المركز العربي ينظم بالمغرب مؤتمرا عن المثقفين والجامعات

من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع للعلوم الاجتماعية الذي نظمه في مراكش المغربية المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في مراكش (الجزيرة)
انطلقت أمس الخميس أعمال مؤتمر عربي متخصص في العلوم الاجتماعية والإنسانية، ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في دورته الرابعة بمدينة مراكش المغربية.

ويحضر المؤتمر -الذي تختتم فعالياته غدا السبت- نخبة من الباحثين والأساتذة الجامعيين الذين يناقشون موضوع المثقفين ودورهم في التحولات التاريخية، بالإضافة إلى موضوع الجامعات والبحث العلمي في الوطن العربي.

وشملت جلسة افتتاح المؤتمر محاضرتين تأسيسيتين في موضوعي المؤتمر، إذ ألقى المدير العام للمركز العربي الدكتور عزمي بشارة محاضرة حول "أدوار المثقفين في التحولات التاريخية"، بينما حاضر رئيس جامعة محمد الخامس في الرباط سابقا الدكتور حفيظ بوطالب الجوطي عن "الجامعات والبحث العلمي في العالم العربي".

ثورة ومثقفان
من جانبه، ميز المفكر العربي عزمي بشارة بين نمطين سلوكيين للمثقف العربي تجاه الوضع العربي الراهن، موضحا أن المثقف الذي اختار الدفاع عن الوضع القائم فعل ذلك انطلاقا من اقتناع مفاده أن الحروب الأهلية التي تغرق فيها بعض الدول العربية التي شهدت محاولة للتغيير يتحمل مسؤوليتها أولئك الذين قاموا "بمحاولة غير واضحة لتغيير الوضع القائم".

عزمي بشارة ميّز بين نمطين سلوكيين للمثقف العربي تجاه الوضع العربي الراهن: المثقف الذي يدافع عن الوضع القائم ويُجرّم الداعين إلى التغيير، والمثقف الذي يدعم الثورة لكنه يتحول إلى مبرّر لأخطائها

أما النوع الثاني من المثقفين -حسب بشارة- فهم أولئك الذين "وقفوا مع الثورة ضد الاستبداد والفساد"، بل إنهم "تماهوا مع عدالة قضيتها"، ويرون تبعا لذلك أن "الأنظمة التي تسد أفق التغيير وتلجأ للعنف" مسؤولة عن "تدهور الثورة" وتحولها في عدد من الدول التي تتسم بالهشاشة إلى "منزلقات الفوضى والعنف والتطرف".

ونبه بشارة إلى أن مثقف الثورة هذا هو نفسه يتبنى مواقف ناقصة، إذ إنه في الوقت الذي "يكتفي بشرح الأسباب الموضوعية للفوضى والتطرف"، فهو "لا يرى أن الأفراد الأحرار الذين ثاروا على النظام مسؤولون أيضاً عن أفعالهم وعن أخطائهم كذلك"، ومن هنا فإن المثقف المدافع عن الثورة قد يتحول "إلى تبرير تلك الأخطاء" بدل الإسهام في "تفسيرها".

وتلت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر جلسات علمية أخرى في موضوعي المؤتمر، حيث تحدث فيها مفكرون وباحثون عرب، ومن المقرر أن ينهي المؤتمر أعماله بحفل توزيع الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية.

وهذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها المؤتمر في المغرب، إذ عقدت دورته الثالثة في تونس العام الماضي، في حين نظمت دورتاه الأولى والثانية في العاصمة القطرية الدوحة، المقر الرئيس للمركز العربي.

ويخطط القائمون على المؤتمر لتنظيمه في دول عربية أخرى في الدورات المقبلة.

المصدر : الجزيرة