رفض لقرار منع كتب دينية بكردستان العراق

معرض الكتاب
مطالب بإعادة النظر في قرار المنع (الجزيرة)

ناظم الكاكئي-أربيل

أثار قرار وزارة الثقافة في إقليم كردستان العراق منع تداول كتب دينية ومصادرتها من الأماكن العامة بحجة حماية الشباب من التأثر بالفكر المتطرف، حفيظة المهتمين بالشؤون الدينية والثقافية في الإقليم، وفي مقدمتهم اتحاد علماء الدين الإسلامي.

وشملت لائحة الكتب الممنوعة مؤلفات لعلماء كبار خدموا الفكر الإسلامي، ومنهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني وغيرهم من العلماء المعاصرين، إضافة لكتب بعض العلماء القدامى وفي مقدمتهم كتب شيخ الإسلام ابن تيمية.

لكن وزارة الأوقاف أكدت أن وزارة الثقافة هي من أصدر قرار المنع، وليست هي كما جاء في وسائل الإعلام ، لكن الأوقاف تبقى جزءا من الحكومة، وعليها تنفيذ التعليمات التي تأتي من وزارات أخرى.

نقشبندي: القرار صادر عن وزارة الثقافة وليس عن الأوقاف (الجزيرة)
نقشبندي: القرار صادر عن وزارة الثقافة وليس عن الأوقاف (الجزيرة)

معرض الكتاب
وقال المتحدث باسم وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان العراق مريوان النقشبندي للجزيرة نت، إن هذا القرار جاء بالتزامن مع افتتاح معرض أربيل الدولي للكتاب خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، وينص على منع عرض وتداول بعض المؤلفات والعناوين.

وأكد أن المنع اقتصر على عدد من المؤلفين داخل أروقة المعرض، ولم يشمل الموجود حاليا في المكتبات أو أماكن عامة، ولكن تفسيره جاء بالخطأ.

وقال إن هذه العناوين موجودة على شبكة الإنترنت ولا يمكن حجبها، ولا يمكن منع تداولها في مناطق خارج الإقليم، والمعنيون بهذا الشأن يدركون ذلك جيدا، "لهذا السبب لا أحد يفكر بمنع حرية الفكر، ولكن هناك سياقات عالمية يمكن اتباعها، وهي تحظر بعض المسائل التي تشجع التطرف".

ملا سعيد الكردي: كان يفترض تشكيل لجنة تضم علماء للخروج بالقرار (الجزيرة)
ملا سعيد الكردي: كان يفترض تشكيل لجنة تضم علماء للخروج بالقرار (الجزيرة)

قرار خاطئ
من جانبه، عبر رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان الملا عبد الله ملا سعيد الكردي عن استغرابه من صيغة القرار، وقال إنه "يفتقر إلى الواقعية في التعامل مع ملفات تتعلق بنشر الفكر المتطرف، الذي ينبغي أن يكون من خلال تجفيف مصادر تمويل المنظمات والمؤسسات المتطرفة ومواجهتها فكريا وإعلاميا".

وأوضح للجزيرة نت أن هذه القرارات يجب أن لا تكون محصورة بيد طرف معين، بل كان يفترض تشكيل لجنة مشتركة والاستعانة برجال دين واتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان وبعض المفكرين، لأن بعض الكتب التي جاءت في هذه اللائحة تعود لسبعة قرون مضت.

وتابع أن العلماء الذين منعت كتبهم من التدوال قدموا خدمة للفكر الإسلامي وساهموا في توعية المجتمع الإسلامي في كتاباتهم، مشددا على "أن هذا القرار خاطئ، وعلى المشرعين إعادة النظر بشأنه، كون نشر لائحة بأسماء مفكرين وكتاب معروفين على مستوى العالم يدخل في باب التشهير، ولا يجوز ذلك في زمن انتشار المعلومات عبر وسائل التقنية الحديثة".

واستطلعت الجزيرة نت آراء عدد من المواطنين الذي عبروا عن رفضهم للقرار، واعتبر أسو نجم الدين -وهو من العاصمة أربيل- أنه لا يجوز منع المواطنين من اختيار الكتب التي يرغبون في قراءتها والاستفادة من مضمونها.

المصدر : الجزيرة