"السفر إلى الجزائر".. فيلم يكشف مآسي الاستعمار وعملائه

ملصق فيلم السفر إلى الجزائر للمخرج الجزائري عبد الكريم بهلول

أميمة أحمد-الجزائر

عُرض أمس الخميس بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة فيلم "السفر إلى الجزائر" للمخرج عبد الكريم بهلول، في تظاهرة شهدها مسؤولون ومتابعون للشأن السينمائي.

وتدور أحداث الفيلم في مدينة سعيدة بالغرب الجزائري إبان الاحتلال الفرنسي وغداة الاستقلال عام 1962، حيث يحكي المخرج قصة إنسانية لأرملة شهيد قتله الجيش الفرنسي لإيواء عائلته الثوار وتزويدهم بالطعام والعلاج، وإخفاء المطلوبين، فدفع حياته ثمنا لذلك، وترك خلفه أرملة وستة أطفال.

 

مشهد من الفيلم تظهر فيه البطلة سامية أمزيان التي مثلت دور أرملة الشهيد (الجزيرة)
مشهد من الفيلم تظهر فيه البطلة سامية أمزيان التي مثلت دور أرملة الشهيد (الجزيرة)

عملاء الاستعمار
وعند خروج قوات الاستعمار من الجزائر، يُقدم الحاكم الفرنسي منزله الفخم لأرملة الشهيد وأطفالها، فيطمع فيه أحد عملاء فرنسا (حركي) ويعمل على طردها وأطفالها من المنزل.

قررت أرملة الشهيد مقابلة الرئيس أحمد بن بلة بالجزائر العاصمة التي لم تزرها من قبل، فاصطحبت ابنها (تسع سنوات) ليعينها في رحلتها الشاقة، فتلتقي وزير الدفاع حينها هواري بومدين الذي أمر بقتل "الحركي" إذا لم تعفُ عنه أرملة الشهيد، فسجن العميل قبل أن تصفح عنه الأرملة.

وقد حضر العرض كل من وزير المجاهدين الطيب زيتوني ووزيرة الثقافة نادية لعبيدي، إلى جانب سينمائيين وفنانين.

ويعالج الفيلم قضية استغلال بعض الأشخاص استقلال الجزائر من أجل خدمة مصالحهم الشخصية، بمن فيهم عملاء وقفوا ضد الثورة الجزائرية، ضاربين عرض الحائط كل القيم الإنسانية والمجتمعية.

وقالت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي في كلمة قُرئت نيابة عنها "إن الفيلم تكريم للمجاهدات وأرامل الشهداء في اليوم العالمي للمرأة".

‪الممثلة شافية بودراع: الفيلم يروي مأساة أرامل الشهداء اللائي عانين بعد الاستقلال‬ (الجزيرة)
‪الممثلة شافية بودراع: الفيلم يروي مأساة أرامل الشهداء اللائي عانين بعد الاستقلال‬ (الجزيرة)

دور رئيسي للمرأة
من جهتها، قالت المخرجة الجزائرية باية الهاشمي للجزيرة نت إن "السفر إلى الجزائر" هو الأول من نوعه في السينما الجزائرية الذي يتحدث عن دور المرأة في الثورة ومعاناتها بعد الاستقلال، حيث إن كل أفلام الثورة كان دور المرأة ثانويا.

وقالت بطلة الفيلم الممثلة سامية أمزيان الفائزة بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان السينما الفرانكوفونية، إنها تأثرت بالدور الذي أدته، لا سيما أنه يحكي قصة إنسانية مؤثرة.

وذكرت الممثلة القديرة شافية بودراع للجزيرة نت أن الفيلم "تحدّث بصدق عن أرامل الشهداء، وأنا واحدة منهن، كان عندي خمسة أيتام وعانيت كثيرا"، وأضافت "كانت أرامل الشهداء آنذاك شابات صغيرات يشبهن مرج الزهور، ولكل زهرة حكاية مهانتها بعد الاستقلال".

ويُذكر أن "فيلم السفر إلى الجزائر" الذي عُرض لأول مرة بالجزائر مساء أمس الخميس شارك في عدة مهرجانات دولية وعربية، وفاز بعدة جوائز، منها جائزتا "التانيت الفضي" للأفلام الطويلة والجمهور في مهرجان قرطاج السينمائي.

المصدر : الجزيرة