرة وسائدة بشكل لافت، في شوارعها وأقواسها؛ حيث خطت أبيات من قصائده، كما يحضر الشاعر في أحاديث الناس كمصدر للفخر والاعتزاز.

لكن بيت الشابي بتوزر حيث عاش سنوات طفولته وشبابه تحوّل اليوم إلى خراب، وسط أسف وحسرة ذويه وأهله على ما حل بمنزله بعد أكثر من ثمانين عاما على وفاة أبي القاسم.

تعدّدت نداءاتهم إلى وزارة الثقافة بتحويل البيت إلى مُتحف أو معلم ثقافي يحفظ تراث شاعر تونس الكبير، لكن دون جدوى.

ومن أمام ركام البيت عبّر خير الدين -شاعر من أسرة أبي القاسم الشابي بمدينة توزر، وورث عنه حب الشعر ونفس التمرد والثورة- للجزيرة عن أسفه لعدم فك قيد الإهمال عن بيت الشابي حتى تحول لركام.

وودع أبو القاسم الشابي -الذي يعد أشهر أعلام الشعر الحديث في العالم العربي- الحياة ولم يتجاوز 25 من عمره، وخلف كنوزا شعرية وعقيدة أدبية متفرّدة، وصيتا تجاوز حدود المكان والزمان.

بيته الشعري "إذا الشعب يوما أراد الحياة ** فلا بد أن يستجيب القدر" تردد في بلاد عديدة، وصدحت به حناجر في ميادين الثورات بعدد من الدول العربية.

كان أبو القاسم الشابي شاعرا مؤسسا ومجددا وثائرا على الخطاب الشعري السائد في عصره، استطاع من خلال كتابه النقدي الخيال الشعري عند العرب وديوانه أغاني الحياة، أن يؤسس ومضة فكرية متألقة في مجال نَظْمِ الشعر.

ويصفه النقاد بالشاعر السابق لعصره، حيث بدا في عدد من قصائده كأنه يستشرف المستقبل.

المصدر : الجزيرة